السادس عشر " لقاء منتظر "

15K 791 92
                                    

رواية (( أحببت مريضتي العقلية))
السادس عشر ((لقاء منتظر))

*"*"!*"!**"!*!*!"!"!*!"!*

إن الحقيقة محسومة، فقد يستاء منها الرعب، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، لكنها تبقى موجودة.

وضعت وفاء الصوره في الصندوق سريعاً و أحكمت غلقه قائلة بثبات مزيف
-( مفيش يا حبيبي ده صندوق في حاجات قديمه كده ).

نظر لها وقد فهم أن وراء جدته شيئ كبير ولكن فضل عدم الاهتمام حتى لا يزعجها في مرضها على ألا يترك الامر قبل معرفته ، أعطاها المشروب في يدها مردفاً بحنان
-( خدي اشربي عصير الفراوله ده ينعنشك).

أبتسمت في سرور وامتنان فليس سواه من اهتم بها بحق في أيام مرضها لتعطي لنفسها سبباً آخر لعشق وسيمها وتفضيل مكانته عن الجميع ، أشارت على الفراش جانبها كدعوه له ليقبلها بحبور ويتمدد جوارها ، مررت يدها على خصلات شعره تسأله في شيئ من الاهتمام والعنايه
-( طمني عليك عامل ايه ).

تنهد الآخر بعدم فهم للمشاعر التي تتخبط داخله ، يشعر بالأرق وعدم الارتياح للأيام القادمة فالمستور سيكون أكثر من المكشوف ، وبأنفاس مثقله قال
-( والله ما عارف يا فوفا أنا عاوز ايه بس كل اللي متأكد منه أن الأيام الجايه هتبقى تقيله قوي ).

وقد ضربت جملته صميم قلبها فهي أكثر من يشعر بذلك و يُدركه ، تكاتفت مشاعرهم سوياً في تلك اللحظه فكل ما يجوب داخله هو الضعف داخلها ، لا تعلم ماذا تريد ومن أين تبدأ في الكشف عن خبايا الماضي ليعاتب داخلها هشام الذي توفى ومات دون أن يكشف حقيقه الماضي ودون أن يعرف الأسرار الأخرى ، تنهدت تربت على قلبه هامسةً بدفئ
-( سيب بكره لبكره يا حبيبي وخليك عايش في انهارده ، انهارده بتاعنا بس بكره مش بتاعنا ).

رفع وجهه ينظر لها بشيئ من التقرير ليردف مازحاً بمشاكسة
-( تصدقي أنك تنفعي دكتوره مكاني ).

عدلت من ياقه ملابسها بغرور مصطنع لتحرك في أكتافها كعلامه على التواضع بينما تقول
-( لا منا عندي زهد في المواضيع دي فقولت حفيدي أولى).

امتلئت الغرفه بصوت ضحكاته ، نظرت له بحنان متمنيه أن تدوم تلك الضحكة على وجهه ، أخذ يدها ليقبلها بقوه ملقياً برأسه على بطنها يجذبها ناحيته بتملك هامساً بصوت حاني
-( ربنا يديمك في حياه حفيدك يارب ).

مالت تقبل جبهته بعشق لذلك الوسيم في كل الأحوال ، كم تُحب حبه لها ، حتى أنها أصبحت تُحب نفسها وليس السبب سواه ، تنهدت تجذبه ناحيتها لتمشط يدها في خصلاته والأخرى تربت على ظهره بتعاقب داعيه الله أن يظل يحبها حين تظهر خبايا الماضي .

*💙* *💙* *💙*

في الصباح....

اجتمعت العائلة حول طاوله الطعام يتناول كلاً منهم طعامه في هدوء وصمت ، بينما وسيم يأكل وهو يعبث في هاتفه ، لتقول حكمت لابتسام في دهشه
-( وسيم بقا كل ما نشوفه بيبقى ماسك التيلفون بعد ما كان علطول راميه ).

أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن