الفصل السادس

271 7 3
                                    

كان يقف امام المرآة وهو يغلق ازرار قميصه الابيض العلوية ومن ثم مد يده ليلتقظ جاكيته الاسود ليرتديه... كان يشعر بالغبطة في قلبه دون ان يدري السبب... بل كان يعرف لكنه يحاول تجاهله وانكاره... فليس من عادته ان يخلط بين العمل والمتعة... وسهرته مع سكرتيرته بالامس احيت بداخله شعورا لطالما حاول تجنبه...

تذكر اول مرة وجدها وراء مكتبها حيث اصبحت سكرتيرته البديلة, لن يخفي انه اعجب ببشرتها الفانيلا وبنظراتها الشاحبة والحزينة والتي تخفي بداخلها اسرارا كثيرا كمتاهة دون نهاية..

انجذب اليها وعشق انفها الطويل.. احب انحناءات جسدها وقامتها الرفيعة الطويلة... كان من عاداته ان يخرج مع نساء قصيرات القامة, لكنها اول امراة احب فيها طول قامتها, وهو ليس بحاجة ليقول ان ايف كانت الثانية...

كان يدرك ان عليه الا يفكر بايف ولا حتى الانسة هدسون فالاثنتان خارج مداره ولا يستطيع السماح لنفسه بالتفكير باحداهما.... فالانسة هدسون تعمل لديه وايف...

هز راسه محاولا ان يبعثر الصور التي تغزو افكاره.. لكن صورتها وهي تجلس امامه في الامس وتخبره عن حياتها الشخصية لم تفارقه ابدا.. لم ينسى همساتها وصوتها الشجي وهي تحدثه عن خيبات املها في زوجها وحزنها جراء فقدانها لوالديها وطفلها الذي لم يولد...

كان يعرف انها مطلقة وانها لا تملك احدا في حياتها فهي قد كتبت هذا في سيرتها الذاتية حين سأل عن سبب عدم تكميلها لتعليمها العلمي.. لكنه لم يعرف انها كانت على وشك ان تكون اما...

اعترف لنفسه ان سبب عدم استماعه لمشاعره والمثابرة بها انه عرف انها قد عانت كثيرا في حياتها ولم يستطع تحمل فكرة ان يكون السبب في معاناتها اكثر مما دفعه الامر الى دحض اعجابه بها واعتبارها زميلة عمل ورفيقة جيدة... ومع الوقت زاد من اعجابه بها...

احترم دقة مواعيدها واجتهادها في العمل وطريقة معاملتها لزملائها والعملاء اللذين يعملون معه , واحب صوتها حين تتحدث اللغات الاجنبية مع العملاء الجدد والمحتملين ... باختصار كانت هي فتاة فريدة من نوعها, ومميزة ولا تضاهيها اي امراة اخرى, وقد اقنع نفسه ان اعجابه بها مجرد اعجاب مهني بحث ولا علاقة له بانجذابه لها...

لكنه كان يخدع نفسه... هذا ما فهمه حين كان يراقب طريقة اكلها بالامس.. وبالاخص حين وقع القليل من الصلصة على الجزء المكشوف من صدرها الفانيلي.. اخذته افكاره الراغبة لمناطق محرمة..

استطاع السيطرة على مشاعره انذاك, لكنه لم يستطع ان يسيطر على احلامه ليلا..حين كان يحلم بها وهي بين ذراعيه بينما يبث لها اشواقه واعجابه بها... نظر الى نفسه بالمرآة ليتذكر ايف وهي تخبره انهما لا يحبان بعضهما البعض وانهما مجرد صديقين لا غير والا ما كانا استطاعا ان يبعدا ايديهما عن بعض كل هذه المدة.... هل كانت محقة؟؟؟

لطالما احببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن