19

5.6K 128 0
                                    

الجزء التاسع عشر رواية (حضن وجع ):

شاهد مريم تسير وتخرج من البوابة ليندفع مسرعا" لاحقا" بها ويخرج هو الآخر ، لسعته نفحة الهواء التي اندفعت اليه فور خروجة من البوابة ليشاهد مريم تتجة نحو صفوف السيارات ، عقد حاجباه بتعجب فهو يدرك ان مريم لا تمتلك سيارة ولكنة ادرك ان اشياء كثيرة حدثت في تلك الايام القليلة اهمها ان حبيبتة امتلكت سيارة صغيرة زرقاء !

شاهدها تدخل الى سيارتها فاندفع باتجاة سيارتة سريعا" ليصعد هو الاخر ويراقب سيارتها التي تخرج من بين صفوف السيارات لتسير نحو بوابة الخروج ، ارتجع احمد الى الخلف بسيارته لينظر من نافذته ويتتبعها ، طيلة الربع ساعة كان احمد يسير بسيارته لاحقا" سيارة مريم التي ادركت ان هناك من يلاحقها في مرحلة ما ، عقدت مريم حاجباها بقلق وهي تنظر بمرآة سيارتها وتشاهد تلك السيارة التي تتبعها ... ابتلعت مريم ريقها بخوف لتكمل سيرها بنبضات مرتفعة وتزيد سرعتها ... شاهدت تلك السيارة لتنزوي على مسافة ما قرب الحي الأول لمدينة السادس من اكتوبر لتسير بجانب مريم تماما"، التفتت مريم تتبين ماهية السائق لتتوسع عيناها بصدمة ... خوف مريم من وجود احمد بتلك السيارة كان اقوى بكثير من اي شخصا" اخر !

نظرت امامها وانفاسها تعلو وتهبط لتكمل مسيرتها نحو وجهتها ، تسير وتسير وانفاسها لا تتوقف عن الضوضاء واحمد لا يتوقف عن الملاحقة الباردة ... قبضت على ذلك السلسال بعنقها بشدة وتوتر لتشعل الراديو بصوت مرتفع جدا" محاولة ايهامه بعدم خوفها ...

ظلت لحظات طويلة وخانقة لا تعرف مريم كيف جابهتها واستمرت بالتحدي امامه لتصل اخيرا" الى المنزل ، ترجلت مريم سريعا" واخرجت اكياسها لتغلق الباب وتهم بالدخول .. شاهدت سيارة احمد التي توقفت مصدرة صوت تفحيطة قوية واحمد الذي يظهر خلف الزجاج بعينان حادة ، اندفعت سريعا" نحو بوابة المنزل لتصعد الدرج بهرجلة ولكن اكياسها التي سقطت منها بين هرجلتها جعلتها تتعثر وهي تجمعهم لتشعر بيد احمد التي امتدت لترتكز فوق يدها وهي تحاول الامساك بالاكياس

رفعت رأسها بصدمة وخوف لتشاهد عينا احمد امامها ..... ويداه تزيد قبضتها فوق يدها بغضب وكأنه يريد ان يكسرها ..
ابتلعت ريقها بخوف لتتزايد انفاسها وتتهدج لتنهض ببطىء ويداها التي يقبض عليها احمد ترتجف بين يديه بينما تشاهد مريم ملامحة الصارمة التي ارعبتها

طرفت بعيناها لتخرج كلمتها بحدة حزينة متظاهرة بالشجاعة : سيب ايدي

امال احمد رأسه بغرور وهو ينظر اليها نظرات حارقة : ايه اللي جابك هنا ؟

مريم بحدة  : حاجة متخصكش

جذبها احمد لتسقط سريعا" عن درجات الدرج وتهبط على صدره فأطلقت اه قوية لترفع عيناها بين صدرها الذي يعلو ويهبط وتشاهد عينا احمد القريبة التي يملأها الكثير
ابتعدت بحدة عن صدره لتنظر اليه بكره ، تراقب نظرتة المتجمدة نحوها بتحدي

"حضن وجع"🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن