توضيح هام : جميع أحداث الرواية بمافيها الأزمنة و الأماكن وأسماء الشخصيات و الوقائع التاريخية والسياسية من نسخ الخيال
.
.بريق لقت نفسها ما عندها حل غير تتصل بوليد ، و رغم صعوبة الموقف و الرعب الهي فيهو لكن عقلها ما اتوقف عن التفكير و فكرت إنها لو قاومت و اتقتلت موتها ما حيفيد البلد بشي لأنو الزول الداير يصل لوليد ده حيصل و كمان وليد محتاج ليها حية عشان الثورة تنجح و يكملو سوى….
بدون ماتحرك راسها ولا جسمها مدت يدها و هي بتحاول تتناول التلفون لكن مالحقتو ، الزول اتحرك وهو لسه موجه المسدس على راسها و شال التلفون أداهو ليها و هي اتصلت، واتنحنحت عشان تزح العبرة الخانقة صوتها :
- ااححمم وليد حبيبي اشتقت ليك اسمعني تعال لي حسي سريع في المرسم دايراك ضروري ، يلا يا روحي ما تتأخر باي
الزول قلع منها التلفون وقفل الخط قبل ما تقول شي زيادة وهي بقت ماقادرة تتنفس من الرعب
وليد عاين للتلفون و هو مخلوع كيف بريق بتتكلم معاهو كده و مالها مستعجلة حتى ما أدتو فرصة يرد ، فتح عيونو بخوف لمن جاتو فكرة إنها ممكن تكون في خطر ، و طوالي طلع من بيت الشرطي الكان منشغل بتلفوناتو و بضبط في خطتو ، و ركب الموتر و انطلق بسرعة على أساس إنو يلحق بريق لكن فجأة بقى يفكر لو كان ده استدراج ليهو وهو وبريق اتقتلو ولا اتعرضو للخطر البلد دي كلها حتتعرض للخطر و الثورة ممكن تفشل لأنو حاليا المخطط عندهم هم الاتنين ، حاول يفكر بمنطق رغم خوفو عليها و أول فكرو جاتو إنو يكلم عمر خالها لكن ماعندو رقمو ولا حيعرف يصل بيتو لأنو مابعرف الشوارع.. طوالي لف رجع عند محمد طيفور
- إنت مشيت وين كده بدون ما تقول شي؟
- أسمعني ، بريق في خطر أنا حاسي بكده لأنها اتصلت واتكلمت معاي بأسلوب لفت نظر و صوتها كان مخنوق .. أديني رقم عمر خليني أكلمو
- عمر حاليا ما داير يكون ليهو علاقة بأي شي فما تدخلو في الصورة ، هو عمل العليهو و الباقي خلاهو ليك
- لكن.. بريق ، طيب كلم الشرطة كلم ناسك ، و لا أقول ليك أنا خلاص بمشي ليها و اليحصل يحصل
و كان حيمشي لكن مسكو من يدو و قال بنهرة :
- أهدا و أجمد.. القلب الضعيف ده ما قلب مناضل و قائد وطني
وليد قعد و سحب نفس عميق و قال :
- و بعدين ؟
محمد طيفور قعد و قال :
- أسمع يا ابني أنا حأقول ليك كلمتين و بعد داك إنت شوف التصرف المناسب و أعملو
- سامعك
- يا وليد الحياة دي محتاجة موازنات ، كل خيارات بنتخت فيها بنشوف الأولى شنو و بنعملو ، حتى في دين الله ده قالو لو في مصلحتين بنختار المصلحة الأهم ولو في ضررين بنختار الضرر الأقل…
وليد قال بإحباط :
- ليه كل ما الأمور تمشي بتحصل حاجة توقفني؟ ليه كل خطوة قدام قصادها خطوتين ورا؟ ليه الناس المعاي بتأذو وليه الطريق الرسمتو معتم ومضلم كده ، أنا أوقف كل شي أحسن من ناس زيادة تتأذي بسببي
طيفور شعر إنو وليد منهار و محتاج شي يجدد العزيمة جواهو عشان يعرف يواصل و يتصرف صح و ما يهد كل البناهو :
- ما كل عقبة معناتا دي نهاية الطريق مرات العقبة بتخليك ترجع ورا عشان تصحح و تجدد طريقك ، زي الواحد لمن يجي يفك نبلة كل ما شداها لورا أكتر كلما طارت أبعد و كانت ضربتها أقوى ، أوع تيأس و تفتكر إنو الحياة لو رجعتك لورا دي النهاية ، بالعكس كل رجوع بخليك تمشي قدام أبعد و أبعد و من هنا بتجي الخبرة ، لو كل شي ماشي بسلاسة وسهولة ما حتلقى حاجة تزيد معرفتك بالحياة و تخليك تحدد نقاط ضعفك وقوتك و تزيد قدرتك على مقاومة التعكيسات البتجيك ، أوع تيأس و أوع تخلي سير النبلة يرخي و حجرك يقع ، حدد هدفك ياوليد وركز فيهو و شد و أرمي بعيييد ، و حتصيب… بإذن الله حتصيب…
وليد سحب نفس عميق و كرر :
- حتصيب…
طيفور قال :
- أهم شي العواطف و المشاعر دي خليها بعيد حاليا محتاج لعقلك ، عقلك و بس
وليد فهم رسالة الشرطي ، كان دايرو يفهم إنو بريق وحدة و الباقيين شعب كامل و إنو الوضع الفيهو بريق ده ما حيخليهو يوقف كل شي ويضيع جهدو و عزيمتو :
- يعني أخليها كده ؟ معقولة ؟ دي إنسان و أنا ما داير ولا روح زيادة تضيع بعد كده
- أنا العندي وصلتو ليك و إنت فهمتني و أنا واثق إنك حاليا حتعرف تتصرف بحكمة ، يلا… خليني أركز في الدور الأخدتو
وليد طلع و هو بفكر كيف يتصرف ينقذ بريق أو يعرف الهي فيهو شنو بدون ما يأذيها ولا يضيع الهدف الخاتيهو ، في اللحظة دي هي اتصلت عليهو بأمر من الزول العندها :
- وليد انت وين؟
وليد كان دايرها تتكلم أكتر عشان يركز في الصوت و يعرف إذا كانت فاتحة اسبيكر ولا لا
- انا جاي ، يمكن اتأخر دايرة شنو انتي؟
- كده ياوليد؟ أنا أقول ليك تعال حسي و مشتاقة ليك تقوم تتأخر ، أنا كنت عندي ليك مفاجأة بمناسبة اليوم الجميل ده
وليد بعد اتأكد إنو الصوت هادئ قال بصوت واطي :
- بريق أنا بس داير أعرف المعاك واحد ولا أكتر
بريق قالت بسرعة :
- انت من الساعة واااحدة بتقول جاي وماجيت
- طيب طيب ماتخافي ، يلا حاتصرف أنا
بريق قفلت الخط و قالت :
- قال جاي خلاص
……
…
بهناك عند الجسر الوضع أخد منحنى تاني ، رغم إنو علاقة ناس القرية بالتكنولوجيا كانت ضعيفة و الانترنت ما متاح إلا عند ناس بسيطين لأنو كان غالي و ضعيف ، الشباب اجتهدو إنهم يجمعو تسجيلات وصور و أخدو التوثيقات القدرو يجمعوها و مشو المحلات الفيها انترنت وبقو ينشرو تفاصيل أحداثهم بعناوين مختلفة : لا للانقسام ، اعتصام الجسر ، مجزرة الجسر ، القرية تنتفض…. و بسرعة كانت الأخبار انتشرت و اتداولتها وسائل الإعلام..
أما في الناحية التانية كانت هيئة الأمن نزلت قوات في مدخل الجسر و المنطقة المحيطة و أعلنو حالة طوارئ و حظر تجوال يبدا من الساعة الثامنة مساء للساعة الخامسة صباحا….
.
.
هناك بريق قلبها انتفض لمن سمعت جرس باب المرسم بدق ، الزول صلح اللثام على وشو وقال وهو موجه المسدس على راسها :
- اتحركي قدامي وافتحي الباب
ومشى وراها ولمن بقت جنب الباب اتدسى بالجنبة ، بريق فتحت الباب مالقت زول لكن لقت صندوق هدايا في الأرض ، دنقرت شالتو و قفلت الباب.. والزول قال :
- ده شنو ؟ ووين وليد؟
- ماعارفة
- أفتحيهو
بريق فتحت الصندوق لقت جواهو بلورة زجاجية موسيقية و جواها عروسة شايلة قلب ، ابتسمت رغم الموقف الصعب الهي فيهو ، والزول بعصبية نفض البلورة من يدها لكن لحقتها قبل ماتقع ، وهو قال :
- زولك ده بلعب بي أنا ، طيب حتشوفو
فجأة من ورا جاتو ضربة على راسو ووراها ضربة على يدو لمن المسدس وقع و بريق بسرعة شالتو ووجهتو على الزول و هي بتقول لوليد :
- دخلت بي وين ؟
وليد كتف يدين الزول لورا و قال :
- خليتكم تجو بالباب ودخلت بي ورا بالشباك
و سحب الزول خلاهو يقعد و شال القناع من وشو وهو بقول :
- لازم نعرف الكلب ده منو وداير مننا شنو
بريق شهقت و المسدس بقى يرتجف في يدها :
- نادر ؟
- نادر منو ؟؟
- يااااا ربيييي أنا كييييف ماعرفت صوتووو ولا انتهبت يااااا الله كان لازم اعرفووو حتى وهو مغير نبرتووو
في اللحظة دي نادر رفع راسو بضعف و قال لوليد :
- ما تفتكر إنك حتفلت ، مسألة زمن بس و حتكون معلق في حبل المشنقة
بريق عمرت المسدس و قالت بعصبية :
- إنت داير منو شنو
وليد قلع منها المسدس و وجهو على ركبتو و هو بقول :
- ده ما حيتكلم بطريقتك دي ، لازم ياخد طلقة تشلو عشان يتكلم
نادر قال بسرعة :
- لا أقيف خلاص حأقول
- سريع
- سمعنا إنو الولد البلطجي العامل شوشرة و قالب القرية لافي في البلد هنا من الصباح ، و من محاسن الصدف يطلع الولد ده هو حبيب حبيبتي ، قررت آخد المهمة دي و قلت خلوني أنا بجيبو رغم إنو منصبي أعلى من إنو أنفذ عملية زي دي
- إنت منو و تابع لوين
- جهة أمنية
وليد حرك المسدس و قال :
- شكلك ما حتديني الكلام كامل
- أنا النائب التنفيذي للوحدة المعلوماتية في الهيئة الأمنية الخاصة
بريق مسكت راسها و قالت :
- لا أنا بحلم أكيد ده شنو البحصل ده
وليد قال :
- بالعكس دي أحسن حاجة حصلت ، الزول ده هدية و جاتنا برجلينها و لازم نستفيد منو صح ، غبي لو ما كان اتدخل كانت الهيئة جابتني بسهولة لكن هو داير يدخل أهداف شخصية ، لكن غباؤو ده جا في مصلحتنا… جيبي لي حبل ولا أي شي ممكن نربطو بيهو
.
.
بعد ساعات… في اعتصام الجسر
الناس ربطو الكشافات بحيث انها نورت المكان و الحيوية اتجددت بعد ما الناس عرفو إنو صوتهم وصل كل مكان و بقى الجسر مكان بجمع كل القرية في هدف وصوت واحد….
- السامع يبلغ الما سامع ، لافين بيناتكم مجموعة من الشباب بأوراق وأقلام كل واحد فيكم حيكتب مطالبو و رؤيتو ، طلعو الجواكم كلو عشان نستفيد من بعض و نحقق أكبر قدر ممكن من أهدافنا
علا رفعت يدها للولد و جا عليها ، وقالت :
- ممكن أكتب مشكلتي ؟
- أكيد يا أختي ، نحن هنا واقفين عشان نعالج مشاكلنا كلها و أي واحد فينا مشكلتو هي مشكلة الجميع لأننا واحد
ابتسمت بين دموعها و أخدت منو الورقة و بقت تكتب كل شي بدون ما تخاف من أي حاجة….
….
…
وليد وبريق ربطو نادر وقفلوهو في الغرفة بعد ما أخدو منو تلفونو و دخلو شريحتو في تلفون تاني باعتبار إنو تلفونو ممكن يكون مراقب أو ممكن يحدد موقعهم لو اتحركو من هنا
- عندنا ٢٠ دقيقة بس قبل حظر التجوال
وليد قال ليها :
- لو نفذنا الاتفقنا عليهو بالحرف الواحد حننجح بس أهم شي الدقة في التنفيذ
بريق قالت بابتسامة :
- وليد ، شكرا على الهدية
- العفو ههههه مع إنها كانت تمويه
- لو كان مجرد تمويه كنت ختيت أي شي جوة الصندوق لأنك أصلا ما كنت محتاج غير الزمن البنفتح فيهو الباب و نشيل الصندوق
- بصراحة ، لمن مشيت أشتري الصندوق حسيت إني داير أهدي ليك حاجة تعبير عن امتناني ليك .. مع إنو الوقت كان ما مناسب وضيق بالاضافة للتوتر و الخوف عليك ، ولو كان الوضع بسمح كنت هديت ليك شي أجمل
- بالعكس ، أجمل مافيها إنها جات في اللحظات دي… دي أحلى هدية جاتني في حياتي
- يلا يلا ما ياخدنا الكلام
- يلا نبدا
و وليد شال تلفونو واتصل على الشرطي الأول عبدالله و كلمو يبدا ينفذ عملية إفراج المعتقلين القال إنو ممكن ينفذها في ظرف تلاتة ساعات ، و بعدها اتصل على طيفور الأكد ليهو إنو اعتقال الشرطيين تم و بعد ده ممكن يبدو يطلقو الإشاعات الاتفقو عليها وسط الشرطة على أساس إنهم يقلبو على الهيئة… و وليد أكد ليهو إنو الموضوع لازم يتم خلال ٣ ساعات كحد أقصى
في نفس اللحظات دي بريق كانت فتحت التلفون الركبت فيهو شريحة نادر و اتصلت منو على الرقم الأخدتو منو وقالت :
- حاليا سلاح نادر موجه على راسو و الغرفة الهو فيها غرقانة جاز و الكبريتة كمان جاهزة ، نحن ماعندنا شي نخسرو و لو أنا ووليد اتحرقنا الشعب حتكون ردة فعلو عنيفة و حنكون بسهولة حققنا الانتو خايفين منو ، عشان كده نتفاهم بالزوق أحسن… المطلوب تسحبو قواتكم فورا من جهة الجسر و لو حصل كده زولكم حيجيكم ماشي برجلينو….
.
.
يتبع ، في الجزء الثاني من الحلقة الأخيرة
الجسر.. رحمات صالح