الفصل السابع
كان غيث يجلس مع أصدقائه القدامى أمجد و مازن الذين علما بوصوله من صديقه الحميم حازم الذي ما زال أهله يقطنون ذات الحيّ الذي يقطن به غيث .. فأتاه اليوم إتصال من حازم على هاتف المنزل ودعاه إلى العشاء مع الصحبة القديمة ، وبعد قليل أطلت عليهم مجموعة من الفتيات و وضح له جيداً أن أصدقائه يريدون الإحتفاء به بطريقتهم الخاصة .. وجد نفسه يعقد مقارنة فرضت نفسها بطريقة إجبارية بينهم وبين من تشغل فكره لتفوز بجدارة ويعترف لنفسه ..
سناريا إنها تختلف عن الجميع لا يوجد وجه مقارنة بينها وبين كل من عرفهن من الفتيات و لم تشغل إحداهن باله مثلها ، شعر بالغضب من نفسه و ود أن ينساها ويريح نفسه من هذا العذاب وهذا الماضي الأليم ، لاحظت نورهان شروده فنظرت له في خبث وقالت :" فيمن تفكر ومن يشغلك بهذه الطريقة ؟"
عندها تابعت جيرمين ورائها وكأنهن يتعمدن إغاظته ليلفتن نظره فيترك صمته ويتجاوب معهن وقالت في إبتسامة ماكرة وقهقهة مصطنعة بحرفية :" هنيئاً لمن يشغلك به ".
قال حازم :" توقفن .. أأنتن متفقات على غيث ؟؟ وهل استطاع الإستحواز عليكن جميعاً ؟! لا تنسوا أننا أصدقاء قبله .. واعلمن أنه وطني صميم على الرغم من شكله الأجنبي "
فقالت نورهان متأففة بغنج :" لسن متفقات ولا شيء فأنت حبيبي الأول يا حازم فنحن فقط نحاول أن نجعل صديقك يتكيف مع الجميع !!"
ساد صمت ثقيل إلى أن همس حازم فجأة :" من تلك الفاتنة التي تشير لكِ يا نورهان ؟؟" ألقى جملته وهو ينظر نحو فتاة تقف قرب باب المطعم وتشير بيدها إليهم لتلفت نظر نورهان .
قالت جيرمين :" هذه داليدا صديقتنا " وأكملت نورهان : " وجه جديد ابتعد عنها فأنت صديقي وحدي أفهمت ؟" ضحك حازم : " حبيبي يا غيور بقسوة "..
نظر إليها غيث وجدها فتاة على قدر بسيط من الجمال وتحاول إظهاره بالثياب التي ربما تظهر أكثر مما تخفي كانت تشع في فستانها الفضي كأنها ثريا بها مائة مصباح ... لاحظت غيث على الفور وكان هو أكثر من يستحق الملاحظة في المكان بمظهره الوسيم ونظراته الحادة اللامبالية فتقدمت بجرأتها إليه ومدت يدها :" أنا داليدا فمن أنت ؟" تأوهت جيرمين بدلال :" أعرفك على صديقنا الجديد غيث الفياض ولم نعرف عنه سوى اسمه " فهمست داليدا :" سأعرف عنه كل شيء بطريقتي "
قال أمجد :" لا نعلم ما به لقد كان لا يصمت أبداً "
فأردف حازم بمزاح :" ليتك تجعلينه يخرج عن صمته ، أنتِ طالبة أم تعملين ؟" فردت داليدا :" صدقاً أنا أبدو أصغر من عمري لكن ليس إلى حد طالبة .. أنا أعمل في شركة سياحة " فتدخل أمجد الذي أراد أن يلهو هو الآخر :" أتعملين مرشدة سياحية ؟! خسارة هذه الفتنة في التعب والسفر المرهق ومرافقة العجائز"
ردّت داليدا :" لا أنا فقط سكرتيرة في الشركة " فقال مازن مادّاً يده :" تشرفنا تفضلي بالجلوس " اختارت الجلوس بجوار غيث رغم كل محاولات الرجال الآخرين التودد إليها :" شكراً الشرف لي " وجهت نظرها إلى غيث :" ماذا تعمل ؟" فرد بلامبالاة :" أنا حالياً في طور إعداد شركتي الخاصة في الدعاية والإعلان "
أنت تقرأ
الفجر الخجول(مكتوبة)
Lãng mạnنظرية الحب هو الدوران داخل فراغ ثلاثية متوازنة من ثلاث محاور متساوية هي ألفة و شغف وإلتزام فيقع المحب في الترقب والحيرة والإنتظار ثم تأتي مرحلة التنافس من يستطيع جذب طرف خيط المشاعر تجاهه ليتملك الآخر .. ولكن الماضي والحاضر والمستقبل كلٌ له دوره فى...