وليد كان نفسو يصرخ ويقاوم و يقول ما تاخدوني أي مكان بدون صحبي لكن ماكان قادر و رغم إنو ماعارف ديل منو لكن ما كان داير يمشي معاهم ، لكن ما أدوهو أي فرصة و رفعوهو في ضهرية بوكس مسخنة شديد من الشمس… فكو ليهو عيونو و شربوهو موية و في واحد بدى يفحصو و لمن لمس مكان معين وليد صرخ والزول قال :
- ضلعتك دي مكسورة ، و مد راسو بي برة قال للسواق :
- ودينا على المستشفى
واحد تاني راكب جنبهم قال :
- مستشفى شنو يا زول إنت داير تودينا ف داهية ولا شنو
- أها حنسوي شنو عمر قال ليكم تجيبوهو سالم
وليد من سمع الاسم اتكلم بصعوبة و قال :
- عمر منو؟
- عمر الطلعك من الجحيم الكنت فيهو ، لكن إنت ماتتكلم حسي
وليد قال وهو ماقادر يتنفس من الوجع :
- وعادل.. ده أخوي
- صحبك ده حسي بكون مات إنت ماشفتو كان عامل كيف
- أرجوك
قال الكلمة دي و دموعو جرت ، والزول اتأفف و قال بزهج :
- حتضيعنا إنت بسبب زول ميت
و خبط راس البوكس من فوق و قال للسواق :
- أرجع ياخ….
…
…
سعدى بدت تتحسن بعد ساعة من الحقنة الأداها ليها الدكتور التاني الجابو محمد ، عاينت حوالينها شافت علا و محمد و سراج و خالد كلهم حوالينها ، غمضت شوية وهي بتحاول تستعيد تركيزها… بعدها همست بلسان تقيل و حروف ملعثمة :
- روضة….وين..…؟
علا قالت بفرح :
- حمدالله على سلامتك ياخالتي
و محمد جاوبها :
- روضة راقدة جوة
- كويس…. عشان… ماتسمع... الحأقولو ده……
خالد قال :
- إنتي حسي ماتقولي أي حاجة ارتاحي بس
محمد لكزو براحة، و بعد داك قال ليها :
- قولي يمة كلنا سامعنك
سعدى قالت :
- كان يومي تم…. تكونو عارفين.... الذنب الفي رقبتي…. ما أموت بيهو ساكت…..
- الله يديك طولة العمر ، ذنب شنو لكن
- زمان… روضة أختي…. كانت دايما تعايرني… راجلك سكير… راجلك بتاع نسوان.. راجلك ما مسؤول… راجلك شرد خلاك…. و أنا النار تنطلق فيني… أصغر مني و أسمح مني… و راجلها شايلها على كفوف الراحة…… لكن مشكلتها ماولدت و أنا لاقياها فرصة…. و كل مرة أطاعنها بي عدم الولادة….. يوم كده… جاتني وحدة دلالية بتاعت عدة ….. جابت لي خبر عجيب.….
علا قالت وهي مندمجة شديد في كلام خالتها :
- خبر شنو ؟
سعدى عاينت ليها وقالت :
- شفتي ياعلا الخاتم الفي إيدك ده… أدتو أمي لي روضة وارثاهو من أمها و من حبوبتها ،…. وقت أدتو ليها قالت ليها بعد تتزوجي لو جبتي البكر ولد خلي يدي لي مرتو و لو جبتيها بت تدي ليها…. و روضة الله ما أداها الجنى ، وشايفاها أدتك لي….
علا عاينت للخاتم و عاينت تاني لخالتها و هي مافاهمة علاقة ده بالبتقول فيهو شنو…. لكن سعدى وضحت وقالت :
- الخاتم ده زاتو كان مجنني من روضة و زايد حقدي عليها لأنو أنا و نوال أكبر منها لشنو تدي ليها وتخلينا ، أها وقت جات الدلالية و جابت لي الخبر بس ماصدقت و لقيتها فرصة أطلع القديم والجديد
- قالت ليك شنو هي
- قالت لي راجل روضة عرس مرة تانية و جاب منها ولد وهي عرفتها بالصدفة ، و أنا عاد طوالي شلت منها وصف البيت و خليتا تجيب لي خبرو بمشي ليها متين… و يوم قلت لروضة أرح معاي لي وحدة قالو بتجيب بضاعة سمحة من برة ، مشينا دقينا الباب الساعة اليفتح لينا راجل روضة زاااتو ، وعلى العليهو شايل الجنى في إيدو…. أها روضة بعد عرفت طوالي دخلت في الحالة دي و أنا سكت ساي ماكلمت أي زول و الراجل من يومو داك تاني ماظهر ولا بعرفو فات وين ،عشان كده الناس كلهم قايلين روضة جنت بسبب غياب راجلها….
.
.
.
.
بهناك كان البوكس وصل محل ما عادل واقع ، رفعوهو وهو مامعروف حي ولا ميت لا نفس ولا دقات قلب و لا أي شي يدل على إنو عايش و ده غير الكدمات المالية جسمو و معلمة على وشو ، شالوهم الاتنين و ودوهم بيت كده قديم في مكان غريب ، وليد كان بعاين و مابقول ولا شي لغاية ما أدوهو حقنة خلتو خلال ثواني يغيب عن الوعي تماما…… ولمن فاق شاف فوقو شجر كثيف ، كان حاسي نفسو أخف ، استغرب لأنو ما كان عارف إنو التخدير ده استمر تلاتة أيام وخلالها خضع لعلاج خفف عنو شوية رغم إنو كسر الضلع لازال مؤلمو و محتاج زمن عشان يجبر….
حاول يقوم و الألم بسحب روحو سحب… وقف بصعوبة ، شاف جنبو عادل راقد ، حاول يفوقو مافاق ، اتلفت حوالينو و اتهلل لمن عرف المكان ده ، كان نفسو يجري و ينطط ويصرخ لكن الألم مثبتو مكانو ، كان خايف يطلع حلم و يفوق منو لأنو ما مصدق إنو بعد الحصل معاهو ده كلو يلقى نفسو فجأة في طرف القرية، بعد الجسر مباشرة….. بس كان خايف على عادل و ماعارف يتصرف معاهو كيف… بقى لافي حوالينو في نفس المكان يشوف حل ، وبعد شوية لمح عادل بدى يفرفر… جا عليهو و قال :
- عادل ، قوم ياصحبي… قوم نحن رجعنا القرية…. قوووم
عادل فتح عيونو و طوالي قعد يبكي زي الطفل ، بكى كتييييير و وليد بكى معاهو و هو بقول :
- أعفي لي ياصحبي ، أنا السبب في الحصل ليك ده كلو سامحني
عادل ما اتكلم ، بس قام من مكانو بصعوبة و بقو الاتنين ماشين براحة يسحبو رجلينهم سحب تجاه القرية جوة
.
.
علا كانت مشوشة شديد ، بسبب القصة السمعتها من خالتها و موضوع الخاتم اللابساهو في إيدها بعد ماعرفت إنو وراهو قصة و بقت حاسة إنو الخاتم ده فيهو سر أكبر من إنو مجرد حتة دهب بتوارثوها …. في اللحظة دي دخل عليها محمد أخوها و قعد و قال :
- علا يا أختي داير أفاتحك في موضوع كده
- قول ياخوي سامعاك
- في واحد من تجار المواشي ديل جا طلبك مني ، الراجل جاني كم مرة لكن ظروفنا ما كانت مناسبة ، وحسي رجع لي تاني وهو زول كويس أخلاقو عالية و وضعو ممتاز و أهلو ناس كويسين ومعروفين
علا شعرت بخنجر بشق صدرها على اتنين ، كلو إلا السيرة دي…. حتعمل شنو و حتقول شنو و حترد بشنو و هي ماعندها شي يتقال ، و ده شي و وليد المسيطر على تفكيرها شي تاني ، وهي ماعارفاهو أصلا لو كان عايش ولا لا و حيرجع ولا لا و لو رجع حيفكر فيها زي مابتفكر فيهو ، ولو فكر حينفع تتزوجو أصلا ولا لا……
- مالك يا أختي بتبكي
علا انتبهت لدموعها و مسحتها ، ومحمد قال :
- أنا عارف وفاة الوالدة مؤثرة فيك زي مامؤثرة فينا كلنا لكن لازم تعيشي حياتك ، أنا حأديك يومين كده تفكري….
و طلع منها و هي طوالي شالت تلفونها واتصلت على سماح ، كانت حاسة إنها في قمة حوجتها ليها… سماح ما ردت و علا كررت الاتصال كم مرة لغاية ما سماح ردت :
- نعم
- سماح أنا دايراك ضروري لازم أشوفك بأي طريقة
سماح ردت ببرود :
- لشنو؟
- أنا محتاجة ليك اتصرفي بس
- معليش مابقدر ، و لو سمحتي تاني ما تتصلي علي و أمسحي رقمي و أنسيني خالص ، تمام؟؟ يلا سلام
وقفلت الخط و علا بقت فاتحة عيونها لأقصى حد و متجمدة مكانها و هي ما مستوعبة السمعتو ده…..
…
.
يتبع
تحياتي ،رحمات صالح
الجسر