الفصل السابع

208 11 3
                                    

خرجت الى الساحة لتراه وهو يجلس وحيدا على الدرجات ينظر الى الطريق فجلست بجانبه ومدت يدها لتعبث بشعره البني الداكن فسألت مبتسمة:" لما طفلي الرائع يجلس هنا وحده؟".

نظرت الى وجهه فرأت الدموع تتلألأ في عينيه فعانقته قلقة قائلة: "ما بك حبيبي, لما تبكي؟".

احتضنها بقوة وقال باكيا:"هل لويس غاضبا مني؟".

اجابته بحنان ودفء مداعبة:" ما هذا الذي تقوله؟؟ انت تعرف ان لويس يحبك كثيرا ومستحيل ان يغضب منك".

نظر الى وجهها وقال باكيا:" اذا لما لم يأتي اليوم؟؟ لقد وعدني ان يحضر لأخذي الى حديقة الحيوانات وقد اخلف بوعده".

عادت لمعانقته وهي تقول:" اهدئ حبيبي ولا تحزن... انا متأكدة انه مشغول ولم يجد الوقت حتى يتصل وسوف يحدثك قريبا ليعتذر منك.. والان هيا اذهب والعب مع الاخرين".

راقبت ذهابه بخفي حنين وهي تشعر بالسوء والقلق.. فلويس شخصا دقيق بمواعيده وملتزم بكلمته ولا ينسى وعدا ابدا.. فلا بد ان حالته النفسية صعبة جدا بعد حديثه معها بالصباح.. فهي قد القت بقنبلتها ولم تنتظر لسماع ردة فعله.. هي لا تستطيع ان تتحمل ان يصيبه اي مكروه.. لذا فقد امسكت بهاتفها الخلوي واتصلت به..

"ما الذي بقي لتقولينه ولم تقوليه في الصباح؟؟".

شعرت بالحزن للهجة صوته المريرة فتصنعت الغضب في حديثها وقالت:" كيف يمكنك ان تكون قاسيا وظالما الى هذه الدرجة؟؟ لما فعلت هذا بالصغير؟؟ هل تعرف كم انتظرك وهو ينظر الى الطريق؟؟ كان عليّ ان اتحجج امامه بانشغالك؟؟ انا لم اعهدك هكذا؟".

انتظر نوبة غضبها بصبر وصمت وحين انتهت من كلامها قال:" ان كنت انتهيت فاعلمي انني بخير ولم امت بعد..".

"ماذا؟؟...".

"لا تنكري انك اتصلت فقط للاطمئنان عليّ, فها انا اخبرك انني ما زلت اتنفس, انني اشعر بالضيق والتعب.. اتنفس بثقل.. وغير قادر على استيعاب فكرة ان المرأة التي احبها ولطالما احببتها قد اخبرتني وبكل برودة اعصاب انها لم تعد تريدني وانها تريد الطلاق.. فاعلمي شيئا ان اردت الانفصال فأنا موافق لكنني لن اوقع اوراق الطلاق ابدا.. هل فهمت.. والان اعذريني فعليّ الذهاب".

اغلق الهاتف دون ان يهتم لنشيج بكاءها او الالم في توسلها.. فهي لم تهتم له اطلاقا... الم تدرك انها بطلبها الطلاق وقعت على وثيقة موته... فكيف يمكنها ان تكون غير مبالية وان تؤذيه بهذا الشكل.. لكنه يدرك ان ما فعلته كان بسبب حبها له وهذا ما يؤلمه اكثر من اي شيء..

انها تظن انها بابتعادها عنه تعطيه الفرصة ان يكوّن عائلة.. لكنها لا تعرف انها هي كل عائلته وانه مستحيل ان يرغب بشيء اخر.. انه مستعد للاكتفاء بها وحدها فقط دون اي شخص اخر... تبا هو لا يرغب بأحد غيرها.. لو كان يرغب بطفل لحاول ان يغير رأيها منذ مدة طويلة.. لكنه لم يفعل... هو يعلم وبشكل قاطع انها ستكون ام رائعة جداا, وذلك من خلال مراقبتها مع ماثيو.. هي لا تدرك هذا.. ولكنها في الحقيقة تعامله على انه ابنها الوحيد, فتعطيه حنانها ودفئها وحبها.. وهو يشك منذ بعض الوقت انه يتعمد عدم قبول الاباء المتبنيين على امل ان يكون ابنه وابن تونيا...

لطالما احببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن