الجُزء الرابع عشَر

31.9K 2.7K 2.7K
                                    




هُناكَ الكثير لأتشبّث به، الكثير للشعور به، يوجَد لدي حياة أُخرى غيرَ حبه لأعيشها وأراها بصورةٍ أوضَح، هُناكَ الكثير، الكثير يا وهمي لكنني لا أُريد القليلَ منه حتى، أنا أُريدُك أنت!

وحدُكَ ستمثّل لي حياةً وعالماً أكبر من واقعي، ستكونُ كافٍ لي، ستكون كُل شيء، لقد أعطيتُكَ قلبي باستسلام في بداية حبي، الآن أنا لا أملكُ شيئاً فيني، أُريد مُقابلاً لكل ما بذلته، مُقابلاً يجعلني لا أكونُ مُتعباً أو نادماً، ولا شيء أريده سِواك.

لا بأس رُغم أن مكان قلبي الفارغ ما زال يتألم، لا بأس أيضاً بأن ترحَل لأراكَ بعدَ شهر، بعدَ شَهرين، أو بعد ثلاث!
رغم أني اعتدتُ وجودك حولي، لكنني سأكونُ سعيداً إذا كُنتَ في حياتي دوماً، حتى رقمُ هاتفك الذي أنظُر له طويلاً دونَ فعلِ شيء سأكون سعيداً إذا بقى في هاتفي لمدةٍ طويلة.

صدري يحترق الآن، وأنا وحدي أُدرِك عُمقَ احتراقي.
دموعي تأكُل وجنتاي وأشعر بالحرارة في كل جزءٍ من جسدي رُغمَ أن الرياح كانت تُداعبني طوالَ الساعات الماضية، رغم ان الزهور الوردية كانت تتساقط علي ونحوي بلطفٍ شديد أستشعرتُه، تمنيتها شيئاً يؤنسني ويقبل دموعي لفرط الإحتياج!
لم أعُد أُريد شيئاً هُنا رُغمَ أنها سنتي الأخيرة، رُغمَ أنني وللمرة الأولى أتخلّف عن محاضراتي، لكنهُ جُرحي هذه المرة! جرحي من جعلني أترك كل شيء بلا تفكير لأجلس هُنا في الحرم الجامعي باستسلام، لم أكبح دموعي حتى، كانت تهطل بنفسها وصدري أصبحَ مُتعباً جداً، تنفسي ثقيل، كما لو أنني أزفُر روحي شيئاً فشيء.

لماذا يرحل لماذا، مُحالٌ أن يرحل لأجلِ عمتي، لماذا يكره حياة الريف إلى هذا الحد، لِماذا لا يحبني، لماذا لا يبقى لأجلي حتى!

جُنغكوك!
أستقمتُ فوراً من مقعدي الذي كان تحت الشجرة فارعة الطول حينما رأيتُ أسمه يُنير هاتفي، هو يتصل بي الآن، أشعر بالألم، بالسعادة، بالكثير من المشاعر.

أبعدتُ بعضَ الزهور التي سقطَت على هاتفي وأجبتُ بعد حمحمتٍ قصيرة.

تايهيونق
قال أسمي وبكل ضعف عدت أجلس في مِقعدي بينما سالت دموعي بغزارة، عيناهُ ورُوحه يا جُنغكوك

جنغكوكاه
قُلت بنبرةٍ سعيدة لكن وجعي فوراً ما تجمّع في وجهي، فكبحتُ تنفسي الباكي، كبحتُ تجعد ملامحي الحزينة عنه

كُنتُ نائم مُسبقاً حينما أتيت، شكراً للطعام
أومأتُ أضحك بغباء وسطَ دموعي، صوته هادئ مُريح، يجمع كل حزني دُفعةً واحدة ويرميه بعيداً حيثُ لا أصله ولا أراه.

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن