رمَــادِي 03

11.8K 874 312
                                    

أستغفرُ اللّـه العظيـم وأتُـوبُ إلَيــه

🌹

يـوم الإثنين، الخـامِس عشَر مِن شهـر أيلـول، قبلَ الحـادث بِستّ سـاعات، وعندَما أوشكَت الشّمسُ على أن تتَوسّط كبِد السّمـاء، ڪانت حِصّة يـوث الثّالِثة بِفصلِها الأخير بالمدرَسة الثّانوِيّة، أين اِلتقت بِصدِيقتِها إيليـن، تتبـادلانِ الحدِيث خِفيـة عن أنظـارِ مُعلّمـة التّـاريخ.

«لازِلتُ لا أصَدّقُ أنّنـا نتشَـاركُ نفسَ الفصـل يـوث!!»

انتَحبت حـوراء العَينَين تكتُم صيـاحَهـا بيَديهـا التِي تشابڪت عنـدَ ثـغرِهَا بِحمـاس، هِي للآن لا تُصدّقُ أنّها قد عادَت للدّراسة بِرفقةِ صَديقتِها المُفضّلة والأقرَب لِقلبِها، يـوث، بعـد سنِتَينِ مِن الفُراق.

«أخفِضي صوتكِ إيليـن! ستُوقِعينَنـا بالمشـاكِل!!»

صاحت يـوث بلڪنةٍ مُنخفِضة مُبتسِمةً هيَ الأخرى، تُحاوِل السّيطرة على غِبطةِ رفيقَتِها، هيَ جدّ سعيدة كون صدِيقتهَا إيليـن قد عادَت مِن جدِيد لِتُشارِكها الدّراسة وتقضِي معها مُعظم الأوقـات، خاصّة وأنّها كانت ولازَالت تُعانِي مِن الـوِحدة، الألـم والمُعانـاة، داخِل المنزِل أو خارِجه، كلّ لهـا على حدٍّ سـوَاء.

«حسنًـا ياطُلاّب! اِنتَبهُوا إلى هُنا! بمـا أنّ اليـوم يكُون
بدايةَ العامِ الدّراسيّ، سيعمَلُ كلّ ثُنـائي مِنكُم على
مشـروعِ الحـرب الڪوريّة، لِذا يُرجى مِنكم الإلتِزام
بالقـوانِين التِي سأشرحُها لكُم الآن!»

«إلهِي! ليسَ مُجدّدًا! أنا أمقُت المشـارِيع»

مثّلت إيلِين البُكاء، وقد تغيّرت ملامحُ وجهِها لأُخرى حزِينة تُحيطُ بِها الڪآبة، وذلك مالَم يخفى على يـوث التِي أطلقَت ضِحكة خـافِتة مكتـومة إستطاعَت إلجامَها بِصُعوبة، هِي على أتمّ المعرِفة بنُفورِ صدِيقتِها منِ الدّراسة ومِن الواجِبات المـنزِلِيّة على وجهِ الخصوص.

همّها الوحِيـد كان مُلاحقةَ آخِر صَيحاتِ المُوضة، تصفّح مواقِعِ التّواصل الإجتِماعِي، والإعتنـاء بالبشرَة. كانت تهتمّ بنفسِهـا، جمالِها ونظَارتِها، معَ أنّهُ لا وُجودَ لِشخصٍ بحياتِها. تلك كـانت طبيعتهَا، على عكسِ يـوث تمـامًـا!

«تشوي إيليـن وبـارك جيـهون»

اِكفهَرّ وَجهُهـا وقد توقّفت عن الحدِيث لِوهلة عندمـا سمِعت المُعلّمة تُلقي على مسَامِعها إسمَ أحدِ الطّلاب الذي سيكُون شـرِيكها بالمـشرُوع، والذي بنَظرِها تبدُو عليهِ سِمـاتُ الغُرور والتّفاخُر بالذّاتِ، الأمـر الذي جعـل يـوث تنفجِـرُ ضحِڪًا على مَعالِم وجهِها التِي تغيّرت بلمحِ البصـر.

 رمَادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن