أسمَع صوت خُطواتي الأولى التي أخطوها داخِلَ شقتك، أسمعُ أيضاً صوت خطواتك الثقيلة أثر حملك للحقائب سويةً تُدخلها لأحد الغرف، أنظُر بكثب إلى كل ما حولي، المكان ليسَ ضيّقاً ولا وسيعاً جداً، متوسّط، يُناسِبنا ويكفينا!هُناكَ نافذة طويلة وعريضة جداً تطل على المنطقة خارِجاً في وسط غُرفة المعيشة الكبيرة والوحيدة على ما يبدو، من الجيّدِ لي وجودها، حتى أني أطلقتُ تنهيدة عميقة لرؤيتي إياها، تقدمتُ بخطواتي نحوها ألمسُ هذا الزُجاج القَوي، واو! إننا مرتفعانِ بالفعل بالنظر من خلالها، أصابتني القشعريرة لهذا الإرتفاع، كيفَ سيكون المنظرُ ليلاً حينما أطفئ جميع أضواءِ الشقّة؟ ستتخلّل أضواء الشوارع والفنادِق من حولنا المكان بهدوء، ذلك.. سيكون بديعاً حقاً، أنا سعيد، سعيدٌ جداً، أنا وهو، نحنُ معاً سوياً سنكونُ هُنا، سأراه كُلّ يوم مثلما تمنيت، سنأكُل معاً، سأرافقه بتعبه، سأُهلك أين يكون، متى نامَ وأستيقظ، أخيراً، أنا أخيراً سأعلم كل شيءٍ عنك، لن يقتل الأرق نومي بعد الآن، لأنكَ يا وهمي الحُلو ستكونُ أمامَ عيناي، وسأرى وأسمع كل الإجابات التي ترهقني ورُبما... قد يعتادُ وجودي ويحبني!
تايهيونق
أوه أجل!
إلتفتُ إليه بابتسامة واسعة حينما ناداني، هو يرتّب بعضَ الكُتب في مكتبةٍ صغيرة تتوسط هذه الغُرفة، يُعطيني ظهره المُذهل، إنهُ مُذهلٌ حقاً!هُناك ستكون غُرفتك إن أردت المكوثَ وحدك بِها، غُرفتي بجانبك تماماً، إذا أردتَ أن نتشاركها لا مانِعَ لدي
قال بصوته الهادئ وأشعُر بالإحمرارِ يعلو وجنتاي ويحرقني وصولاً إلى قلبي حتى بدأ بنبضه الصاخب، أنا سعيدٌ جداً، أُريد أن أرقُصَ فرحاً في الأرجاء حتى تتمزّق قدماي هذا إن شعرتُ بها لشدةِ فَرحي.أُريد أن أشاركه حقاً لكنني مُحالٌ أن أفعَل، مُحالٌ أن أقول له ذلك حتى!
لن أستطيع أن أُشاركه ذات السرير، سأبكي إن حدَث، تخيّل أن أكونَ معه بكل ذلك القُرب الحميمي ولا أُعانقه وسطَ نومي حتى؟
أعتقد أني سأخشى التنفُس حينها أيضاً خشية ان أُيقضه
لا بأس سأنامُ في تلك الغرفة وحدي، أنا مُزعج وأنامُ في وقتٍ مُتأخّر
ضحكتُ وهمهمَ هو لي، أُنزلتُ المعطف الأسود الذي كنتُ أرتديه، أرميه على طرفِ الأريكة وأمضي أنظُر للمطبخ، الطقسُ هُنا ليسَ بارداً مثل قريتي، رُغم أنهُ الخَريف إلا أن الطقس هُنا عادياً ليسَ بارداً جداً مثل قريتي الحُلوة، بدأت أشتاقُ لها منذُ الآن، والسماوية كذلك!
أنت تقرأ
ليالي الرَّبيع|TK
Romanceكل تلك السنين كنت أتساءل إذا ما كُنتُ حقاً أُحبك، كانَ غباءً مني أن لا أعي أنّ هذا المرَض مُزمِن. تمّت في ٢٠٢٠/١٠/١٠