#حضن_وجع
الجزء الثاني رواية (حضن وجع ):
تلك النافذة يا ابي اشعر انني اطل خلالها الى المشهد الأخير ، غرفتي ذات الالوان الزهرية التي اخترناها معا" لن تعد غرفتي بعد اليوم .. ، اليوم نخونك يا ابي ..يخونوك اليوم عمدا" وجهرا" ولا انسانية !، يكسروني اليوم بهشاشة يا ابي وانت بارد في قبرك تاركا" يدي لا تلتقطها !، لا تعلم كيف اتألم .. ولا اعلم كيف اخبرك انني لست بحية واشعر بكل ذلك الالم !، اين اذهب وكل الابواب مغلقة امامي .. وجميع من حولي يكرهوني !
منبوذة تركتها فجأة خلفك واليوم تلملم شتاتها وحقائبها الى مجهول معتم لا تشاهد خلاله سوى اطياف الوحوش ، سالم ابنك الاكبر لا اعلم كيف اخرجتة الى العالم بتلك الانانية يا ابي وانت كنت بكامل تضحيتك !.. ومحمد الضعيف !.. ولا ادري كيف اصبح هشا" هكذا وامعة وانت كنت رجلا" شرقيا" ذو كلمة ثاقبة !، اما عمر فاشعر ان نقاطك وذنوبك تشكلت في هيئتة لتخرج انسانا" مشوة المشاعر مثله !، احيانا" اشعر انني عدوتة التي حملت اسمه رغما" عنه !... كل ذلك الكره يا ابي يخرج بين عيناه نحوي فاشعر انه سيمزقني بين اسنانه او سيتركني الى الكلاب لتفعل !..... لما يكرهني عمر هكذا يا ابي !.. ماذا جنيت انا في طفولتي ليفعلوا بي ذلك !، اشاهد مصطفى الاقرب الي عمرا" ولا اشاهد فيه اي شيء اتجاهي !... وكأن مصطفى لا يدرك شيء او يأبه لشيء !..... كنت تتركني معه عندما تسافر بشكل مفاجىء لا نعلم وجهته لاجد رجالا" يقتحمون عالمي وانا بكامل براءتي !
مصطفى لم يأبه يوما" باخت صغيرة تجاورة منزلا" لبضع ساعات فكان يأتي باصدقائه في وجودي وكأني عدم ، اختبىء يا ابي خلف ذلك الباب واغلقه خوفا" من نظرات بعضهم وكلمات الاخرون وكأنني اقف امامهم عارية بلا اخ يكترث تماما" !، ربما ما اصبح عليه قتل كل شيء فيه حتى النخوة !... ربما ما اخترق عقله وقلبه جعله آخر !
اليوم ادرك يا ابي انك كنت ابا" حنونا" جدا" .. كنت رجلا" رائعا" دؤوبا" ولكنك كنت زوجا" فاشلا" واب افشل !........ كنت تربي ابناءك بالاتاحة المفرطة ظنا" منك بانك تفعل ذلك لتعوض نقص ام رحلت مبكرا" الى وادي الموت وتركتهم حزانى بالمنتصف !.. ولكنك لم تعي انك اخرجت رجلا" لا يرى غيره كسالم .. وامعة لا يقوى على خط حياة كمحمد .. وشرير قاسي لايخاف الله كعمر !....... وابقيت جلدتك الاخيرة لمصطفى الذي ضل كل الطرق ولا يجد من يسحب يده الى عودة !...... ادركت اخيرا" يا ابي ان مصطفى ينتقم لحياتة البائسة وفشلة الدراسي بذلك المخدر ولم تفعل شيئا" ، كنت قد انهكت في عمرك السبعيني وفقدت قدرتك على الامر التي لم تعرفها ابدا" !
والان تتركني بين اخ اناني واخ ضعيف .. واخ يكرهني .. واخ مدمن قد يبيعني ممزقا" عرضي ان الزمة لحظة جرعة مخدر قاتلة !اخرجتنا مشوهين !...... وانا خرجت طفلة خجولة لا تعلم عن الحياة شيئا" سوى من خلالك !...رحلت واصبحت ارى ماكنت تخبئه خلف ظهرك بوضوح وانا اضع اصبعي بفمي ببلاهه وافكر كيف اخرج وكيف اجتاز !

أنت تقرأ
"حضن وجع"🍁
Romanceللوجع احساس.. بس أقوى وجع ممكن يكون احتضانه!.. كره كل ست وخاف من كل احساس وف أول طريقه لقاها.. تارا الجميله الرقيقه اليتيمه..اللى بدء فيها رحلته بقسوته وتحديها ببرائتها مين هيكسب تحديه لما اللعبه هتوقف عد عند الصفر! نور اللى حاول امتلاكها بكل الطرق...