الوقتُ يمضي وماذا باستطاعتي أن أفعل؟ سِوى المُضي مُرغماً دونَ فِعل شيء، دونَ قولِ شيء،
أصابني النُحل في جسدي، في وَجهي، في روحي، أكادُ أختفي كما قالَ لِسانُ أمي القَلِق، لكنّ مشاعري لم تختفي، لم ينقُص منها شيء، ذلك يُزهقني، يجعلني أبكي ضاحِكاً لفرط الجُنون الذي أصابني، كما لو أنني لستُ لي، كما لو أنه أنا، فماذا حدثَ لي؟ قبل ان أعي حُبك لم أكُن أنا الآن، إنني وبكلِّ يأسٍ مَسلوبٌ مني، باهِت، مَجروح وإنهُ لا شيء...
لا شيء جديد لقوله، هو أنا ذات الشخص الأحمق الذي يحمل مشاعره أينما ذهب، وكلما كبر، أصونها حتى دون أن أشعُر!مازِلتُ أنا، زادَ بُؤسي وحسب
ما زِلتُ أنا لكن لم يعُد يُدهشني شيء، أجل، لقد فقدتُ لوني المُشرِق أضعتُه بل سالَ مني حتى جفّ بعيداً عني، لم تعُد إبتسامتي الحزينة مخفية، ولم تعُد عيناي الحزينة مخفية أيضاً، لم أعُد أُحاول كثيراً كما السابِق، أنا الآن شخصٌ فارِغ، كنت أتساءل كثيراً عن هذا الشعور الجديد الذي يسكنني، ما هو هذا الشعور الذي لا وصفَ له؟ لا لون له، لا مدخل له أو مخرَج؟ شيء أطيرُ به بتعب، شيء ضبابي، واسعٌ لكن مُزدحم، خالٍ عميق، يقبض قلبي بألم فجأة وسط ضحكي، كانَ الفراغ وحسب وهو أسوأ مما قلت.
أسيرُ بثِقل، لم تعد روحي خفيفة وتحملني كما السابِق، أصبحَت ثقيلة وأحملها جبلاً في نفسي، لم يعُد يبهجني شيء، حتى الريف وربيعه، حتى البَحر، حتى المطَر، حتى صوت أُمي، أصبحَ ألماً آخَر، أصبحتُ مسكون بالصمت، بل يطربُني حُزني لكُثر ما اعتدته، أصبحتُ أسخَر على نفسي حتى، الحُب؟ يبدو مُصطلحاً عادياً جداً لكن وحده هذا الحب دمّرني!
أيُ لعنةٍ يكونها هذا الحُب؟ أجل فاليسألني أحدهم ذلك، أتوق للتأشيرِ نحوك وأقول بأكثر نبراتِ ألماً: إنهُ أنت! أنتَ هو الحُب كلّه، حُبّي أنا، لعنة كل ألمي.
وليتَ حبك كانَ لطيفاً، إنهُ أشد قسوة من الذنبِ والنّدَم، اشدُ حزناً من فقدانِ المرء أعزّ ما يملك، فقدتُ نفسي فيكَ أصلاً، ماذا أكثر؟
تايهيونقاه
همم؟
همهمتُ لنداء أُختي الكبرى لي بينما أوضّب مائدة الطعام، سأفعل ذلك وسأصعد إلى غُرفتي للنوم، لا طاقة لي لأُحادِثَ أحدهم، ولا طاقة لي لفعل شيء أكثر أبداًضع الماء أيضاً!
قالت لي بنبرةٍ متفحصة جداً بينما تنظر إلى طاولة الطعام التي نظّمتُها، أخذتُ الماء أضعه في المُنتصف لأنظر لها رافعاً حاجبيإنتهينا الآن؟
قلت بملل لكن ذلك تلاشى فوراً إلى أبتسامةٍ هادئة حينما أتت والدتي
أنت تقرأ
ليالي الرَّبيع|TK
عاطفيةكل تلك السنين كنت أتساءل إذا ما كُنتُ حقاً أُحبك، كانَ غباءً مني أن لا أعي أنّ هذا المرَض مُزمِن. تمّت في ٢٠٢٠/١٠/١٠