رواية **أحببت مريضتي العقلية**
الثالث عشر ** من أنتِ*
*"!*"!*"!*"!*"!*"!*"!
من أصعب ما قد يسمع الإنسان هو تلقي خبر الموت والفراق وخاصة أن الموت هي أصعب حقيقة خُلقت مع وجود البشر وهي من أكثر الأشياء التي تؤلم النفس بشكل شديد ولكن من رحمة الله تعالى أنه عندما خلق الموت والفراق فقد خلق معه النسيان حتى يستطيع الإنسان الحزن وقت قليل ثم النسيان وتكملة الحياة وهذه هي سنة الحياة.تيبس جسد وفاء بصدمة وقهر ، خناجر أخذت تطعن في قلبها بلا توقف ، ذلك الشعور كان صحيحاً لطالما حكى وسيم عنها كانت تشعر أن وتين تمتلك شيئ داخلها تعلم معناه جيداً ، وحين قابلتها وآه من هذا الاحساس الذي أصاب قلبها وكأنها امتلكت العالم ، وكأنها ولأول مرة تشعر في حياتها أن تصبح جدة ، ولكن كيف هي حفيدتها ،آتاها جوابها عبر كلمات سليمان المتحشرجة
-* وتين تبقي بنت بنتك يا وفاء ، بنتك قمر اللي سماها سليمان وفاء على اسمك لما لاقاها*.ابتلعت حرقت قلبها داخلها ، تلك الغصة الحارقة بوهج الصدمة تهبط على قلبها كالبركان المتقد ، قمر صغيرتهم التي قُتلت بسبب تهوره كيف وجدها ، قبصت على يدها بألم ، لم يكن ذلك الألم شفيعاً لما يحدث داخلها الآن ، تهاوت دمعاتها الحارقة وعقلها إلى الآن لا يصدق ما يتفوه به ذلك الذي حطم حياتهم سوياً ، تقدم سليمان بكرسية المتحرك حتى وقف أمامها وقال بصوت باكِ نادم
-* سنين دورنا عليكِ أنا وهشام بس فشلنا ، كان نفسة يسعدك بخبر إن قمر عاشت وهو خدها وسافر بيها وغير إسمها ، كان نفسة يفرحك بنسختك اللي كانت الخالق الناطق منك يا أمها ، وأنا كان نفسي أصلح اللي بوظته ، بس للأسف لا هــشــام عاش ولا قــمر عاشت يا وفـــاء *.ظلت تبكي بلا هوادة ، حتى انثنت على ركبتيها أرضاً ، تصاعد بكائها بشهقات متقطعة تدمى قلب وعقل من يسمعها ، صرخت بحرقة أم ، صرخة كالتي بكتها منذ كانت نصف عمرها الآن
-* قـــــمــــررر*.أخذت خبر وفاة ابنتها للمرة الثانية وكأنها المرة الأولى ، تصرخ يا الله لقد وُضع لقباً لمن توفى أبيها وأمها لماذا لم يوضع لقب لمن خسرت فقيدها حتى يختم هذا اللقب على جبينها طوال الحياة ، أخذت نيران قلبها تلتهمها بحرقة تكوى ضربات قلبها ، يتدافع ذكرياتها مع هشام وابنتهم كــلكمات عنيفة تضرب عقلها بلا شفقة بصاحبها الذي عانى لسنوات طويلة مع زحام الماضي ، مات هشام دون أن تخبرة ســرها ، وماتت قــمـــر صغيرتها دون أن تراها ، دون أن تشبع غريزتها الأمومية في تمني طفلة لها ، قد كانت أمنيتهم السوية بعد الزواج هي إنجاب فتاه فقد حُرم هشام من امتلاك اخت فتاه وهكذا الأمر مع وفاء اعطاهم الله أمنيتهم بكرمة الواسع ، ولكن لم تكتمل سعادتها بالبقاء معها لتتلقى خبر قتلها كالفاجعة ، لم تستطع سماع المزيد في الوقت الحالي لتقف تتكئ على عصاها بقلب مكلوم وظهر أحنته صعاب الأيام ومرارتها اللاذعة لتخرج دون النظر له تتهاوى على جُنبات الطريق بضياع ، كما تهاوت تلك الجمرات على جنبات قلبها.....
أنت تقرأ
أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)
Romanceجار عليها الزمان لتصبح من معالجة للمرضى إلى مريضه.!! وليست أي مريضه ، بل مريضه عقلية تحت بند الجنون ، على الرغم من أن عقلها أبعد ما يكون عنه ، ولكن الجشع والطمع هو من ألقى بها لهذا اللقب..ليأتي هذا النبيل ينتشلها من كل هذا العبث ...غير عابئ لحديث أح...