- يا خالتي كدي أهدي فهميني براحة براحة
سعدى قالت وهي ماشة وجاية بقلق و بتحاول تتصل :
- الولد ده مرق من البيت من أمس قال عندو شي مع صحبو و لي حسي ماجا راجع ، و ما برد على التلفون
- ياربي يكون مشى وين
- مابعرفو ياعلا حيجنني
سماح اتدخلت وقالت :
- طيب ياخالتو صحبو ده منو خلي واحد من الأولاد يمشي يشوفو
- عادل صحبو من زمن المدرسة
علا قالت :
- أنا حأمشي أكلم خالد ولا سراج بعرفو بيت عادل ده
قالت كده وطلعت طوالي ، و في اللحظة دي تلفون سماح رن ، ردت :
- آي يا آيمن كيفك… تمام….… شنوووو كيف الكلام ده؟؟؟ دقيقة خليك معاي
و شالت التلفون و طلعت الحوش عشان تتكلم براحتها :
- إنت ماعارف الظرف الإحنا فيهو ؟؟ الماتت دي في مقام أمي مابقدر أعمل عرس بعد أسبوعين و بعدين إنت قاعد السنين دي كلها ما حبكت إلا حسي؟؟
- أول شي اتكلمي معاي باحترام و تاني شي أنا حر أحدد المواعيد التعجبني و الماتت دي الله يرحمها ماعندي شغلة فيها
غزت كوعها و قالت بانفعال و تحدي :
- و أنا عرس حسي مابعرس و أعلى ما ف خيلك أ…..
قطعت كلامها لمن لقت سراج جا ماري قدامها طالع على الشارع ، اتلفت عاين ليها ودنقر بسرعة و هي ختت يدها في خشمها… و بدون ماتفكر قفلت الخط و قالت :
- سراج
اتخلع و ما اتوقع إنها ممكن تكلمو :
- نعم
- اا.. دي.. دي علا كانت دايراك
رد و هو ماقادر يخفي الحزن الفي صوتو :
- اي جات حسي كلمتني و طالع أشوف وليد وين
في اللحظة دي تلفونها رن تاني ، و سراج عاين ليها بنظرة مليانة عتاب كأنو بقول ليها ليه اتكلمتي معاي ، و طلع خلاها واقفة وقلبها يدق بقوة…..
..
.
وليد فتح عيونو ولأول وهلة كده ما قدر يتذكر هو وين لكن بعد عاين حوالينو اتذكر ، بقى يفتش تلفونو عشان يشوف الساعة و كمان داير يتصل بأمو يطمنها ، لكن مالقاهو في جيبو ولا في شنطتو :
- عادل.. عادل.. أصحى
عادل صحى و قال :
- الساعة كم ؟ البت جات؟؟
- ماعارف كدي جيب تلفونك أنا حقي شكلو وقع أثناء جاريين
عادل أشر وقال :
- ختيتو هناك في التربيزة ديك
وليد بقى يفتش و مالقاهو و عادل كمان فتش و هو بقول :
- أنا متأكد إنو كان هنا ، وليد البت دي سرقتنا
وليد قال :
- إنت غبي ولاشنو ؟ هي خلت لينا مرسمها كلو
في اللحظة دي سمعو حركة و خطوات جاية عليهم :
- معليش اتأخرت عليكم
و ختت قدامهم أكياس فيهم سندوتشات وعصير ، و طلعت من جيبها تلفوناتهم وقالت :
- كان لازم أعمل كده عشان أتأكد منكم و أعرف إنتو منو بالضبط
وليد وعادل عاينو لبعض و هي قالت :
- ماتستغربو أنا كده ، صريحة خالص
وليد قال بإعجاب :
- صريحة وقوية وواثقة من نفسك و بتستخدمي عقلك كويس
وعاين ليها وواصل وهو بضحك :
- و شكلك بلبسك ده كأنك زول تاني غير حق أمس
بريق ضحكت وقالت :
- أساسا أنا كده هههههه أما الفساتين و الميك أب و أمور البنات دي ما بطيقها
عادل قال وهو فاقد أعصابو :
- يااابرودك ياخي شوف نحن في شنو وانت في شنو
بريق قالت :
- أكلو عشان نشوف حنعمل شنو
وليد فرح و قال :
- يعني معانا ؟
- امممم بصراحة أنا بعشق المغامرات و كمان محتاجة برنامج يطلعني من صدمة زواج نادر وبت عمي، ولو إنو موضوعكم ده ممكن يكون فيهو موتي
- ياساتر.. كيف الكلام ده
- إنتو جيتو من الناحية البهناك للجسر صاح؟
- صاح
- يلا نحن هنا الجسر ده مسمنو مثلث برمودا ههههههه البحاول يقرب منو بختفي
- بختفي كيف؟
- مامعروف ، بس غالبا الحكومة هي البتغطس حجرو
- لكن ليه ؟ في شنو ؟ و بعدين الحراسة عليهو ما مشددة للدرجة دي
- لأنو أساسا مافي زول بفكر يمشي ناحيتو
- الحكاية دي غريبة
- أنا حأوديكم لخالو عمر ، عندو معلومات كتيرة باعتبارو كان شغال في الشرطة و اتقاعد و هو أكتر زول زعلان على قفلة الجسر ده بس مابقدر يعترض
- طيب يلا
بريق ضحكت وقالت :
- يلا وين عادي كده ؟ يا بابا إنتو زمانكم برة الدنيا مقلوبة عليكم
وفتحت الكيس التاني و بقت تطلع في الحاجات و قالت :
- ألبسو ديل
عادل ضحك وقال :
- عباية ونقاب هههههههه مستحيل طبعا
- واحد حيلبس ديل والتاني يلبس الجلابية دي مع الباروكة والنضارة
وليد بسرعة شال الجلابية لبسها فوق هدومو و عادل قال باحتجاج :
- يعني بتختني قدام الأمر الواقع ، أصلو الليلة أنا مابلبس كده كفاية البهدلة الاتبهدلتها معاك من أمس كمان اخرتها حتلبسني لبس مرة و ….
قطع كلامو لمن ولد عاين ليهو بنظرة حادة ، وتاني قال :
- اووووووف طيب لمن نشوف اخرتها معاك
وليد شال تلفونو عشان يتصل على أمو لكن لقاهو مقفول ، وبريق قالت :
- اسفة ماشحنتو ليك ، لكن لقيت مكالمات كتيرة و كمان في رسالة من خطيبتك هي ولا حبيبتك بتسأل منك بعدين أبقى طمنها
وليد استغرب انها فتشت تلفونو كده لكن سكت و دخلو في جيبو ، و بعد داك التلاتة طلعو بعربية بريق و وليد متنكر في هيئة راجل كبير و عادل مرة منقبة و مشو معاها لخالها…..
….
…
في القرية
- سماح مالك متوترة كده؟
- منو؟؟ أنا ؟؟ لا لا لا
- باين عليك ما طبيعية خالص
- ماتاخدي في بالك مافي شي
- امممم طيب براحتك
اتلفتو الاتنين لمن دخلت عليهم طفلة بت الجيران بتنطط وبتقول :
- سماااااح بنادوووك قالووو ليك تعالي بسرعة
- منو البناديني في شنو
- قالوووو قالو عقدك بكرررة
و طوالي جرت طلعت خلت سماح منططة عيونها و علا قالت :
- عقد شنو دي بتقول في شنو الشافعة دي
سماح ضحكت وقالت :
- ده أيمن عشان قبل شوية اتحديتو ههههههه اتخيلي بس
- مافاهمة شي أنا
- كدي قومي أرح معاي نمشي بيتنا نشوف المصيبة دي شنو كمان
- يلا
طلعو البتين على بيت سماح و لقو أمها وأخواتها فايرات و أول ماشافوها قالو :
- إنتي و خطيبك ده مالكم مستعجلين لينا كده حسي في داعي للعقد ده بكرة ما كان تخلوهو بعد أسبوعين مع العرس مرة وحدة
سماح ردت :
- عقد شنو و عرس شنو أنا ماعارفة شي عن الموضوع ده
- أيمن اتصل و قال انكم اتفقتو على كده
- و أنا ماموافقة
أمها قالت :
- يابتي تراهو خطيبك و من حقو يحدد طاوعيهو وقت الله سهلها عليهو
علا اتدخلت وقالت :
- عن إذنك ياخالتو دقايق بس
و سحبت سماح بعيد و قالت ليها بهمس :
- عايني أنا مافاهمة شي ، لكن أوعك توافقي على المهزلة دي
- ماعارفة ياعلا ماعارفة أعمل شنو
علا مسكتها بيدينها الاتنين من وشها وقالت :
- ركزي معاي ، شوفي إنتي من جواك دايرة شنو..
سماح قالت بدون وعي :
- سراج
علا فكتها و بلعت ريقها وهي متوترة ، سكتت ثواني و سماح قالت :
- اسفة ، جات غصب عني
علا قالت :
- مدام طلعت من جواك ، أنا معاك ياصحبتي و الله يقدرني أعمل أي شي عشانك... خليك هنا بجيك بعدين ، سلام
.
.
.
وليد قعد قدام خال بريق وهو متوتر ومتحمس في آن واحد ، و بدا يحكي ليهو عن الحصل معاهو بالتفصيل و بعد داك وراهو الصورة ، و الخال عمر بعد شافها قال :
- المعلومة الماعارفها انت ولا عارفاها بريق إنو المتحف والشخصيات المرسومة الفيهو مامجرد رموز أسطورية ، كل واحد منهم ليهو قصة واقعية و بناء عليها اتعملت الرسمة… و حسب توقعاتي إنو حامد منفي ده زول اتطرد من المدينة دي و مشى قعد بهناك في القرية و بعد داك الجسر اتقفل بسببو
- تفتكر ليهو علاقة بحكاية فاطمة السمحة القالها العجوز.. الله يرحمو
- غايتو الأكيد إنو اتنفى لأسباب عرقية ، كانت في مشكلة بين أسرتين أو قبيلتين و واحدة منهم استولت على المدينة والحكومة وقفت معاهم و طردو الأسرة التانية على راسهم حامد و قفلو الجسر ، لكن السبب بالتحديد ماعارفو.. وطبعا هم الفازو بنصيب الأسد لأنو كل الموارد موجودة هنا
- كده قربت أفهم ، بس باقي نعرف ليه التخويف الشديد ده و ليه البجيب السيرة دي هنا بتسجن و هناك بتعدم
- السبب واضح جدا
- شنو
- الناس لو عرفو الحقيقة ما حيسكتو
- طيب نحن ليه ما نوري الناس الحقيقة؟
عمر سكت شوية كده وسرح ، و بعدين قال :
- حأسألكم سؤال و داير كل واحد منكم يديني إجابة….. بنسبة كم في المية مستعدين تضحو بأرواحكم في سبيل الحقيقة و الوحدة و الأمان و الحرية و الحقوق
وليد جاوب بسرعة :
- أنا مستعد….
وعادل قال بحيرة :
- ماعارف أنا
و بريق قالت :
- أما أنا مابقدر أوعد بشي ما لم أعرف حنعمل شنو
عمر قال :
- أساسا لي زمن بفكر في حاجة بس ما كنت لاقي الشخص المناسب اليخت يدو على يدي
بريق قالت :
- بتفكر في شنو يا خالو؟
- نكسر القيود ، نعلي أصواتنا المكبوتة و أرواحنا المخنوقة ، حنطلع من عنق الزجاجة ، حنفتح الجسر و نرجع الأرض الاتقسمت على نصين ، بالمختصر كده حنعمل ثورة…..
.
.
يتبع
مع كل الود
رحمات صالح
الجسر