الجُزء الواحد والعشرون

36.9K 2.5K 2.7K
                                    


تعالَ إلي وفُكّ أزرارَ الوحدة.

تشبث بي وعانقني كما يعانق الحُزن روحي. كُن بديلاً لهذا الأسى، رفرف بألمي بعيداً عني وعنك حتى يتسنى لي أن أكون مرغوباً كافياً وممتلئ بالحياة لأجلك، لأجلك فقط

فماذا أُريد أنا منّي؟

لن أجني شيئاً من كونِ سعيداً أو حزيناً في هذه الحياة، لكنك تعطيني سبباً، تُيقظ أنانيتي، جشعي، تُيقظ ما هو ميّت فيني، حينها لا يتسنى لي أن أكرهَ نفسي، لا يتسنى لي أن أظن أن وحدتي حقيقة.

مابِك، ما بِكَ جُنغكوك، أشعر بالألم لأجلك، مالذي يؤذيكَ أخبرني؟
قال لي بينما أشعر بدموعه تبلّل جزءً من قميصي، ينفلت من بينِ أذرُعي يبرد يدي بيدان مرتجفتان وذهنٍ مصعوقٍ متوتر.

لماذا لا يظل ثابتاً بين يدي وحسب؟ لماذا عليه في كل مرة ترك أذرعي؟

هل هو لا يعلم كم أنا أحتاجُه حقاً؟ ألم تكفي أُحبك بالبوحِ بذلك؟

أخبرتك أنا بخير
قُلت بينما أبعده قليلاً وأنظر في يدي، لم تعد حمراء وحسب بل أن بعضاً من جلدي ذهَب، من المفترض أن أصرخَ ألماً صحيح؟

لكنني أنظف الأرضية من الماء المنسكب بوجهٍ أعلم تماماً عُمقَ تجهُمِه.

أُترك ذلك وتعالَ معي جُنغكوك أرجوك، يدك، يدك ليست بخير وإن كُنتَ لا تشعر!

إلى أين؟

الطبيب!
قالَ بعيونٍ مُتوسعة وقد تخلّلها الشمس فجأة حتى أبعدَ وجهه بإنزعاج يبكي بضيقٍ واضح، ولكن لماذا هو لا ينظُر في عيناي مطولاً، لا يبكي في صدري، لا يكسر هذه المسافة

لا أحتاجُ طبيباً
أحتاجُه هو وحسب، وحده من يجعلني بخير، وحده من سيفهمني صحيح؟

دعني أجفف أنا ذلك فقط لا تتحرك من هُنا!
قال لي بصوتٍ حنون يمسكني من كتفاي ويجلسني على احد المقاعد هُنا بينما قد جفف الأرضية والرخام من الماء، يرحل بعيداً ثم يعود ببعض الأشياء في يده، ما ذلك؟

حُلوي
شعرتُ بقلبي يَلين، وروحي ترتخي لهذا النداء. ما عُمقِ طُهرِ فَمِه حتى تخرُج كلِماته نقيّة وصافية وليّنة على قلبي إلى هذا الحد؟

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن