٤-(بئر حبها)

20.2K 1.1K 142
                                    

رواية "أحببت مريضتي العقيلة"
الجزء الرابع بعنوان "بئر حبها"

***
قد تقابل المرأة رجلاً لا يخبرها أنّه يحبها، بالرغم من أنّ جميع التصرفات التي يقوم بها تجاه المرأة تثبت حبه لها، هذا الرجل يحب بالفعل لكنّه يعبر عن حبه من خلال التصرفات أكثر من الكلمات.
#مقتبس
***

دلف سريعاً للمشفى فلم يعد يطيق صبراً على الانتظار ، فقد أتم اليوم الثالث لم يرها فيه بسبب سفره المفاجئ للمباشرة على أحد المستشفيات بالخارج ، تصلب مكانه وهو يراها تصرخ بصوت عالٍ وهناك ممرضتان يقيدونها والثالثة تقوم بإخراج السائل عن طريق حقنه مستعدة لحقنها بها ، بينما وتين تصرخ وتتلوى ببكاء وخوف ، صاح بحده وغضب

-" اي اللي بيحصل هنا".

هدأ صراخها تطالعه بخوف فأشار إلى الممرضة لتعطيه ما بيدها ، أخذها منها وأشار لها بالخروج فقال مبرره بقلق من نظراته الحارقة
-" والله يا دكتور جالها حالة هيجان وكنت...".

قاطعها مشيراً بنظرات حارقة للخارج ، اتجه ناحيتها وقال بتهدئة لحالتها الهائجة
-"أهدي مشيوا خلاص".

مازالت تبكي وتصرخ بحده طفيفة وعينيها مصوبة ناحية الحقنه التي بيده بخوف ، أمسكها وقال بمزاح ليهدئ من روعها
-" مخوفاكي... اهي خلاص رميتها".

والقى بها في سلة القمامة ، فإندفعت تعانقه وترمي بنفسها بيم يديه وشهقت قائله ببكاء و زعر بعد خوفها من أن يكون وسيم هاجس شكلته بنفسها حتي تستشعر الإمان وليس واقعاً ملموساً بين يديها.
-" كنت فين ....سبتني ...سبتني كل دا .. كنت فين"

أبعدها ببطيء وقال متأسفاً يهدئ من رجفتها التي لم يكن ينتظرها من الأساس ، فلم يكن يتوقع أن تصل تعلقها به تلك الدرجة
-"أنا آسف والله كان عندي شغل بره مصر واضطريت أسافر كام يوم".

اقتربت تعانقه مرة أخرى وأكملت بشهقات باكية ، تستنجد به كطوق نجاه مردده بذعر وصوت متقطع تفسر له هيجانها حتى لا يأخذه بمجرى آخر
-"كنت ببكي ... كنت ببكي كل يوم ، ويدور عليك .. انهارده ... مش مجنونه ..والله ...كنت صاحية ببكي و بصرخ بس عشان أنت مش موجود ... انت ...مش أنت وعدتني".

ربت على ظهرها بهدوء ، رغم جراءته لفعلها ولمسها بيده، فهو قد عاهد الله على عدم فعلها مرة أخرى بعدما حدث له ، استغفر ربه في سره ، عذر حالتها وانهيارها ، فقال بهدوء يطمئنها
-"ششش خلاص أهدي أنا هنا ، مش همشي تاني ، أهدي".

هدأت بعدها بقليل وابتعدت عمه ناظره له بلوم وعتاب والاكثر الاتهام على تركه لها دون سابق إنذار ، وقفت واتجهت ناحية الشرفة ، ظلت صامتة إلا من عبراتها التي مازالت تسقط ، زفر بشده وتوجهه ناحيتها وقال بنبرة حانية
-"خلاص بقا قلبك ابيض".

أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن