الجُزء السابع عشر

34.3K 2.6K 3.6K
                                    


أي جُزءٍ فيكَ هو الأفضل؟

أتساءل أيضاً، أينَ هو العَيبُ فيك؟

إنك كامِل يا سمائي لدرجة الإستسلام، لدرجة الوقوع عميقاً في حبك وإن وجدتُ يوماً حبلاً للنجاة منك فسأقطعه!

أشعُر أحياناً بالتعَب فأينَ السوء فيك؟ أعلم بأن كمال الإنسان أمرٌ مُستحيل بل معدومٌ تماماً لكنك وحدك مُختلِف وليس الحُب من أعماني هذه المرة، بل كمالُك.

حُلوٌ أنت في كل شيء، قادرٌ على كل شيءٍ تُريده حتى، ما هو الذي لا تجيده وحسب؟ أنتَ جَشع دائماً في الحصول على كل ما تُريده، وأنا، أنا..

أنا بكُلِّ حُسنٍ وسوءٍ أُريد أن أراكَ جشعاً فيّ!

أُريد أن أرى شيئاً من الإنتصار يعلو ملامحك حينما أقولُ لك أُحبك،

فقط.. لا أُريد أن أكونَ وحيداً في حُبّك.

بعد هذه الفرحة، بعد هذه السعادة، هل أنا سأعودُ حزيناً في حُبك؟

لا أُطيق ذلك الألم، لا أُطيق ذكرى البُعد بيننا، قد أكونُ أنانياً أيضاً لرغبتي في الحُصول على كل ذلك، لكنني الآن لا أستطيع التفكير بأمرٍ آخر عدا أن آخُذ كل حبك، أُريد أن أكونَ عالَمك، أُريد أن أكون كل شيء، كُلّ شيء تقصِده يا جُنغكوك، أُريد أن تبتغيني وحدي في هذه الحياة، بادلني ذاتَ الحُب،لا أُريد أي نقص، لا أُريد شعوراً فوقَ الكمال، أُريدك ثابِتاً في حُبي مِثلي، أُريد حُباً يبدو لي دائماً وكأنه أبدي،

أنا أحمَق! أعلم بذلك.

أنذهَب الآن جُنغكوك؟
قُلت له بصوتٍ هادئ وحَنون، اليوم ذِكرى وفاةِ والدته ولساعةٍ كاملة هو كانَ يجلس أمامَ قبرِها بصَمت، كل دقيقةٍ كان يلمِس إسمها ويبتسم، ظللتُ أتساءل ماذا تصِف ابتسامته بالضبط؟ رُبما حُزن، رُبما حَنين، رُبما إدراك أو إستسلام رُبما قليلاً من السعادة، كأنه يحمد الرّب أنها كانت والدته، أحياناً رُبما أنّي أتساءل أيضاً، هل جُنغكوك أعطى والدته كل الحُب؟

برؤيته شاحِباً مُبعثراً، فارِغاً هكذا يجعلُني أشعر باليأس، وبالبُكاءِ أيضاً، أُريد أن أفعلَ شيئاً لكنّني عاجِز، هذا الشعور مؤلم، لماذا لا يكون بيدي شيء آخر غيرَ الحُب لأُعطيه، شيء يجعله يتحسّن، يجعله بخير، أعلم عُظُم جُرحه ومهما علِمت عن مأساته فلن أستشعر عُمقه، فأنا لا أتصور أن تكونَ والدتي غيرَ موجودة حتى، لعنة! قلبي يرجِف خوفاً الآن لمجرد قولي لتلك الكلمات، مهما حدَث مهما كبِرت يظل هُناكَ جزء في داخلي يتوق ويبكي لأُمي مثل الطفل، جنغكوك يا حبيبي وكُلّ تايهيونق أنت، آسفٌ لك، آسف، لو أردت... آه إنهُ... يَبكي.

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن