الفصل الثالث

297 7 2
                                    

دخل المنزل فصفق الباب وراءه بالقوة... لم تسر هذه الليلة كما خطط في بداية السهرة.. عشاء رومانسي ومن ثم قضاء الليلة مع جاكلين لينفصل عنها بعدها نهائيا ليبدأ فصل جديد في حياته.... ولكن كالعادة ما زالت هي قادرة على تغيير تفكيره ونسف خططه بشكل تام...

عندما رآها هذه الليلة شعر بالغضب والكره ليتحول هذا الشعور بعدها بالعجز والحيرة والندم.... ولم يعد قادرا على التفكير بشكل سوي... وبعد ان انتهت السهرة اخذ جاكلين الى منزلها وهو ينوي التمتع باخر لحظات العشق معها الا انه لم يستطع فعل هذا...

ما ان اقتربت منه لتقبله شعر بالرفض والنفور... فهذه القبلة طعمها مختلف عن قبلتها هي... معها كان يشعر بطعم العسل ممزوجا بالفراولة لكن هذه المرة شعر بالمرارة فاضطر الى الابتعاد عنها....

حاولت ان تستميله مرة اخرى الا انه اوقفها قائلا لها ان الامر لم يعد يجدي وانهم عليهم انهاء علاقتهما... وهو ليس بحاجة ليتذكر كلامها البذيء والذي شتمته اياه حين كان يغادر شقتها... ادرك ان غضبه لم يكن نتيجة احباطه لعدم نجاح خططه بل لعدم وجود سيارة نيك في المرأب... حين حضر الى المنزل انتبه الى عدم عودة اخيه من موعده بعد.. وتساءل ان كان اخيه قد حصل على ليلة ممتعة, ولم يعرف سبب شعوره بالعجز هذا..

اراد اخبار نيك الحقيقة انها تستغله للوصول اليه وان لديه القدرة على اثبات ذلك الا ان تفكيره كله انحصر في فكرة انها وهو معا الان في الفراش وقد غضب غضبا لم يدرك قوته حتى هذه الحظة... الأنها تستغل اخيه ام لأنها ببساطة في الفراش مع رجل اخر؟؟؟ رجل غيره؟؟؟

توجه الى الصالة مكملا طريقه نحو البار ليسكب له كأسا واذا به يسمع صفقة الباب العنيفة للمرة الثانية لهذه الليلة.. واذا بقلبه يرقص طربا دون قصد منه...

دخل نيك الصالة فرآه وقال:" لم اتوقع ان اجدك هنا".

ابتسم ليون ابتسامة باهتة وقال:" ولا انا ايضا.... هل اسكب لك كأسا؟".

بادله نيك الابتسامة واقترب منه قائلا: "طبعا.. احتاج الى هذا كثيرا".

جلس الاثنان على الاريكة وكل منهما غارقا في تفكيره.. فقد عاد ليون للشعور بالذنب حين ادرك انه لا يفكر بالمنطق, ومنذ متى كان المنطق مرافقا له حين يتعلق بتلك الفاتنة التي سلبت عقله في لحظة ضعف وهدمت كل دفاعاته بحيث..

"ماذا حصل معك انت وجاكلين؟؟".

"لقد انتهى الامر بيننا... لم ارى ان لي مستقبلا معها".

ابتسم نيك باستهزاء وقال:" هيا اخي, قل انك قد شعرت بالملل, فأنت تحب التجديد ولا تحب الالتزام ابدا.. أتعرف انني اخاف عليك, وعلى مصيرك, أخاف ان تمر الايام لتجد نفسك عجوزا وحيدا وبائسا.. ان هذا المشهد يخيفني كثيرا.. فلماذا اجدك غير مباليا به؟".

لطالما احببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن