11ج2

6K 158 4
                                    

لمعت عيناها ببراءة لتمتد يدها بارتعاش وتزيح غطاءه ببطىء ، سقطت دمعة تصحبها ابتسامة خافتة في نفس اللحظة وهي تشاهد ما بداخلة !، تلك القصاصات يا الهي !.......انها نفس القصاصات التي جمعتها !..... القصاصات التي كانت منة تجمعها مع كل موقف صنع بحياتها شيئا" ، تكتب اسطرها بطفولية متعرجة الخطوط لتقطع اوراقها الى انصاف ثم تأتي بها الى صاحب الموقف ...... تأتي بكل قصاصة الى الشخص الذي عاشها معها ....لتجد اليوم منة ان كل القصاصات وقعت بأسم واحد !...... كل القصاصات وقعت بنهايتها ل " حمزة " !....... حمزة من صنع سعادتها ... ومن سلبها ايضا"!...

ابتلعت ريقها بألم لتشاهد ذلك السلسال الفضي الرقيق المحفوظ بعلبة صغيرة ، هنا توسعت ابتسامتها بجانب دمعتين منسكبتان من كلتا العينان .... ازاحت دمعتها بيدها لتقوم باخراج السلسال من العلبة الزجاجية وتحملة بين يدها لتشاهده عن قرب

ذلك السلسال بعينه ....... السلسال الذي حاوط نحرها الصغير به ذات ليلة وهو يخبرها ان تنظر الى عنقها فنظرت لتشاهده وقفزت ببلاهه ..... حينها ضحك بشدة ليقوم برفعه عن عنقها مرة اخرى ويطويه داخل قبضته وهو يبتسم اليها ويخبرها ان ذلك هديتها ولكن فقط ان التزمت بعض الهدوء ... وكانت الاكثر سعادة على وجة الارض واصبحت اكثر ذكائا" في الرياضيات !

اليوم تتذكر منة ذلك ..... تضع ذلك السلسال وهي تدرك قصته وتدرك من هو صاحبه ، تضعه منة اليوم وهي تدرك ان حمزة يهديها اياه لانها امست بكامل الهدوء .. وتعدت محنة الرياضيات ولكنها لم تكن سعيدة ابدا" ولن تكون !..... حمزة اهداها اياه ولكنها هدية متأخرة .. هدية تشعر انها دفعت ثمنها مبكرا" لتنالها متأخرا" فوق الحد اللازم لتسديد الدين  !.
اخرجها عن شرودها حمزة الذي يقف على مسافة بهيئتة الانيقة وشرقيته الممتزجة بغربية ساحرة ، رجلا" ساحر بكل مافي الكلمة من معاني ......... رجلا" ساحر جدا" يقف ليحدق اليها عن بعيد بنفس براءتة ... شيئا" بريئا" جدا" يلمع دوما" بملامح حمزة رغم كل شيء ، شيء غريبا" يجمع بين الشرقية الرجولية البحتة والبراءة الطفولية الغائبة بحمزة ...... شيئا" يجعله دوما" مميز .. رقيق .. دافىء !

اخفضت عيناها بعد ان التقت عيناهما في نظرة لتستمع الى نغمات الاغنية التي اخذت تتصاعد ، الحان حنونة تنتظر ان تسمع كلماتها لتدرك اهي بنفس رقتها ام لا
تتعالى الالحان ليخطو حمزة خطا" مستقيما" نحوها ... رفعت عيناها لتشاهد حمزة الذي ينظر اليها ويسير باصرار نحوها ... نحوها هي بالفعل ، توسعت عيناها بصدمة وهو يقترب اكثر فأكثر حتى توقف امامها .... ارتفعت عيناها اليه بصدمتها كما ينظر اليها والديها بتعجب شديد لتشاهد بصره الذي يستقر نحوها باصرار تام

اتت كلمات الاغنية لتخرج صوت كارول سماحة بكلمات ناعمة اشعرت منة وكأنها كتبت اليها ذات ليلة باغنية (احضني)

انت جيتني معقول.. معقول يا حبيبي
بعد غيبه.. معقول شيفاك يا حبيبي
جيت بجد علشان وحشاك يا حبيبي
كنت عارف ان انا في البعد تعبانه ؟
يوم ما سيبنا بعضنا وانا هنا زعلانه
ببكي ايوة سيبني دي دموع فرحانه

"حضن وجع"🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن