ليالي الرَّبيع|TK

الجُزء الرابع والعشرون

ينهشُني بعيناه، يخترق حُصون جلدي وعِظامي، ويشعل قلبي فجأة دون أي تنبيه.

إنهُ هكذا يطرُق قَلبي، يسحقُني من مجرد نظرة يُعطيني إياها، عيناي ترتجف، يدايَ، شفاهي، وقدماي، أدورُ بعيناي في الأرجاء، ألعقُ شفاهي ألفَ مرة في الثانية الواحدة، شعرتُ بأنني مُخطئ، بأنني أرتكبتُ خطأً فادِحاً في حقه، شعرتُ بالإرتباك!

عيناه لم تبتعد عني ولو لثانية واحدة، إن ذلك موتّر، يجعلني أتساءل في داخلي مالذي فعلته لأستحق هذه النظرات القاسية؟ للتو كُنّا بخير، للتو كنا نعيشُ في بعضنا، نغرق ونطيرُ في الآنِ ذاته، فمالذي يجعلُك يا حُلوي تحدّق بي بشراسة؟ كأنك تُعاقبني، كأنك تُكبّلني، تحرسني من خطواتي.

إنهُ لا يتوقف وذلك ليسَ مُحرِج، أنا لستُ مهتماً حتى لو كان مُحرِج حتى لو لحظَ جميع إخوتي تحديقه بي طوالَ الوقت، كل ما هو مُهِم هو لماذا يحدّق بي هكذا؟ أعلمُ أنها عادته ولكنه تعمّق بقوة مؤذية لقلبي هذه المرة، أكادُ أجزم بأنني أرتكبتُ ذنباً أو طعنته في وسطِ صدره

هل تناولتم الإفطار جيداً؟
هزّت كتفي أُمي تُخرجني من أفكاري الواضحة للأسف وابتسمتُ لأبي فوراً لما قاله

أجل لقد صنع جُنغكوك إفطاراً لذيذاً
أجبته بابتسامة واسعة، أنظُر لجُنغكوك بعدَ تجنبي الواضح له مُسبقاً

هل كانَ حقاً؟
قالَ بوجهٍ ساكِن، كمّن كان يكبحُ أمواجَ كلِماته

أجل
قُلت وأشعر بحماسي ينطفئ وبفرحي يزول كله، إنّ قلبي مجروح، لماذا يعاملني فجأة بهذه الطريقة، لأننا أمامَ عائلتي؟ ولكنني أعلمُه، هو لا يُعطي الآخرين أي أهمية، هو ليسَ سيء ليعاملني هكذا بهذه الطريقة أمامَ الآخرين متعمداً

هل تُريدان أن ترتاحان؟
قالَ أخي الأكبر الذي كانَ يجلس بجانبي الأيسر بينما يداه فجأة بدأت تُدلّك كتفاي لأسترخي وأغمض عيناي لا شعورياً

أوه دانبي، يميناً أرجوك
قلتُ ليضغط على كتفي الأيمن بقوة ويضحك

ياء، بلُطف!
قلت بعبوس لآخذ يداه أعيدها إلى كتفاي ليدلّك مجدداً بقوةٍ متوسطة

لا تناما الآن الغداء سيكونُ جاهزاً بعد قليل
قالت إحدى اخواتي والتي كانت تجلس بجانبه، ولكنني لن أكذب، لن أكذب أبداً، فلم ألتفت لأصغي إلى حديثها أو أن أجيبها، بل إلتفتُ لأسرِقَ بعضاً من نظراته وأدسها في قلبي، فمهما كانَت تصرفاته، فهي تجعلني أزيدُ من حُبي له لا أكثر، أجل أنا مُثير للسخرية، أنا ميّت تماماً في حبه.