لحق ياز برنا لمعرفة أين تضع هازان...حاول جاهدا ان لا يضيع أثرها لكنه لم يكن يعلم ان تلك الحية تتعمد جعله يتبعها لأن في رأسها مخطط جديد فبعد ان علم ياز بالحقيقة كاملة لم يعد ابتزازها لحازم ذات منفعة لذلك كان عليها ان تضع مخطط بديل عن الأول كي لا تخرج خاسرة من معركتها...
وصلت الى ذلك المكان المهجور وترجلت من السيارة بسرعة جنونية لتدخل ذلك المكان الذي أقل ما يمكن القول عنه انه قذر....ترجل ياز بعيدا قليلا كي لا تراه ونزل بهدوء شديد وبحذر كبير كي لا يفضح أمره فهو خوفه لم يكن على نفسه بل على هازان وابنه فمها تحت رحمة مجنونة قد تفعل أي شيئ لتؤذيهما....نظر حوله فلم يكن يرى جيدا فضوء القمر كان خافتا تلك الليلة بسبب تلبد الغيوم ولكنه استطاع ان يلحق بأثرها...وضع يده على أنفه ما ان اشتم رائحة تلك المكان القذر ليتمتم داخله لاعنا رنا...فكيف لها ان تحضر شخصا يحمل طفلا الى هكذا مكان قذر...لا مشاعر ولا قلب ولا رأفة تحملها تلك المرأة....
ما ان وصل للباب الحديدي الذي يأكله الصدء والعفن دفعه بهدوء برجله ودخل متفحصا المكان ولكن بعدها لم يشعر بشيئ سوى برأسه اصبح ثقيلا وعينيه لم تعد قادرتان على النظر...وضع يده بتلقائية اسفل عنقه ليشعر يتدفق الدماء بين اصابعه....التفت ليجد رجلا يحمل عصا طويلا يبدو انه ضربه بها بقوة حتى أفقده وعيه...فسقط ارضا ولكن عينيه ظلتا مفتوحتان قليلا وهو ينظر للأعلى بتلك العينين البلورتين المتعبتين اللتين استسلمتا اخيرا لتلك الضربة ولكن شفتيه لم تستسلما من تمتمة اسم هازان قبل ان يغيب كليا عن وعيه...
لم يعلم الوقت الفعلي الذي قضاه غائبا عن وعيه ولكن لم يستيقظ أيضا اللا بعد ان سكب عليه الماء البارد الذي جعله يشهق ليفتح عينيه من جديد...وما ان نظر أمامه حتى رأى امرأة حياته مقيدة أمامه على كرسي كهربائي وحالها سيئ حتى انها خارقة القوى...صرخ بأعلى صوته مناديا باسمها...ذلك الصوت الذي اخترق قلبها وجعل الأمل ينبض فيه...حاول ان يقف ويركض اليها االا انه كان مربوطا بشدة على كرسيه بحبل مشدود..رفعت رأسها بتعب ونظرت الى الأمام وبدأت تبكي....ولكن فمها كان مغلقا بشريط لاصق...لم تستطع ان تحدثه...في رأسها ألف سؤال واهمها كيف وصل الى هنا وما حدث له...ولكنها لم تستطع النطق....
نظر ليجد الرجل الذي أيقظه فصرخ به...
'أيها اللعين فك قيدهااا...أزل ذلك الشيئ عن فمها....لماذا هي تجلس على ذلك الكرسي....افلتها الان قبل ان اقضي عليك....'
ولكن الرجل لم يبدي اهتمام بكلام ياز وخرج بخطوات هادئة من ذلك المكان...صرخ ياز كثيرا مهددا ومتوعدا له لكنه لم يعد...
'تعال الى هنا ايهااا الحقيرررر....كن رجلا وواجهني...'
نظر اليها والتعب كان قد التهم وجهها البريئ الجميل...كل شيئ فيها كان متلاشيا حتى جفونها مرهقة تصرخ تريد الراحة الطويلة....أراد ان يركض اليها وينتشلها من كل ذلك العذاب...اراد ان يحتضن جسدها المرهق ويمطرها بالطمأنينة لكنه كان مثبتا...لم يجد حلا أمامه سوى الاقتراب منها رغم تشبثه في كرسيه...فأخذ يحركه ببطئ محاولا قدر المستطاع التقدم نحوها...الى ان وصل قبالتها بعد فترة من الزمن...لم يجد حيل له ان يكلمها...شفتاه خانتاه فأسقط رأسه باكيا أمام رؤيتها هكذا...بكى بحرقة ثم رفع رأسه ونظر اليها بعينيه الحمراوين متمتما....
أنت تقرأ
Yanimda Kal ابقى الى جانبي
Romanceقصة رومانسيه مؤلمة تدور احداثها حول شخصين لم يكن القدر حليفا لهما فتشتتا لتكون طريقهما صعبة فهل ستكون نهاية حبهما منصفة؟ لا تنسو الاشتراك والتفاعل والفوت ليصلكم مني كل جديد وشكرا 🤩