لطالما احببتك

الفصل الاخير

راقب ليون هروب أليكسي الباكية مشفقا عليها، فالتقت عينيه بعيون فاتنته الحائرة، فهز رأسه لها تشجيعا ودعما..

حان الوقت ليزول سوء الفهم والمسامحة، ان الحياة اقصر من ان نمضيها بالعتابات والندم.. على الغشاوة ان تزول عن اعيننا، وتختفي المرارة من حياتنا..

وعلى هذا الغبي ان يفهم هذا..

نظر اليه ليراه يقبض على الغطاء بقوة، اذا يؤلمه المها، رغم غضبه الكامن بداخله..

جلس على المقعد بجانبه قائلا بحزن:" الا تظن انك كنت قاسيا جدا؟".

لم يلتفت اليه نيك ورغم ذلك لم يستطع تجاهله فقال:" لا افهم ما تقوله".

"انت اخي نيك، وانا اكثر من يعرفك بهذا العالم.. وإن ظننتَ اني صدقت تمثيلك بفقدان الذاكرة فإعلم انك مخطئ، لم اصدق ولو لبرهة".

استمد السكون بينهما للحظات قبل ان يتابع ليون قائلا:" ادرك ان مشاعرك متضاربة، فما بين الغضب والعتاب، الالم والحيرة.. تجد نفسك ضائعا مشتتا..

انا ارجوك تحدث معي، اسألني ما تشاء.. لكن إياك ان تتظاهر مجددا انك لا تعرفني.. الا تدرك كم أوجعتني بكلماتك؟".

اخيرا نظر اليه نيك قائلا بعتاب:" وهل يمكنك ان تعرف كم من الصعب ان يستيقظ احدهم ليكتشف ان ما كان يعيشه طوال حياته مجرد شبكة من الاكاذيب منسجوجة بعناية ودقة؟؟ كيف أمكنك ان تخدعني بهذا الشكل؟".

قال ليون بصوت متألم:" وكيف خدعتك بالضبط؟ انت اخي فعلا، عائلتي، وأحبك اكثر من روحي".

" انا لدي عائلة!!".

صرخ ليون ردا على صراخه:" لم نعرف هذا ابدا.. منذ اللحظة الاولى التي دخلت بها حياتنا كنّا عائلتك الوحيدة..
لقد بحثت أمك عن عائلتك لوقت طويل وحتى مع إعلام الأطباء لها انك كنت تعاني من تعنيف الاسري الا انها استمرت بالبحث.. وبعد استيقاظك من غيبوبتك ظننتها أمك، وهي لم ترغب بتركك والتخلي عنك..
كنت مجرد طفلا ضعيفا وفاقدا للذاكرة، لا احد يعرف ماذا كان سيحدث لك؟ ربما كنت لتوضع بدور الرعاية او..".

قاطعه نيك قائلا:" او بالميتم حيث شقيقتي، والتي كانت ستتعرف عليّ".

" لا احد يعلم هذا... توقف عن إحساسك بالغدر والتصرف كجاحد ناكر للمعروف".

صرخ نيك بوجع:" انت لا تفهمني".

نهض ليون بسرعة ليعانقه ويحتضنه بين ذراعيه حين لاحظ انهياره، فقال له:" صدقني انا اتفهم شعورك، لكن لن اسمح لك ان تصدني بعيدا، وستبقى اخي الأصغر دوما".