- ثورة شنو يااخوااااننا كدي خلونا أول نفهم الحاصل شنو… الموضوع ده الناس بتتشنق وتتحبس فيهو
وليد قال :
- إنت ياعادل كان بطلت جبنك ده الأمور بتمشي
الخال عمر قال وهو مامهتم باحتجاج عادل :
- الحيحصل كالآتي.. أول شي نعرف أصل الرسمة دي شنو ، تاني خطوة إنتو حترجعو قريتكم و حتبدو بالناس البتثقو فيهم و حتوروهم الحاصل و إنو حقوقكم ضايعة بسبب الفصلة والجسر ده و محرومين من التعليم والصحة والزراعة حتى البحيرة دي عاملين ليها مصدات السمك مابصلكم بهناك ، و نحن هنا حنوعي الناس إنو في أراضي و مساحات ضايعة مننا بهناك و في ناس بيننا و بينهم دم مفصولين مننا بالجسر ده ، و لو لقينا تفاعل كويس حننتفق و نتلاقى كلنا في الجسر
وليد قال وهو مبتسم :
- كده يادوب أنا بديت أرتاح ، حتى لو مانجحنا على الأقل نكون حاولنا
عادل انزعج وقال :
- شنو نكون حاولنا وبتاع ، الحكاية دي ممكن يضيعو فيها ناس، هي أرواح الناس دي سهلة كده؟
- و أرواح الناس البتموت كل يوم بسبب عدم العلاج ، والجهل و الفقر والجوع المنتشر ده… و خالتي و أمثالها الأرواحهم بتضيع هدر
بريق قالت بحماس :
- أنا خلو لي حكاية الصورة بتاعت حامد منفي حأجيب ليكم قرار الموضوع ده ، بعرف واحد رسام جدو كان من الناس الرسمو الرسومات دي
- يلا على بركة الله
.
.
في القرية….
علا كانت مترددة تفاتح سراج بخصوص سماح ولا خلاص فات الأوان ، كانت حاسة إنو الوقت مامناسب مع وفاة أمها ، و حاليا اختفاء وليد وتلفونو المقفول وصحبو المابرد و أهلو قالو ماعارفنهم وين ، وسراج مما رجع و هو بالو مشغول بوليد و كمان سعدى بقت مقلقة و ماقادرة تصبر ، لكن رغم كده قالت لنفسها دي آخر فرصة و هي مفروض تعمل العليها :
- ياسراج ، دايراك دقايق بس
سراج قام بسرعة وقال :
- في خبر من وليد ولاشنو ؟
- ياريت ، لكن….
في اللحظة دي رن تلفون سراج ، قال :
- ده رقم أخو عادل أخدتو منو قبيل…. ألوووو
- عادل ده اتصل حسي وقال هم بخير ووليد تلفونو قاطع شحن بس بصراحة ماعرفت هم وين
- دقايق أنا بجي عليكم حسي واسمع منك مباشرة
و طوالي طلع قبل ما علا تلحق تفتح الموضوع ، وعلا طلعت بعدو مشت لسماح تشوفها عملت شنو والحصل شنو ، سماح لمن شافتها كانت مترقبة و منتظراها تقول أي شي يديها أمل في حبها الأول لكن علا كانت مشغولة بوليد و بتفكر في الحاصل معاهو ، سماح افتكرت إنو علا كلمت سراج والكلام ماجاب فايدة لأنو أصلا مابيدو شي فقررت تعفي صحبتها من الحرج و قالت :
- يلا تعالي نشوف حألبس شنو بكرة ، مع إنو دمعتي على خالتي لسه مانشفت لكن أنا متأكدة لو كانت في كانت اختارت لي أجمل حاجة
علا دموعها جرت وقالت :
- الله يرحمها كانت بتريدك شديد ، لكن يا سماح إنتي متين اقتنعتي حسي مش كنتي….
قاطعتها بسرعة:
- لا أنا بس اتخلعت لأنو كل شي جا فجأة لكن أساسا سراج خطيبي و ب…..
انتبهت إنها غلطت في الاسم و قالت تغير الموضوع :
- يلا يلا عشان أوريك التياب الطلعوهن لي أخواتي قالو ألبس منهن واحد
…
..
في بيت المرحومة روضة كانت قاعدة في البرندة و شايلة مفراكة و بتحفر في التراب الفي الأرض و بترسم بعشوائية ، جات سعدى رقدت في العنقريب القصادها وقالت :
- وليد قاطع حشاي الولد ده مالو بسوي فوقي كدي
روضة ردت وهي سرحانة و باين مافي وعيها :
- خلي بفوت وبجي ، و كان ما جا ما جا ، الراحو أحسن منو في شنو
سعدى اتكت وقالت بغيظ :
- تفي من خشمك سريع فال الله ولا فالك ، ولدي بجيني بالسلامة مالك ملحقاهو فلان داك
روضة رفعت المفراكة و هي بترجف ، و سعدى شهقت و قالت :
- سجمي دايرة تدقيني؟؟
روضة وقفت مساافة وهي رافعة يدها و سعدى قلبها بقى في يدها من الخوف ، وفي اللحظة دي جا صوت بقول :
- روضة مالك ياخالة واقفة كده
روضة اتلفتت على محمد و رمت المفراكة و دخلت جوة ، و سعدى قالت و نفسها قايم من الخلعة :
- المرة دايرة تدقني
- إنتي قلتي ليها شنو يا خالتي ؟
سعدى ارتبكت :
- بري ماقلت شي
- ماهو نحن كلنا عارفين روضة دي هادئة و مافي شي بهجيها غير سيرة راجلها
- و أنا مالي و مالو؟ طفشتو أنا ؟
- الله يرضى عليك يا خالتي تاني ماتغلطي تفتحي الموضوع ده
سعدى هاجت و قالت :
- إنتو بتحاسبوني أنا ؟ ما تراهو براهو طلع و ما جا راجع
- ماعارف لكن أنا حاسي إنو الموضوع أكبر من كده و الزول ده ما طفش ساي و روضة دي ما بتصل للحال ده ساي
- بالله شغل المحاميين ده ماتسوي لي أنا
محمد اتنهد و قال :
- طيب طيب ، أنا داخل أشوفها
.
.
بعد ساعات :
وليد كان بحاول يوزن تلفونو على الشاحن لكن ماراضي يشحن :
- أوفففف ده مالو كمان ، شكلو خرب خاتي من قبيل وماشحن
- اتطمن انا كلمت أهلي و حيطمنو أهلك سراج كان معاهم
عادل شال النقاب ربطو وقال :
- أرح نشوف طريقة نتخارج بعد ده
- لا نحن حننتظر بريق تجيب لينا الخبر من الرسام و بعد داك نشوف
- ياااخ لكن ماممكن و…
بريق في اللحظة دي فتحت الباب و دخلت وقالت :
- وين خالو عمر
- ماعارف طلع وين
قعدت و هي بتحرك شعرها الكان أصلا منفوش بصورة غريبة ، وقالت :
- الليلة الجو حار ، المهم أسمعوني كويس.. أنا مشيت للولد و حاولت أجيب منو معلومات رفض و في الآخر ساومني على مبلغ معين بس ما كنت شايلاهو معاي
وليد قال باستغراب :
- حتدفعي ليهو عشان يديك شوية معلومات ؟
- أولا دي ماشوية معلومات ده كلام كبير و إنت عارف ، ثانيا ده من حقو لأنو الحيقولو ده فيهو خطر على حياتو
وليد عاين ليها شديد و قال :
- بصراحة طريقة تفكيرك غريبة شوية لكن حلوة…. صريحة و حقانية
- إنت شوية و حتقول إنك أعجبت بي
وليد ارتبك و هي واصلت وقالت ببساطة :
- عادي ، أنا كمان أعجبت بيك و من الأول شفت فيك حاجة كده جذبتني و ده الخلاني أتحمس و أساعدكم
عادل بقى يضحك وفقد أعصابو وقال :
- هههههه البت دي مجنونة أقسم بالله، يابتي إعجاب شنو في يوم واحد إنتي شكلو عرس حبيبك أثر عليك
بريق عاينت ليهو وقالت بجدية :
- ما أثر ولا شي ، متصالحة مع نفسي و بعرفها كويس وعارفة نفسي بعمل في شنو ، مش زيك كده مربوك و مشتت و ماثابت على راي
هنا وليد هو البقى يضحك بعد ما كان اتوتر من كلام عادل الجارح :
- ههههههههه ياخ دي أدتك في الصميم
بريق ضحكت على ضحكو و وليد سكت و عاين ليها مسااافة و هو بفكر في كلامها و أسلوبها ، ابتسم ابتسامة خفيفة من غير مايشعر و في اللحظة دي مر بخيالو طيف علا… و ماعارف ليه لقى نفسو خاتيهم الاتنين قدام عيونو في مقارنة لا شعورية ، علا أجمل بكتيير و رزينة و واعية ، و بريق ما بتعمل حساب لأي شي بتنفذ البجي على بالها مباشرة لكن ماخدة الحياة ببساطة و بتدي الحواليها روح إيجابية و طاقة… انتبه و قال لنفسو ديك أختي الكبيرة و دي وحدة لاقيتها صدفة في ظروف غريبة ، أحسن أركز في الجيت عشانو….
- ولييييد
- هاااا
قالت :
- لي ساعة بكلمك و إنت سرحان
- ااا.. اسف ، قلتي شنو؟
- قلت ليك الولد حيجينا هنا ، أنا اتفقت معاهو و وصفت ليهو المكان و مريت على البيت جبت المبلغ الطالبو ، أحسن كلكم تسمعو منو
- لا ما ممكن إنتي تدفعي و….
- أنا من الأول قلت موضوع الرسمة ده علي أنا ، خلوني أجيبو بالطريقة البشوفها مناسبة
- ياستي خير
هنا تلفونها رن ، ردت و بعد داك قفلت وقالت :
- وصل.. حأمشي أفتح الباب
وقامت مشت ، وعادل طوالي قال بهمس :
- ياخ أنا قلبي ما مرتاح للبت دي نهااائي
- يا شيخ حرام عليك البت ماقصرت معانا
- ماهو ده زاااااتو المقلقتي منها ، ما أظن تكون بتعمل ده كلو ساي، يا وليد أسمع كلامي أنا أخوك وصحبك و خايف عليك زي ماخايف على نفسي و أكتر ، خلينا نشرد من هنا ونرجع أهلنا مالنا و مال المجازفات دي
- يا زول داير تبقى جبان خلاص أمشي و أنا عفيتك ، لكن أنا من هنا ما بمشي ما لم…….
قطع كلامو لمن شاف قدامو كمية من أفراد القوات النظامية وشايلين أسلحة ، حاوطوهم و واحد من قال :
- أرفعوهم لي في العربية سريع
عادل عاين لي وليد بنظرة بتحمل معاني مختلفة ، فيها خوف و ندم و فيها كلام كتير معناهو : مش قلت ليك….؟!!!!!!
.
.
يتبع مع خالص تقديري
روايتي الجسر ، رحمات صالح