الجُزء الثاني عشر

31.7K 2.6K 1.5K
                                    



يُمكنني أن أسمع حفيف الأشجار وسقوط المطَر، يُمكنني أن أشعُر بغضب الرياح وهي تمُر من خلال جسدي ولا أعلم الآن مالذي يدعو إلى الإرتجاف أكثر، أشعُر بكل سوء هذا العالم

لا يبدو كافياً أن أكونَ محطّم، ولا يبدو كافياً أن أترُكك
أشعُر باستسلامٍ غريب يجعلُني راكداً، رُبما جروحي أخيراً قررت الخمود؟ أو رُبما ملّت من هذا الألم الذي لا ينتهي؟

فضوليٌ أنت، ليست عادتك؟
لا أستطيع أن أعد كم قطرةً سقطت على وجنتي، ليسَ دمعاً هذه المرة بل السماء أمطَرَت بُحزنٍ يجعلني أود لو بإمكاني أن أبكي مثلما تفعل،
بالرُغم من أنها حُرة لكن يا للمأساة، يسعد الجميع وسط بكائِها.

عادتي؟
هَمسْت لنفسي وشعرتُ بجسدي يهتز قليلاً، ضحكاتِ كانت تتعالى شيئاً فشيء، بشكلٍ مُتقطّع، ما حلّ بي فجأة؟

هذا الشعور الذي يُراودني غريب لكنه ما زال يتشبّث بحبه

لا أعلم ما بي، ماذا دهاني؟ لستُ أنا، شيء في داخلي يقول لي بأني لستُ أنا، ليست مشاعري هذه.

يأس؟

أجل رُبما هذا شعور اليأس!

يبدو بأنك لا تود إجابتي
قالَ وهو يسير سريعاً أمامي باتجاه المنزل، بالرُغم من كرهه للمطر لم يحاول حتى رفع يديه ليقي وجهه أو رأسه منه، تصرّفَ ببرود لكن أقدامه رفضت فعل ذلك، هو يهرُب من المطر الآن أستطيع رؤية ذلك جيداً، لو أنّ جنغكوك يكرهني كان سيهرُب مني أليسَ كذلك؟

هولم يفعَل، ولماذا قد يكرهني، لكن...

لكن أشعُر به يمقتني، رُبما هو يفكر بأني أفعل المثل أيضاً

أسرع
قالَ لي بينما يحتمي أمام المنزل وهو يجمع كفّاهُ سوياً ويقطُب حاجبيه

آهه أتريد أن أصطدم بالباب؟
تنهدت حينما وصلت له أتقرفص بتعب أمامَ الباب جانبه فلقد ركضتُ أنا الآخر حتى وصلتُ هنا، سمعتُه يضحك بعلو ورأسي الأحمق إلتفتَ إليه سريعاً، أعتقد.... أو إستحالة! إستحالة أن لا أحب هذا الوجه الضاحك أكثر، مُحال أن أترُكَ حبه، قد يكون صعب، مؤلم ومُهلك لكنني سعيد، سعيد للوقوع به، لا أعلم شيئاً آخر سوى أن كل ذلك يعطيني الألمَ والسعادة في الوقت ذاته، حتى لو كانَ الإتزان في ذلك صعبٌ أيضاً، سأتعلمه!

هيا
قُلت وأنا أفتح باب المنزل بعدما خلعتُ حذائي وفعل هو ذلك أيضاً بوجهٍ جامد للغاية، ماذا أصابه فجأة؟

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن