الحلقة 4

533 17 2
                                    


لبست بسمة الحجاب الشرعى السليم
و فرح اهلها بها كثيرا خصوصا والدها
و ذهبت الى المدرسة اخيرا و أخذت كلام يحطم العقل و القلب
لكنها كانت ترد بجملة واحدة فقط جعلتهم يتكتمو جميعا و هى
" علشان ارضى ربنا "
هذا هو ردها على كل سؤال فـ لقد صوعقو حقا عندما رأوها هكذا بدون مقدمات
فكان ردها الاخر: الحاجات اللى ترضى ربنا لازم ناخد فيه قرار فاصل علشان الشيطان ميلعبش فى دماغنا
و عندما عملت زيارة للأهل و الاقارب كانت لا تبالى بما تسمع فعقلها و قلبها كله يريد رضاااااا الله
و هكذا فاطمة لا تقل عنها كثيرا
و إتجمعو الـ 3 بنات فى منزل بسمة
منار (توجه كلامها لبسمة): ايه يا بشمهندسة اللى عملتيه ده ؟!!!
ثم توجه كلامها لفاطمة: و انتى يا ست الدكتورة !! شكلكم بقى فظيع اوى !!
بسمة (بإبتسامة رقيقة): احلى حاجة عملناها يا منار عقبالك ان شاء الله
منار (بتقزز): لا ياختى شكرا بعدالشر
اخرتى ألبس خيمة و أدارى جسمى الجميل الرشيق ده
فاطمة: لو جربتى بجد هتحسى معنى انك تتحجبى عن عيون الناس و انك تحسى برضى ربنا عليكى
بسمة (بسرحان مع شعور بالراحة النفسية): عارفة يا منار انا قعدت الليل كله امبارح اسمع و اتفرج على فيديوهات فى اليوتيوب عن الحجاب
عن فضله و جماله و جزاء من تركه و جزاء اللى هيلبسه و يلتزم بيه
ثم اتعدلت من مكانها بسرعة: و قابلت حتة نشيد يجنن قعدت اسمعه اكتر من 50 مرة
و بدأت تشغله

فــــلــيقولوا عن حجابي انـه يـفـني شـبـابـي
ولـيـغالـوا فـي عـتــابـــي إن لـلـديـن انـتـسـابــــــي

لا وربــي لـن أبـالـي هـــمـتي مــثــل الجـــبــال
أي معـنى للجـمـــال إن غــدا ســهــل الــمـــــنال

حاولوا أن يخدعوني صحت فيهم أن دعوني
سوف أبقى في حصوني لست أرضى بالمجـــون

لـــن يـــنـالـوا مـن إبـــائـي إنـــني رمــز الـنـقـاء
سرت والـتـقـوى ضـيـائـي خـلـف خـير الأنبيـاء

إن لـــــي نـفســا أبـــي إنــهــا تـأبــى الـدنـيـة
إن دربـــي يـــــا أخــيــه قــدوتـــي فـيـه سـمـــيـة

من هدى الدين اغترافي نبعنا أختاه صافي
دربــنــا درب الـعـفـاف فسلكيه لا تـــــــخـافـي

ديننا دين الــفــضـيـلـة لـيـس يــرضـى بـالـرذيـلـة
يــا ابـنـة الـديـن الـجـلـيـلـة أنـت لـلـعـلـيـا سليـلة

باحتجابي باحتشامي أفرض الآن احترامي
ســـوف امــضــي لــلأمـــام لا أبـــالـــي بــالــمــلام

فاطمة (بإستمتاع): جميل اوى يا بُسبُس بس فى حاجات مش فهماها
منار (بقرف): فين اللى جميل ده انا مش فاهمة فيه حاجة
فين الاغانى بتاعتنا و نرقص كدا ندلع
بسمة (تطلق ضحكة عالية): تعالو نذاكر احسن علشان نفلح السنادى
و بدأو فعلا يذاكرو و بعد ساعتين ذهبت كل واحدة الى بيتها
و بسمة قررت تقضى الشهرين دول فى مذاكرة و عبادة فقط
هتذاكر ليل نهار علشان تحقق حلمها منذ الصغر
و وقت الريست هتفتح اليوتيوب تسمع مقاطع دينية دعوية مؤثرة
و تمر الايام حتى مر أكثر من شهر ..
فى هذه الفترة حافظت بسمة على صلاتها جدا و اصبحت شئ اساسى فى حياتها و تقربت من ربنا أووووى
و عرفت معلومات كتيييييير جدا عن دينها كانت تجهلها
و عرفت سبب تحريم ربنا لهذا و تحليله لذاك فكانت البحوث العلمية كفيلة توضح السبب فعلمت بعظمة الدين الذى اكرمها الله به
فظلت تدعى الله كثيرا بأن يثبت قلبها على دينه
و أن يحبب لها الايمان و يزينه فى قلبها و يكره الله الكفر و الفسوق و العصيان لها
و اصبح الدعائين دول مثل الاكل و الشرب لها
حقاً تغيرت حياتها و أصبحت تنعم و تشعر بالسعادة و الراحة النفسية ولا تريد ان تفارقها مهما أدفعها التمن
و فى يوم من الايام ..
أحست بسمة بزهق و ارهاق من شدة المذاكرة فقررت تنزل فى هذا الوقت المبكر من الصباح تتجول فى الحديقة و تسقى الزرع و ترفه عن نفسها شوية علشان تعود تذاكر بهمة و نشاط أعلى
و هى تتجول بسرحان و اول مرة تحب الحديقة و تتبسط فيها كدا
فجأة سمعت حد بيقول من خلفها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمة (تصرخ بخضة): بسم الله الرحمن الرحيم
ثم تحاول تهدئ من روعها: وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
البنت (بنظرة ذات معنى): آسفة على الخضة شكلك كنتى سرحانة
بسمة (بخجل): ولايهمك محصلش حاجة
البنت (بإبتسامة): أنا ساكنة جديد هنا فى العمارة و كنت واقفة فى البلكونة و شوفتك بتتمشى فى الحديقة فرحت اوى انى لقيت بنت زيى
ممكن نتعرف على بعض و نبقى اصحاب ؟ , معلش رغاية انا عارفة
بسمة (تكتم الضحك): بصراحة اوووى
و لسة هتقولها انا بهزر متزعليش لقتها بتضحك وتقولها: من غير ما تقولى انا عارفة نفسى
بسمة (بسعادة): بس انا بحب الناس الرغاية
البنت (تضربها بكف): إشطا جدا
بسمة (بهزار): و الديك بيدن " فضحكت الاء "
على فكرة انا مكنتش اعرف ان المنتقبات فرى كدا
الاء: لا لا لا دا احنا ناس مسخرة ميغركيش اللبس
بسمة (بضحكة بخجل): انتى عسل اوى مش هتقولى اسمك ولا ايه
البنت: اسمى الاء و عندى 20 سنة
بسمة: و أنا بسمة عندى 18 سنة و ساكنة فى الدور التانى و لو عايزة رقم بطاقتى كمان اقولهولك
الاء (بضحكة): اسمك على مسمى يا بسمة
بسمة (تسرح بإبتسامة كسوف): إنتى اول حد يقولى كدا
يمكن علشان جيتى فى الوقت المناسب
الاء: احم احم
بسمة: ههههههههههههه لا لا دماغك متروحش بعيد
تعالى نقعد احسن رجلى وجعتنى
الاء: انا بجد ارتحتلك اوى و نفسى نكون اصحاب
بسمة (بإبتسامة رقيقة): أنا اللى ارتحتلك اوى و معرفش اخدت عليكى بسرعة ازاى مع انى بتكسف بطريقة غريبة
الاء: انا لاحظت فيكى كدا على فكرة
بسمة (بمرح): يا واد يا لماح
الاء: كسوفك عسل اوى بس متتكسفيش منى احنا بنات زى بعض
بسمة (بكسوف): احم احم
الاء (تكتم الضحك): شكلك مكسوفة منى بس متقلقيش هجرأك
و جاء لألاء تليفون
الاء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , طب كويس , هو الساعة كام , خلاص تمام , طيب هاجى اسمعلك , ماشى سلام
إستأذنت آلاء و كذلك بسمة قامت معها هى الاخرى لتكمل مذاكرتها
عـدى شهرين و إقتربو من بعضهم جدا
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
خرجت بسمة من غرفتها وجدت باسم يشاهد فيلم فى التليفزيون
بسمة (بضيق تخفيه): قوم ذاكر شوية يا باسم و سيبك من الافلام دى
باسم (يرفع حاجبيه): عايزة ايه يا ستنا الشيخة مش كفاية مبقتيش تتفرجى معايا
بسمة (تجلس بجواره ثم بهدوء): يا بيسو الافلام الاجنبية المرعبة دى بتضعف الشخصية و انا عايزاك تطلع شخصيتك قوية
ثم جاء نظرها بدون قصد على الشاشة فصرخت بخضة و هى تضع يدها على وجهها بخوف
باسم (بضحكة عالية): بقولك ايه روحى شوفى كنتى رايحة فين
فحدفته بالمخدة بغل و غيظ و ذهبت متجهة الى البلكونة تغير جو المذاكرة الكئيب
نظرت للسما صافية و الدنيا هدوووء و الهوا يجدد الروح
فـ دماغها سرحت الى حيث مـنـار صاحبتها
نفسها اوووى تخليها تلبس الحجاب اللى يرضى ربنا و تحببه فيها و تكون هى السبب علشان تاخد أجرها كل ما حد يشوفها بيه يتكتب فى ميزان حسنات بسمة و كذلك ميزان حسنات منار
لكن منار رافضة بشدة و بتتريق عليها هى و فاطمة دايما
و أخر جملة قالتها انا مش مقتنعة بالحجاب ده لأنه تخلف و رجعية و عندى أمشى عريانة أحسن ما ألبس اللى انتو لابسينو ده
تألمت بسمة لكلامها و أشفقت عليها فهى كانت مثلها لكن الله منّ عليها بفضله و لأنها بتحبها فنفسها ربنا يفتح قلبها زيها هى و فاطمة
فجاء فى بالها إنها تهديها كتاب اسلوبه حلو بيتكلم عن الحجاب ففكرت تجيبه منين فـ ملقتش حد يساعدها فى الموضوع ده غير الاء فـ نادت عليها من البلكونة اللى لازقة بجوارها
الاء (تخرجلها بتأفف مصطنع بهزار): فى حد يعوز حاجة دلوقت
بسمة (بمرح): معلش يا ست عبلة قطعنا عليكى لحظة رومانتيكية مع الاخ عنتر
الاء (بضحك): دا إنتى رخمة بصحيح
بسمة: اول مرة تعرفى
صوت من بعيد داخل شقة الاء و تسمعه هى فقط: يــلا يــــا الاااااء
الاء (تدير وجهها ناحية الصوت): حاضر جاية
بسمة (بإهتمام): بصى
الاء: نعم يا ستى
ثم بضيق و تجز على أسنانها: طيييييب
فقالت لنفسها بسرحان: تصدقو انكو رخمين زى بعض
بسمة (بجدية): عندك .. " قاطعهم مرة اخرى "
الاء (بنفاذ صبر و تعلى صوتها): يـا عمر بطل رخامة بقى قولتلك جاية
بسمة (بعد ما كان الضيق ظهر على وجهها فقالت بإبتسامة بعيون لامعة تلقائياً): اااالله إسمه يجنن
من ساعة ما قرأت عن عمر بن الخطاب و بقى الاسم ده احب اسم لـ قلبى
الاء كانت تسمعها بإنسجام ثم ترفع صوتها بتأفف شديد: راجع على ما اجيلك
بسمة (بعصبية مكتومة و غيظ): ما يعمل الواجب لوحده هو صغير !!!
و زفرت بضيق شديد: و إحنا صغيرين مكنش حد بيساعدنا والله دا ايه الاطفال دى !!
و محستش بألاء اللى زوهلت و وقعت عالارض من شدة الضحك
بسمة (تستشيط غضباً): إنتى بتضحكى على ايه ؟!!
و الاء تضحك بصوت عالى بشدة
و هنا عمر مستحملش و خرج بنظرات نــــاريــة و بعصبية شديدة: وطى صوتك يا هانم فى جيران يسمعوكى !!!
وقفت بسمة مصدومة لـ ثوانى شافت شخص لكن ملامحه مش ظاهرة من الظلام
و عمر مخدتش باله منها فكان متعصب بشدة و نظره كله على الاء اللى دموعها نزلت من كثرة الضحك فنظرت الى بلكونة بسمة وجدتها فارغة و تضحك أكثر مش قادرة تبطل ضحك
عمر (يزداد عصبية): يـا الاء إتلمى و إدخلى جوه يـلا
ياريت لو سمحتى متكلميش مصطفى فى البلكونة تانى
و بعد ما الاء كانت بدأت تهدى تعالت ضحكاتها أكثر ..
دخل عمر حتى لا يرتكب جريمة ثم قبض يده بشدة
عمر (يضرب على المكتب بعصبية مجنونة): بتضحك على ايه دى ؟!!!
ميرفت (بتوتر): إهـدى يا إبنى
ثم تنظر للآء بتحذير: كفاية يا الاء كدا عيب فى شباب ساكنين جمبينا
أخذت الاء نفسها و كتمت الضحك بالعافية و قامت ذهبت الى غرفتها و مسكت موبايلها و فى هذه اللحظة كانت بسمة جالسة على سريرها سرحانة تكلم نفسها بخليط من المشاعر
معقول يكون شاب ! لا دا أكيد باباها بس انا اللى مشوفتش كويس علشان الضلمة
ثم تزفر بضيق شديد: أنا مالى شاب ولا كبير فى السن ولا حتى أبوها
ثم وهى هتطق: بس الموقف محرج اووووووى
ثم بنظرة توعيد شريرة: ماشى يا الاء حسابك معايا عسييير
وجدتها بترن فـ كنسلت عليها و طردت الافكار من دماغها و ذهبت فى النوم
و فى اليوم التالى ...

يـا تـرى حصل ايـيـيـه ؟

^
^
^
انتظرووو الحلقة القادمة ان شاء الله

روايتي الاولي لبقية حياتي معك - الجزء الآول بقلم بسمة سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن