الجُزء الأول

121K 3.9K 5.4K
                                    


كُنتُ أسير ولكنني أيضاً مازِلتُ أسير

كنتُ أبكي ولكنني أيضاً مازِلتُ أبكي

كنتُ أهرُب ولكنني أيضاً مازِلتُ أفعَل

إذن ماذا عن ذلك الحديث الذي واستني أُمي بِه؟

بأنّ الوقتَ يشفي وأن الألمَ سيرحَل للأبد وأنّ الدمعَ لفرطِ غلاءه لن يسقُطَ إلا لثمنٍ -أمرٍ- يستحقه؟

ماذا عن ذلك؟
حينما حاوطت أذرُعها الدافئة أكتافي العريضة فضحكتُ لفرطِ الفراغ والصحراءِ داخلي.

فلا!
لم تكفي أذرُعُكِ الدافئة يا أُمي بأن تُطفئ صقيعَ جسدي

جسدي المُشتعِل بالبرودة!

تلمسني لتجدني دافئ لكن ماذا عن دواخِلي؟

يا للدهشة!

فكيفَ يكون في الجسد الواحد بابٌ لعالَمين؟

كيفَ يكونُ خارِجي مُشتعِل بالحرارة يبحثُ عن الحياة وداخلي بارِدٌ يهرُب من الحياة؟

ماذا عن ذلِك؟ حينما أيقنتُ يوماً أنّ حُبُك سبب تناقُضي

فكُلّي حقيقيٌ بإسمك وكُلّي يهيمُ بنفسِك

أختنِق لفرطِكَ فيني.

كل هذه الأعوام التي مضت كانت تمهيداً لإشتعالِك في ظاهري، والآن عيناي تحترِق ترغَب برؤيتِك كل وقتِها.

انتَ مرسومٌ بكاملِك على وجهي، كهالاتي مثلاً وارتفاع وجنتاي للأعلى ببهجة كلما رأيتُك أو حتى عيناي الحزينة حينما يلمحُها أحدهم ويتسائل فأضحك وأنفي حُزني بأنها عيناي! هي ناعسةٌ هادئة.

ومن عساه أن لا يُصدّق ذلك يا جُنغكوك؟ فكما أخبرتني دائماً في طفولتنا بأن الكُل دونَ إستثناء هنا سَطحي.

تايهيونق !
داخلي تنهَد بقوة حينما دخلَت أُمي لُغرفتي دونَ طرق تصرخ بهمسٍ إسمي، بالطبع كل هذا التعجُب لأنني لم أنَم إلى الآن

لم تنَم بعد؟
وماذا عساكِ ترينَ الآن يا أُمي؟

يا جميلة العينان، أصابَني الأرق فلم أنم
قلتُ أبتسم لها وأنا أتحرك من أمام نافذتي وأُمسِك بكتفيها أدلّكها بهدوء وخِفة، ويالبراعة صدقي أحياناً فالآن ستشكو وتقلق بشأن أرقي

مالذي يُأرِّقُك حتى الرابعة فجراً أم أنتَ تكذِب الآن؟
ومجدداً حادثتني بهمسٍ وهي تؤنّب وترفع سبابة يدها اليُمنى في وجهي

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن