الخامس و العشرون " سلسه انتقام "

15.7K 786 68
                                    

رواية (( أحببت مريضتي العقلية )) .
الخامس و العشرون (( سلسه انتقام )) ..!!

*"!*"!*"!*"!*"!*"!*"!*"!*"!*

الظلم، والانتقام سلسلة من الشر متصلة مفرغة لا فكاك منها.
# مقتبس#

بين برودة الشتاء، وأوراق الخريف، وحرارة
الصيف، ونسمات الربيع تأخذها قدماها تهرول بها !! إلى أين ؟ لا تعرف .... لا تدري سوى أنها بدأت ترى نفسها تحتضن فراشات الربيع ... تعانق ثلوج الشتاء تصافح أوراق الخريف ... تنتشر لشمس الصيف ترقص تحت زخات المطر تمنت لو عادت لطفولتها تعبث بدميتها .. وتبن بيتاً .. وتغرس حلما .. وتبتسم للغد ... كل تلك المشاعر داهمتها وهي تنظر لجدها الواقف أمامها بعد سنوات من الفراق ... بعد سنوات من لوعه أشتياقها الحارقة لجوفها ... بعد سنوات من الأحلام الخياليه من كثرة وحشتها له ... انهمرت دمعاتها بلا توقف بجسد متيبس ومتصلب و كأنها عادت لوطنها الذي نُفيت منه ... عادت لمكانها الصحيح ... نزعت يدها من يده واقتربت منه ببطئ خوفاً ليصبح أحد أحلامها حتى وقفت أمامه لتخترق أنفها رائحته الشبيهه برائحة والدتها ... رفعت أناملها بتمهل تضعها على جانب وجهه ... أصبح حقيقه أمامها ... ارتمت بعنف تعانقه ... عمت الغرفة بشهقاتها الباكية بحرقه و دموعها المنهمرة ..
أرتد هشام للخلف أثر عناقها حتى وقع أرضاً ومازالت محاصرة بين يديه تعانقه بعنف كادت تخنقه ... لم يُصدق أنها أمامه تعانقة بتلك القوة التي لم تفقدها ... ضمها بنفس العنف حتى شاركها الآخر بكائها ... شعر نفسه كطفل صغير يرى والدته بعد فراق طويل ... وتين كانت تدلله كطفلها ... كان كل أهتمامها منصب عليه ... حتى دخولها المنزل أول ما كانت تتسائل عنه هو ... هو فقط دون غيره ... عاصفة اهتزازيه بينهم أثر شهقاتهم العالية ... ضربته وتين بخفه معاتبه ... خرج صوتها مدموجاً بسينفونيه واحده مع بكائها
:- جـ .. جــدو .. جـدو هنت عليك تسبني وحدي .

ضمها بقوه أكبر ودفن وجهه في تجويف حجابها باكياً كالطفل صغير وأجابها ببراءه وصوت أجهش
:- عمرك ما تهوني عليا يا تاج البنات .

ورغم أنهيارها في البكاء إلا أن أبتسامة زينت وجهها من لقبة الذي لم ينساه ... تأوهت بحرقة قاهرة متأثرة بصوته المشتاقه له ... وللماسته التي أعادتها لأرض الوطن الدافئة ... ورائحته المُعوضه لوالدتها ... همست بأنهيار باكي
:- وحـشتني قـوي و زعـلانه منك قوووي .

بكى هشام بقهر مُميت يتآكل صدرة كلما تذكر ما عانته صغيرته ... تاج البنات ... تاج كل النساء بالنسبة له ... طفلته الأولى وحفيدته الأخيرة ... ورغم أحفادة الكُثر ستظل هي أكبرهم في قلبه فهو من تكفل تربيتها منذ الصغر ... ضمها خوفاً من فقدانها مرة أخرى حتى سمع طرقعة عظامها ... ابتعد عنها محاصراً وجهها بين كفيه متسائلاً بلهفة
:- أنتِ ... أنتِ كويسة .... طمنيني عليكِ .

ابتسمت تُحرك رأسها ببطئ مشيرة بعينيها على وسيم ... المتابع للموقف بأعين يغشيها الدمع تأثراً بلقائهم الحميمي ... قالت بصوت فخور ممتن
:- هو السبب في إني كويسة وقدامك دلوقتي .

أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن