#امــــل
#الحلقة 4
كان جهاد لايزال جاثياً عند قدمي زوجته وضع رأسه في حجرها واخذ ينوح كما الطفل الصغير ، رقَّ قلبها لحاله و قررت انه يتوجب عليها ان تكون اقوى من ذلك فقد تخاذلت كثيراً في الاونة الاخيرة واحبطت زوجها معها و رغم قسوتها على نفسها و عليه الا انه لم ينبس ببنت شفة ولم يُسمِعُها ما يسؤوها طوال الفترة الماضية ، كان بكائه بهذا الشكل الطفولي اشبه بالصفعة التي ايقظتها من سباتها خاطبت نفسها وهي تنظر الى هامته الملقاة في حجرها :
ماذا دهاك يا امرأة ؟!
اين ايمانك اين توكلك على الله !
اين استعانتك به والتسليم لامره وحكمه ؟!
ربتت على رأسه بلطف و همست :
_ عزيزي جهاد لابأس عليك ، لا تقلق بشأني اذهب وانت مطمئن .رفع رأسه والدموع تملأ مآقيه :
_ حقاً ، هل انت متأكدة من ذلك ؟!
ابتسمت له بعذوبةٍ ابتسامةً افتقدها منذ فترة ليست بالقصيرة :
_ اجل ياعزيزي اجل انا متأكدة جداً .في الصباح الباكر توجهت حوراء برفقة زوجها الى منزل اهلها ، كان عامر في انتظارهما عند باب المنزل :
_ اسعدتما صباحاً .
ما ان رأت حوراء اخيها حتى ترقرق الدمع في عينها واسرعت الخطى اليه :
_ صباحك اسعد يااخي ، سافتقدكما ياعامر اسأل الله ان يلهمني الصبر على فراقكما .
لم يستطع تحمل نبرة الالم التي كانت تتحدث بها اخته فامسك بيدها وعيناه تتأملان ملامحها البريئة تمالك نفسه بصعوبة فقد كانت تقطر براءةً وطُهراً:_ حوراء ، أُخيتي الحبيبة اذكرك بما قاله الامام الحسين لاخته الحوراء زينب ( أُخية زينب تعزي بعزاء الله واعلمي ان اهل الارض يموتون واهل السماء لايبقون ) ..
حوراء فلتكن لنا بائمتنا اسوةٌ نقتدي بها ، نحن راحلان لنخوض معركة مقدسة انها حرب البقاء حربٌ ضد الشيطان لذا يتوجب علينا ان نكون اقوياء في داخلنا لتنعكس هذه القوة امام العدو نحن اصحاب قضية فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
صمت حينما رأى انها بدأت تنتحب بقوة ادخلها الى حجرة المعيشة واجلسها على الاريكة حيث والدتها كانت ايضاً تبكي لرحيل ولدها الوحيد احتضنت امها ودفنت رأسها في حجرها تنشد الامان والاطمئنان ، اما جهاد الذي كان مشغولاً بحمل امتعة حوراء من السيارة فقد كانت دموعه تتناثر على وجهه وهو يرى حال زوجته المقهورة وقلبه يلهج بالدعاء ان لا يضعف امام حزنها والمها .
#يتبع ⬅️
أنت تقرأ
امــــل
General Fictionتحكي قصة التضحية والجهاد والتوكل على الله والتوبة والانابة اليه.. امل قصة بزوغ فجر الامل بعد ليالي العتمة الطويلة .. تابعونا فبكم نستمر ونمضي .. للكاتبة ندى يعرب