الفصل الخامس

1.1K 35 0
                                    


الفصل الخامس

ناهدة تبتسم وتملأ عينيها نظرة إنتصار ونشوة خبيثة كأنثى عنكبوت حبكت خيوط شبكتها وهاهي تنظر للفريسة وهي تتململ داخلها فلا مناص غير الإستسلام .. جفلت على همسة تدغدغ أذنها دليل مما يدل على أنها قريبة جداً

" خالتي ناهدة لِمَ جعلتيني أستفز سناريا بتلك الطريقة ؟؟" ربتت ناهدة على يد محدثتها وردت بغموض :" إنها معادلة الحياة هي ما تجعلنا نلقي بحجر داخل البركة الراكدة حتى نعكرها لتعاود الهدوء مرة أخرى ولكنها تكون أصفى " رفعت نورا كفها عالياً بإستسلام وهي تبتسم : " لن أدعي الفهم فأنتِ بدأت بمعادلة الحياة وهذه كيمياء وقد كانت دراستي أدبي " قهقهت السيدة الحكيمة من نظرة الفراغ التي سكنت عيون الشابة التي أردفت : " المهم الآن الكيك الذي ألزمتني به سناريا لجميع البنات " فهمت ما تفتق عنه ذهن الشابة وأرادت أن تناورها قليلاً : " إننا لم نتفق على رهان وأيضاً لم أظنك تخسرينه وأنتِ أفضل فتيات الحي بالرقص !" شبكت نورا يدها وانخفض رأسها وتهدج صوتها كمن ستبكي خسارتها الدائمة أمام صديقتها اللدود :" لقد بهرتني فتوقفت عن الرقص وصرت أشاهدها مثل الجميع " نظرت ناهدة للفتيات اللواتي جعلتهم يتممن حفلتهن وهاهن يتضاحكن ويتمايلن راقصات بإنزعاج .. لقد نغزت كلمة نورا التي لا تخلو من الحسد على صغيرتها ، فكرت (( كم منهن تحقد وتحسد حتى بدون قصد !))

تأوهت داخلها :" آآآآآه يا ابنتي .. حتى على الهمّ لا أخلو من الحسد .. إنها حالك ابنتي !" أمالت وجهها لنورا : " الكيك أنا سأتكفل به ، سأصنعه وأهديه بنفسك للفتيات فلن أرضى أن ترهقي هذه الأصابع الرائعة " وقفت نورا سعيدة بعد أن زفرت براحة ، لقد أنهت مهمتها ونجحت بالمفاوضة وذهبت لتندمج مع الفتيات بالمرح وبلمحة تجمعن قائلات بخجل : " أين سناريا حتى نودعها ؟؟" فتحركت السيدة لإستدعائها .. مُكرهة !

*****

مال عليها يلفح وجهها بأنفاسه الحارة مختلطة بعطره المركز الأخّاذ شعرت أن عظامها تحولت لقطرات مائية .. عيونه الداكنة من رغبات جامحة تكاد تعصف بهما لو أطلقها تعربد بجسدها الممشوق اللين تحت كفه ، لكن في تلك اللحظة دق شخص ما على باب الغرفة .. تعالت الطرقات على الباب و أصبحت أكثر إلحاحاً بعد الصمت وعدم إجابة الشخصين الموجودين في الغرفة :" غيث ابني هل من خطب ما ؟؟"

نظر غيث بغضب إلى سناريا التي كانت منكمشة على نفسها من شدة توترها وهي تضع يديها أمام جسدها في حركة دفاعية خشية من هجومه عليها و تتنفس بسرعة وصوت مسموع يشق الهواء المنتشر به سحب التوتر الثقيلة

قال وهو مازال ينظر إليها بغضب :" لا شيء أمي .. لا شيء "

أتاها صوت ناهدة من خلف الباب وهي تقول :" سناريا أخرجي لتودعي الفتيات " أجابت بصوت حاولت بجهد أن يتحلى بالثبات :" قادمة أمي "

الفجر الخجول(مكتوبة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن