حِينَ شروق الشمس كل صبَاح كُنت أترقّب رؤيتك من نافذة غُرفتي، أتطلّع إلى ما ترتدي من ثيابك المحظوظة، أنظُر بشدة إليك كأني على إستعدادٍ تام للسقوط من نافذتي في أي لحظة، وسأسقُط، سأفعلها إن لم أراك تخرُج من باب منزلك بعبوسِك بينما تضع يديك حولَ عينيك لتحميها من الشمس، تتنهد لوهلةٍ ولوهلةٍ أُخرى تتأفف لصوت العصافير الذي لم تحبه يوماً، تضع سماعات هاتفك وأشعر بصخب ماتسمع من أغانيك المفضلة يصلني هُنا حتى نافذتي، تلتفت يميناً وشِمالاً بعدما تُغمض عينيك بشدة وأعلم حينها أن الإنترنت السيء كان يجعل مزاجك يسوء أكثر ولو أعددتُ تنهيداتك وعقدة حاجبيك لما انتهيت، كنتَ ريفياً بالمولد لكنك حقيقةً كنت ترى حياة المدينة تُناسبك تماماً وكم كنت أكره تلكَ اللحظة حينما تشتم حياةَ الريف وتدعي الرب بأن ترحل منها.كُنت تسير طويلاً بينَ الحقول حتى تصل للطريق السريع تنتظر الحافلة وأعلم أنك مجبراً وكم كنتَ تكره أن تُجبَر على شيءٍ ما، رُبما لذلك كُنت أسمع شجارَك مع عمي قبل خروجك كل صباح؟
وأنا؟ كنتُ أتأكد كل مساء من أنّ باب غرفتي مُغلق لكي لا يعلم أحدهم عادتي السرية كل صباح ولكي يظن الجميع ومن بينهم أنت، أني فتى أحمق يسهر كثيراً ويستيقظ متأخِراً، فقد كنت أفوّت الحافلة وأصعد دراجتي التي تكره أنت أن تصعد إحداها يوماً، كنت أضحك كثيراً كثيراً حينما والديّ يوبخانِ وأعتقد أن إبتسامتي الكبيرة كانت سبب غفرانهما لي، آه لو تعلم كم كان الطريق مُتعِب للذهاب بالدراجة إلى المدرسة لكن كم كانَ منظرك يؤنس تعبي ويرسُم بهجتي أيضاً، لم ألقى إلا السرور في حياتي حينما أستيقظ كل صباح لرؤيتك، برغم عبوسك ومللك كنت أحب أن أراك في كل حالاتك، أعتقد أن أول وأهم سبب في حبي العميق لنافذتي هو أن منزلك كان يطل عليها، رغم فراغه لسنين بعد انتقالك إلا أن الرياح كانت تبعث رائحتك من هُناك فأبتسم كل مرة دون أن ألتفت إليه لأني سأتألم لمكانك الفارغ إن تأملته طويلاً وسأتذكر لحظة رحيلك الصامت بدقة ستُنهي يومي بالبُكاء.
اليوم حينما أشرقت الشمس نزلتُ من سريري بصمتٍ غريب، نظرت من خلال نافذتي التي لم تُغلق يوماً أبداً أبداً، ناحية منزلك الهادئ، كان خالٍ من أصوات شجارِك مع عمي، وستار غرفتك مُغلق، مثل هذا الوقت كنت تخرُج بعبوس كعادةٍ إعتقدت أنها لن تنتهي يوماً لكن رحيلك في ذلك الوقت قد أنهاها فعلاً وأنهى سبب تأخري وسبب إبتساماتي الكبيرة
ولا، لم أعتقد أن الأشياء التي ترحل قد تعود كما هي رُغمَ هوسي، رغم أن حبك إستثنائي، ثابتٌ لا يزول.
أصبحت أعلم بوعي مؤلم أن الأشياء التي ترحل لا تعود كما كانت وأننا الآن أكثر نُضجاً من أن نعبس لأجل شمسٍ آذت أعيننا أو لأجل شجاراتٍ نخوضها مع الأشخاص الذين أرادوالخيرَ لنا.أصبحتُ أعلم أن الماضي جُزء مهم من الحاضر، ووحدي أنا من أُقرر لجعله أفضل أو أسوأ، حبُك علّمني الكثير.
أنت تقرأ
ليالي الرَّبيع|TK
Lãng mạnكل تلك السنين كنت أتساءل إذا ما كُنتُ حقاً أُحبك، كانَ غباءً مني أن لا أعي أنّ هذا المرَض مُزمِن. تمّت في ٢٠٢٠/١٠/١٠