رمَــادِي 07

9.8K 789 471
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

الحُزنُ لَا يحتاجُ إلى مِعطفٍ أو غِطاءٍ
عكسِيّ للمطَر، إنّهُ هُطولُنا السّرّيّ الدّائِم! هكذا كَان هوَ!
يُفضّلُ الجُلوسُ معَ شقِيقتِهِ وَفقط، تُلاعِبُه ويشكُو
لهـا ضُعفهُ، لايهُمُّه أن يَخسَرَ مَن لا يُريدُه، قد
خسِر مَن أرَادهُم ولازَالَ حيًّا!

«كيـم لَعنـة! أيّهـا المُعاق! مالذِي فعَلتـه؟!»

صَوتُ والِدهِ الحـادّ إختـرقَ حـاسّةَ سمعِه فانكمَش
على نفسِهِ يسُدّ بيَدَيهِ على آذانِه، والخَـوف والشّحوبُ
إلتـهمَ ملامِحَ وجهِـه، وَلـم يكـد لِعَفوِه يرتجِي، إلاّ
بِركلـةٍ كقساوةِ الشّتـاءِ جسدهُ تَنتشِي!

«آه! ء ء أبِي! لا تضرِب تايتـاي! تايتـاي خائِف»

إلتَحف جسدُ البُندُقيّ الأرضيّة بِقُوّةٍ إثـر
تلكَ الرّكلـة، إضطربَ وارتَعدَت أوصالُهُ حِين شهِد
بطشَ أبيـه، فترَقرقت عينـاهُ دُمـوعًـا.

«ألَم أُخبِركَ ألاّ تضعنِي بِموقِفٍ مُخـزِي؟!»

«مـاهِيَ مُشكِلتُك، هـا؟ مـاهِيَ؟!»

صاحَ مُعاتِبًا إيّـاهُ ثُمّ إنفجـَر غضَبًـا بِصَوتٍ غلِيظ كأنّهُ هدِيرُ النّهـرِ في هيجـانِه!

«تبّـا لك أيّهـا المُعاق عدِيمُ الفـائِدة! أخبرتُك أن تكُون الأوّل على مُستَوى الصّف وتَرفعَ إسمِي!!»

تـايهيونغ ولإعـاقتِه الذّهنِيّة، إنفعـل مِن صَوتِه العـالِي
فحطّت دُموعـه على وجنتِه كـالوِديان، خـاصّةً حِينَ ركَن
الأكبَر قدَمـهُ على لَوحِ كتِفِـه يُعنّفُـه. غيرَ مُدرِكٍ لِعسلِيّة
العَينَين التِي أتت على عجَلٍ، تدفعُ لورَا التِي تُشاهِدُ
الوضعَ مُبتسِمة بِشرٍّ مُطلَق، جانِبًـا.

«هل هذا واللّعنـة صعب؟!!»

أردَف بِسخطٍ يرفعُ يدهُ التي تُعتنِقُ الحزَامَ
عالِيًا يبتغِي ضربهُ، لكنّ تـايهيـونغ لَم يشعُر بشيءٍ
قطّ، ذلك أنّ يـوث قد ألقَت بِجسدِها على هيئتهِ بِسُرعةِ
البـرقِ، تحـمِيه مِن تلك الضّربـات التِي إستقرّت
بحنقٍ على جسدِهـا الرّقيـق.

«كُلّهُ بِسببِك أنتِ الأخـرى! دلالُكِ لـه هوَ ما جعلهُ هكذَا!!»

إستطرَد بِسخطٍ يُلقِي لِجامَ غضبِهِ على إبنتِه التِي
تُولِيهِ ظَهرهـا تحمِي شقِيقَهـا البـاكِي بِرهبـةٍ تحتضِنُـه
بِشِدّةٍ، كلُؤلُؤةٍ بِجَوفِ قَوقعَتِهـا، بينمَا بطشُ وَالِدهـا
جعلهـا تخرُج عن صمتِها تُجيبُ بِصُراخ
مُغمغِمـةً بِقِلّة حِيلـة

 رمَادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن