رمَــادِي 28

11.3K 785 1.2K
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

بسم الله! أولاًّ! شكر كبير لكم لأنكم ماخذلتوني
بالتّفـاعل وحققتولي طلبي. ثانيًا! الفصل طوِيـل
كالعادَة! أتمنّى يعجبكم وتتجاوزوأيّ خطأ أو شي
يمكن يكون متناقض بنظركم. ثالِثًا! بتمنى منكم
تتفاعلو مثل المرة لي فاتت وتتركو تعليقات
جميلة مثلكم! بس هيك! إستمتعوا♡

°°°

في فسيحِ خُضرةِ الغـابة، وحَولَ تلك النّار المُشتعِلة
التِي يلتفّ حولَها الطّلاّب للتّدفئة، كانَ الوَقتُ يمضِي
دُون أن يُحسّ علَيه أحَد، ذلِك أنّ جوًّا لَيلِيًّا مِثلهُ
فُرصة لِلتّسامُر وتبادُلِ الحكايـا والنّكت.

وعلَى مقرُبةٍ مِنه كانَ البُندُقيّ جالِسًا على لحافٍ
سمِيكٍ يُطالِع جمَال القمـر، بينمَا ذاتُ الشّعر الخرِيفيّ
تجلِسُ أمَامهُ مُتدَثّرةً بغطاءٍ كانت قد أحضرتهُ معهَا مذ
أنّها قرّرت الجلُوس بعيدًا عن ذاك التّجمّع.

والسّبب في ذلك يعود
لتايهيونغ الذِي لا يحتمِل الضّجيج أو الزّحام.

وهي كالعادَة لم تتذمّر مِن تصرّفه، بل لَبثت تُراقبُه وهوَ
يتأرجحُ علَى إيقاعِ الحيـاة، حيثُ تكمُن مُعاناته
المُتواصِلة في التّواصل مع الآخرين.

«آيلا؟ أتظنّين أنّي سأبلِي جيدًا بالحفلِ الموسيقيّ الذِي
سيُقام بمُناسبةِ عيدِ الأمّ بعد العُطلة؟»

«بالتأكيد ستفعل تاي!»

«لكنّ تايتاي خائف مِن أن يُخطأ بالعَزف ويُفسدَ الأمـر
برُمّته! عندَها سأسبّب لكِ الإحراج وأنا لا أريدُ ذلك!»

كانَت تعابيرُ البُندُقيّ خائِفة، وقد إستدركت آيلا ذلِك
مِن ضوءِ القمرِ الذِي يحتوِيهِما، سكَنت قلِيلاً لوَهلة، ثمّ
إستقامَت مِن مكانِها لتجلِس خلفَه مُتسبّبة فِي فزعِه.

«هش! لا بـأس! لا تخف! ثِق بِي!»

خاطَبتهُ بأرقّ نبرَةٍ تمتلِكُها بينمَا تصنعُ فراغًا مُعتبرًا بينَ
أجسادهِما، تُحاوِل بثّ الطّمأنِينة والدّفء لقلبِه فقط مِن
خِلالِ الحدِيث معه، بعيدًا عن لُغة اللّمس التِي يهابُها،
وهوَ لحركتِها تلك أعادَ النّظر بالقمَر معَ البقاءِ
حريصًا علَى عدَم الإحتِكاك بِها.

إنعدَامُ ثقتِه بنفسِه وإحساسُه الدّائم بالنّقص جعلَه يُحدّق
بالقمر غارِقًا بتلك الأفكارِ السّوداوِيّة التِي مِن المُمكنِ أن
تحدُث، كأن يُخطِئ بالنّوتات، أن ينسى مقطعًا مُوسيقِيًّا،
أو حتّى أن يهلَع مِن الإضاءة العالِية وتصفيقِ الجُمهور.

 رمَادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن