لِقاءٌ روحّي

166 14 1
                                    





- يا أَنتِ ..

مـتىٰ نجتاز حاجر الـ " مرحباً ؟ "

أَنا الــيوم سأَحضرُ حفل زفاف صديقي ،

صديقي الذي اعترفَ بحبهُ لحبيبتهُ

بنصٍ كتبتهُ لكِ !

............................








حَدق بِملامِحها المجهدة وَهي تُحاول إقناعَ صغيرها بِتناوِل طَعامه تِلكَ الأرملة المُعذبة ما أن توفى زوجها بحادِثٍ اليم حتى إرسلت
لَها السماء لُعبة صغيرة تؤنس وحشة لَياليها

"أتركيهِ بيلا سأفعلُ أنا" تكلم بصوتٍ هامس كي لا يُفزِعها إلا أن عادتها المُفزعة وخوفها المُفرط لم يساعِدها بَتاتاً!!!

فما كانَ منها إلا أن تشهَق بِعنف مُرجعة رأسها لِلخَلف بِسرعة لِتهدأ ملامح وَجهَها وهي تراهُ أمامها

" لا... لاداعـي سـ... سيـد زين" بالكاد إستطاعت تكوين جُملة واحدة

ليتجاهَلها زين مُتقدماً مِن طفلها البالغ أربعُ سنواتٍ
"أنا هُنا لِأُساعِدكِ بيلا" تكلم بِحنان وَهو يأخذ صحن الطعام من بين أنامِلها الرقيقة

أومئت لهُ بخفة لِتجلس أمامه على الارض ذلك الخادم الذي كانَ لها خيرَ عوناً بمساعدته لها ولطفلها خادِم صغير يماثِلها بالعُمر وبالخَدمات أيضاً!!

تعامله الحَنين معها ومعاملتهُ الابوية لِطفلها يكادُ يجعلها تبكي كـ طفلة صغيرة!!

أمسك بِطفلها بعد أن أكمل إطعامة لِطفلها الصغير المُسمى بـ 'بـيـن'
يُلاعِبهُ بلَطافة مُغرِقاً اياه بحنانه الذي لا ينفض

ليعلوا صوتُ ضحكاتهم في ارجاء الغُرفة.... تلك الغرفة التي لا يدخلها أحد حتى صديقاتها الخادِمات
سواهُ... وحدهُ فقط!!

راقَبَ ملامح الصغير التي هدئت والذي يكادُ يغفى بأحضانِه مِن شِدة تَعَبه ليحملهُ بِرفق واضِعاً اياهُ على سريرها بعدَ أن مسح بِخفة على وجنته المُمتَلِئة

جر خطواتُهُ ناحية تِلك الشارِدة ليجلسَ أمامها بِخفة
"تَبدينَ مُتعبة مابِكِ صغيرتي!؟" هَمسَ بصوته الحاني لها

ليرفع يده ناوياً تلمس ملامحها الشاِحبة ويكادُ يموت لو لم يتلمسها!!
"بـ... بـخير... سأ.... سأذهب لل... للعمل" همست بأرتجافٍ شديد وهي تَعي قُربَهُ مِنها لِتركض مُهرولة من أمامه...

Muzhar /مُـزّهِـرْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن