الجزء السابع (حضن وجع ):اشعر انني مرهقة يا ابي ، قوة عنادي ومقاومتي تتضائل وافرد شراعي امامه .. اشعر انني اعتاد لذوعته واطأطأ رأسي وانا اشاهده منذ ذلك اليوم ، ذلك اليوم يا ابي قبل يداي وهو ينظر الى عيناي ليقرأ فيهما دموعي وخيبتي والمي وافتقادي اليك .. سحبتها لانهض وابتعد فأشعر به يجذبني بحنان لا يمتلكة ابدا"!، وجدت ذاتي اسير بجانبة كالدمية ويجلسني فوق الاريكة اراقبه وهو يبتسم ويجثو على ركبتية ليضع ذلك الشريط مدبب الرباعية في جهاز الفيديو القديم !، ولازلت لا ادري يا ابي هل في ذلك الزمان لايزال من يحتفظ باجهزة لا تستعمل !!.. ام ان ذلك الرجل يستطيع الاتيان بكل ما انتهى ولا تعلم من اين له ذلك !
اتعلم يا ابي ماذا شعرت عندما شاهدت تلك الخطوط المتراقصة على شاشتي مشوشة صورتك الرائعة ، خطوط التلف اصابت شريطك القديم ولكنك لاتزال تقف بصمودك وضحكتك الساحرة لتلمع عيناك بريقا" دافئا" رغم كل ذلك ، شاهدتك وانت تحتسي الشاي تارة فوق مكتبك الشامخ وتارة اخرى تقرأ في تلك الصفحات بنظارتك الطبية ليدخل العم احمد بشكلا" صغيرا" شابا" يشبه الى حدا" ما (نور) فيكون اختلافهم الوحيد عضلات نور التي غالبا" ماتقوس قميصه فتعطيه انحناءات تشعرك انها ستمزقة لتخرج اليك !
حينها يا ابي خرجت ابتسامة رائعة على شفتاك وانت تنظر اليه ثم تنظر الى الكاميرا وانت تحدث حاملها الذي لم اتعرف على صوته !، وفي مشهدك التالي اشاهد اكبر احزاني ..... سقطت دمعتي وانا اشاهدها .... امي !.... تلك القطعة الاكثر جاذبية من الارض والاعمق ابتعادا" كالمريخ !، شعرت لوهلة بمدى ضئالة جمالي امام سحرها .....عيناها الخضراء الملتهبة وشعرها الاسود الكاحل الطويل اشعراني اني لا اشبهها ولا اتكون منها ، تلك هي المرة الوحيدة واعتقد انها الأخيرة يا ابي التي اشاهدكم فيها اثنان !، رجلا" وامرأة ...... ابا" وام !
شاهدتك تلتقطني من يدها وتقبلني بحرارة وانت جالس فوق تلك الأريكة وانا كقطعة من التوت الصغيرة لذيذة المذاق ، ارتدي فستانا" روزيا" منكش وقصير و ذلك الحذاء الصغير بنفس اللون حول قدمي البيضاء الرقيقة وترتص على جبيني تلك الغرة المتناسقة وانا بغاية الجمال ، التقطتني لاشعر ان حنانك يتدفق داخلي ...... تلك النظرة وانت تجلس على الاريكة البيضاء اشعرتني بمدى الوله بك ، تضعني في ضمتك الى صدرك وتشد على ضمتك الي حتى كدت تقتلع ضلوعك !...، اما هي ....... هي تشاهد وتلمع بداخل عيناها نظرة لا اعلمها ، او ادركت اليوم فقط كم هي نظرة انكسار !!...... انكسار ..انكسار يدفعك الى رحيل !!!!!!
اتعلم يا ابي ؟...... لوهلتي لم اكن ادرك اني ابكي ، كنت اشعر بشيئا" حارا" على وجهي فاعتقدت انه صفعة الالم ولم ادرك انني اتساقط دموعي بحرارة سوى و ذلك العطر يصم انفي ، شعرت بكفين غاية ف البرودة تخفف لسعتي وتزيح دموعي فرفعت عيناي لاجده !....... كان ينظر الي مباشرة وكأنه يلتهم عيناي الغراقة في محيط قاسي لاشعر بقبضتة الاخرى تنعقد اكثر واكثر فوق يدي ، اخبرتك كم يرهقني يا ابي ...... اشعر انه ينتظر ضعفي بك كي يتسلل الى انوثتي بحقارة ، يمتطي حصان الشفقة وفي حقيقتة يتعرية اسود مستوحشة من الانانية والتملك !
أنت تقرأ
"حضن وجع"🍁
Romanceللوجع احساس.. بس أقوى وجع ممكن يكون احتضانه!.. كره كل ست وخاف من كل احساس وف أول طريقه لقاها.. تارا الجميله الرقيقه اليتيمه..اللى بدء فيها رحلته بقسوته وتحديها ببرائتها مين هيكسب تحديه لما اللعبه هتوقف عد عند الصفر! نور اللى حاول امتلاكها بكل الطرق...