السادس و العشرون " رقصة ".

13.4K 866 95
                                    

رواية " احببت مريضتي العقلية "
السادس و العشرون " رقصة "

*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*

"وإنى لألعبُ مع زوجتى كالطفل، فإذا جدَّ الجدُ وجدتنى رجُلًا"
-عُمر بن الخطاب

ارتفع منسوب النفور في أوردتها ... طاقه من الكبت و الغضب تُمسك لجامها حتى أفضت وانسكبت ... الفراغ ... ليس سواه ... ذلك السم القاتل الذي يجعل الإنسان كائن آخر مجهول الهوية ... يجذبه ناحيته و كأنها أرض مزهرة مبهجه ليقع فيها فكتشف أنها لم تكن سوى العمله الأخرى ... قاحلة شوكيه حارقة لا معالم للازدهار بها ... صرخت زهرة بكل صوتها فى غرفتها منادية بأمها وهى تُلقي بكل ملابسها أرضاً بعنف ونفور ... دخلت ابتسام الغرفة تنظر بصدمة لملابسها الملقاه أرضاً بدون معالم للترتيب ... نظرت لهيئة زهرة ففهمت أنها أبحرت في رحلة من اليأس لارتداء لباس يناسب وضعها من نفاس وتهرلات وغيره ... أشارت على الملابس بتقزز وقالت بلهجة آمره متشنجة أثر أنفعالها
:- خدي الهدوم دي من وشي ... أحرقيها وديها فداهيه بس خديها من وشي .

ابتلعت والدتها لعابها في انكسار جارح .. قلبها موجوع على صغيرتها وحيدتها ... أخذت الملابس سريعاً لتبطل من حدة توترها ... وقفت زهرة تنظر لنفسها بإيلام و عنف ... لا تجد أي ملابس تناسبها ...قبل الحمل ضيقه بعد الحمل واسعة تناسب زيادة وزنها ... قبضت على خصلاتها بعنف ... ركلت كومه من الملابس الملاقاه أرضاً بغضب تدفعهم للخارج واغلقت الباب بقوة تردد صداه في أرجاء المنزل ... القت بجسدها على الفراش بانهزام تدفن رأسها في الفراش بحده لتنفجر في نوبة من البكاء .
شعرت بيد خشنه تربت على خصلاتها .. علمت من رائحته أنه أدهم وليس غيرة .. نظر لحالتها في صمت و ألم ساكن يختلج جنبات صدره بلا هوادة ... زفر يستدعى صبرة وهمس يربت على ظهرها بحنان
:- حبيبتي قومي بصي جايبلك ايه .

مسحت وجهها سريعاً ورفعت بصرها تنظر لما يشير إليه فوجدت أكياس كثيرة على طرف الفراش ... توجهه أدهم ناحيتهم و أفرغهم أمامها لتجد من الملابس ما لذ و طاب أمامها ... ولاحظت تعمده في اختيار أكثر الألوان فتوناً بهم ... لو كانت أخرى لطارت سعادة بفعلته و حلقت به في سماء صافيه من الحب ... أما هي فكان ردها جافاً بارداً حين قالت متهجمه بلا روح
:- شكراً أنا مش هطلع من الأوضة خلاص ياريت تطفي النور وراك .

سحبت الغطاء فوقها تخبئ جسدها عن عينيه ... فهم هو ما يدور بخلدها .. فسمر عن ساعديه وهز رأسه بخبث ... وفجأة أصبحت بين يديه يحملها دون سابق إنذار ... صرخت في وجهه
:- أي اللي بتعمله ده .

اتجه ناحية المرحاض الملحق بالغرفة قائلاً ببرود يتجاهل صراخها
:- هحميكي .

كانت تحاول التملص منه ولكن بلا جدوى .. دفعت صدره بغضب وصرخت بوحشية
:- ليه حد قالك ريحتي معفنه ... ابعد عني وابعدوا كلكم عني .

أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن