4

9.4K 202 10
                                    

#حضن_وجع

الجزء الرابع رواية (حضن وجع ):

منة ببرودة ولازالت تنزف دموعها بنبرة همس : رجعت ؟
حمزة بصدمة : مكنتيش عايزاني ارجع !!
ابتلع ريقه ليقترب اكثر ونيران الصدمه تجتاحه :
انتي ليه عاملة كدة .. منة ؟.... في حاجة حصلت ؟؟؟؟

نظرت اليه بعينان دامعتان لتسير ببطىء والم وتبتعد امام عيناه حاملة كل علامات الرهبة التي جعلت حمزة يقف كالصنم محاولا" ايضاح ايه نقطة تفسر كل ذلك الالم بطفلته !..... كم الحزن الذي شاهده حمزة يتراقص بها حطمه كليا"... حطمه بكامل مصريته وماتبقى بالبريطانية اكثر !

عينا حمزة ظلت متجمدة الى ذلك الجسد الضئيل المحطم الذي يبتعد امامه شيئا" فشيئا" تحت علامات العجز والصدمة وعدم الادراك ، اختفى امام عيناه لتتركه بوضعه وتجمده غارقا" حتى النخاع ف الافكار المتضاربة والتكهنات الحارقة اللاسعة ! ... لم يعلم كم مر من الوقت والدقائق وهو يتجمد على حالته بلا اللا هدف !.. كل مايدركه انه عاد الى عالمنا واستنشق الاكسجين من جديد عندما اتته تلك الطرقه على كتفه ليلتفت بعينان متوسعتان فيشعر بضمة ابوية كان قد نساها منذ امد ...

وجد حمزة صدر عمه المرتجع .. وجد ذاته مضموما" بين ذراعاه ليشتم رائحة ابيه ويقرأ بين خصلات شعره ذكرى راحلون !، دفء غريب انتاب حمزة عندما القي بجسده بكامل استسلامه بين ذلك الجسد الكهل .. فتناسى غربته والمه وتساؤلاته لوهلة !

ابتعد حمزة ولازالت ذراعاه ملتفة حول ظهر عمه بحنين لينظر اليه ويشاهد ما فعلته السنوات به .. ابتسم بحب وهو يستنشق رائحة ابيه التي اصبحت كهالة غريبة تحيطة لتجعلهم متشابهين حد الجنون

حمزة  بنبرة حنين خافتة : عمي .....
Oh my god !>>>> u can’t imagine how much Iam really missing u

نظر اليه العم ليربت على كتفه بابتسامة حب : نورت بيتك يا حبيبي .. وكأن ربنا عوضنا فيك بابوك .. سبحان الله يمكن تكون مش شبهه بس ريحته فيك

نظر حمزة الى الارض بحزن ثم اعاد النظر الى عمه بعلامات الاستفهام : في كتير فاتني ياعمي ؟

العم بابتسامة : مش كتير اوي .. منا متابع معاك على الانترنت

طرف حمزة بعيناه ليلتفت برأسه وينظر حيث سارت ( منة) ثم يعود لينظر نحو عمه

حمزة عاقدا" حاجبه بقلق : هي منة فيها حاجة ؟

العم : انت قابلتها ؟

حمزة بنبرة قلق: اول ماشوفتها معرفتهاش

العم : متقلقش هي منة كدة مبتاخدش على الناس بسرعة

حمزة عاقدا" حاجباه : بس انا مش ناس ياعمي !
هو شكلي اتغير للدرجة دي ؟!

العم مبتسما" وهو يربت على كتف حمزة ليسحبه من كتفه ويسير به متجهها" الى داخل المنزل

"حضن وجع"🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن