.
.
توضيح هام : جميع أحداث الرواية بمافيها الأزمنة و الأماكن وأسماء الشخصيات و الوقائع التاريخية والسياسية من نسخ الخيال ولاعلاقة لها بالواقع
.
….الموقف كان غريب و أغرب مافيهو إنو مامتوقع و لا مقصود ولا مخطط ليهو ، مرات الأطفال بكون فيهم وعي و إصرار و عزيمة تخليهم يميزو الصح من الغلط أكتر من الكبار ، رغبتهم في التغيير و في ظهور الحق و العدل بتكون أقوى وأصدق لأنها جاية بنقاء مافيها شوائب الدوافع الشخصية ولا المصالح الخاصة ، لمن الثورة تكون ثورة قلوب بيضاء ناصعة بتكون أعمق و أقوى و أبلغ…. ده الشعر بيهو وليد وهو شايف كيف المدرسة كلها واقفة وقفة وحدة في سبيل ظهور الحقيقة و المطالبة بحقهم المامعروف موجود ولا لا….
المدير طلع و كل الأساتذة بقولو يحاولو يسيطرو على الوضع و ماقادرين ، واحد منهم قال :
- الزول ده منو الجا داخل وقلب المدرسة كده؟
التاني قال :
- نحن نبلغ عنو أول شي
- يا زول كدي خلينا نهدي الاولاد ديل ماتجيب لينا شرطة و يبقى موضوع
- شوف شوف.. ديل طالعين
كلهم اتلفتو شافو جموع الأولاد طالعين بالباب و مندفعين ، وليد كان في حيرة لأنو عارف الموضوع ده فيهو مخاطر في نفس الوقت الموضوع طلع من يدو… لقى أحسن حل يمشي معاهم و يشوف ممكن يصلو لشنو…
..
..
في غرفة بريق :
صحت من نومها على صوت تلفونها ، ردت بحماس حاولت تخفيهو :
- أيوة
- الدايرة تعرفيهو جاهز لكن ماينفع بالتلفون
بريق شعرت بالخوف من إنو يغدر بيها ، و قالت :
- قول لأنو أنا مابقدر أقابلك
- طيب أمري لله، الهيئة دي موقعها جنب حفريات نفق المترو.. على راسها زول اسمو طارق الجزار
- امممم طارق الجزار ، طيب تمام… شكرا
- باقي المبلغ
- اعتبرو عندك
قفلت و حولت المبلغ و قامت من مكانها بسرعة لبست ليها بنطلون و قميص طويل و لبست كاب ونضارة شمسية و دخلت غرفة أخوها بدون ما تاخد إذنو شالت مفتاحو وهو يكورك :
- أقيفي شايلة مفتاح الموتر مالك
ماردت عليهو و طلعت ركبت الموتر و انطلقت بسرعة…… ما وقفت إلا في بيت خالها عمر :
.
.
- يا بريق إنتي متأكدة ؟؟
- متأكدة بنسبة سبعين في المية إنو المعلومات دي صح لكن ماواثقة في الزول الجابها مية في المية
- لأنو طارق الجزار ده ما ممكن يكون كده
- ده الوصلني
- طيب أنا بحاول أتأكد منو ، وإنت واصلي لكن أخدي حذرك شديد خاااصة بعد ما سألتي و حفرتي و جبتي المعلومات دي
- أنا بعد كده داخلة على التقيل ، لازم أصل وليد وعادل
- إياك تفكري تعبري الجسر
- ياخالو أنا مصيري أعبرو ، و ممكن أكلم البت إياها توصلني بيهو بس خايفة ما يثق فيني و الخطة تفشل
- يا بنتي نحن مامعتمدين عليهم ، و هو زاتو المرة الفاتت ما استجاب و لا رجع أخد الصندوق خلينا ننساهم أو نشوف بديل
- لا يا خال هم أهم اتنين و بالذات وليد ، هم الحيوصلونا للمطلوب
- أتمنى…
.
.
هناك القرية كلها كانت مستغربة من طلاب المدرسة الماشين بحماس و بهتفو : دااايريييين نعرررف دااااايرين الحقيقة دااايرين نشووووف
وليد كان وسطهم و هو ماشي بفخر و دموعو جارية وهو بشوف كيف ناس القرية ماشين وراهم و كل مايجو جنبهم يزيدو شوية رغم إنو أغلبهم انضمو ليهم بدافع الفضول لكن العدد كل شوية بزيد بصورة مامتوقعة….
جو ماشين بالسوق و هناك كان أكتر ناس انضمو ليهم ، و بعضهم بقو ماشين وراهم بعربات ، و المشي مستمر لغاية ما قربو يصلو الجسر…. وليد جرى وقف قدامهم و قبل عليهم و بقى يوقف فيهم وقال :
- هنا لازم نقيف ، لأنو الحكاية دي خطرة و ديل أولاد صغار
بسرعة في طالب من طلاب الفصول الكبيرة أشر لزملانو رفعوهو فوق أكتافهم و قال بصوت عالي :
- نحن ما بنخاف من شي ، كفانا جوع و مرض و ضياع دايرين مستقبل أفضل ما دايرين نتبهدل و نشقى زي أبواتنا و الناس الأكبر مننا ، يا نااااس أسمعوني ، لو كان الكلام ده حقيقي و ورا الجسر ده في حياة أفضل و حقوق ضايعة مننا يبقى لازم نعمل أي شي عشان نفتحو
الناس بقو يصفقو و يصفرو ، و يهتفو بصوت واحد…. و وليد قال :
- إذن حنقعد هنا و ماراجعين ما لم الجسر ده يتفتح ، و كلكم تشوفو بعيونكم ، و حقوقكم ترجع ليكم و أرضنا ترجع أرض وحدة و بلد وحدة…
.
.
هناك بريق كانت قاعدة في مرسمها و بتفكر… مترددة ، بين تتصل على علا و لا تتهور و تقطع الجسر ، كانت مستغربة من نفسها في البتعمل فيهو ده و من وين جايبة الحماس ده كلو… كانت لازم تعمل شي يضمن ليها إنو وليد يكلمها و يسمعها … جاتها فكرة مفاجئة و طوالي نفذتها شالت تلفونو و اتصلت من رقمو هو على رقم علا ، كانت خايفة و متوترة و فكرت تقفل لكن لقت نفسها أمام الأمر الواقع لمن علا ردت لكن ساكتة :
- منو ؟؟ ألووووو منوووو… ألوووو…. ولييد ده إنت ؟؟؟ رجعت رقمك؟؟؟ ألوووووو
- قولي لوليد…. دي…. آخر فرصة ليهو ، يقابلني بكرة قبل نص ساعة من شروق الشمس جنب الشجرة البعد الجسر ، لو ما جا حأبلغ عنو إنو هو القتل العجوز والدليل معاي و في تلفونو هو ، ويجي براهو و لا الصورة حتصل الشرطة …. سلام يا حلوة…. أوووو لااا كنت حأنسى ، زوقك حلو في الرسائل ههههه
قفلت وهي قلبها بدق شديد أول مرة تعمل حاجة زي دي ، و كمان الجملة الأخيرة دي ماعارفة قالتها ليه… رمت التلفون و بقت تضغط راسها كأنها بتمنع صداع بدا يجيها ، قامت على لوحاتها و بقت ترتب فيهم برتيب معين و ختت أول وحدة رسمة العجوز المقتول الرسمتها بكل إتقان و احتراف….
….
….
علا بعد المكالمة دي بقت مرعوبة ، الأفكار اتزاحمت في راسها و بقت تحلل وتربط براها ، وليد و السجن الكان فيهو والتعذيب و المكالمات الغريبة البتجيهو هل ممكن يكون فعلا بسبب إنو قتل زول ؟ و الحالة الجا راجع بيها الذهول و الشرود… قامت بسرعة شالت ليها توب لبستو وطلعت على بيت خالتها ، في الشارع لاقتها وحدة من الجيران و سألتها :
- إنتي في شنو الحلة كلها مرقت
- مرقت وين ؟
- بري سمعت قالو المدرسة حقت الأولاد مرقت تهتف و القرية كلها فاتت بي وراهم
علا ما اهتمت بالكلام لأنو الشايلاهو والسمعتو كان شاغلها و معتبراهو أكبر من مشاغبة شوية أولاد طلعو من المدرسة… اختصرتها و مشت بيت خالتها ، سألت سعدى من وليد و قالت ليها إنو من الصباح مافي ، و حسي العصر داخل و هو ما ظهر :
- يكون مشى وين يا خالتي؟
- خوفي يكون طلع ورا ناس الحلة قالو كلهم مشو على الكبري مابعرف في شنو
علا قالت بقلق :
- الكبري؟؟؟
و سكتت شوية و قالت في نفسها :
- عندي احساس قوي إنو الموضوع ده وراهو وليد
وطوالي طلعت من بيت خالتها و هي ماقادرة تمنع نفسها تمشي على الجسر وتشوف الحاصل وتشوف وليد …
مشت كتييير و تعبت و فجأة وقف ليها زول سايق تك تك :
- ماشة على جهة الكبري؟
- في شنو هناك؟
- في مظاهرات القرية كلها هناك … أركبي ورا أقدمك لسه هو بعيد
علا خافت تركب لكن بعد شوية جو بتين و بتاع التكتك قال ليهم نفس الكلام و ركبو و هي اتشجعت و طلعت ركبت ورا معاهم… و اتحركو على الجسر……
…..
…..
يتبع
رحمات صالح
الجسر