١٠

80 7 0
                                    

#امــــل

#الحلقة 10

لم ترفع الفتاة عينها عن الارض اما عامر فقد اشاح ببصره عنها ، خاطبته بخجل فعلم بمدى اضطرابها :
_ السلام عليكم ، حوراء موجودة .
اجابها بهدوء :
_ وعليكم السلام ، اجل موجودة بأمكانكم الدخول وسأناديها في الحال .
ابتعد عن الباب ليتيح لها المرور سار امامها بهيبة المجاهد وتبعته بحياءٍ اتشح بهيبة العباءة وذلك السر الاسود الذي تحول الى زهرةٍ تفوح بعبير العفة والنقاء .
كانت حوراء عند الباب وعندما شاهدت ايات تمشي خلف عامر لم تتمالك نفسها وهرولت اليها هاتفة :
_ ايات عزيزتي مااسعدني بقدومك .
ابتسمت ايات بعذوبة :
_ اشتقت لك ياعزيزتي وافتقدتك اطلت ِ الغياب عن الجامعة ياحوراء وكنت قلقة عليك جداً .
كان عامر قد سبقهما في الدخول الى المنزل ولكن حوراء استوقفته :
_ عامر اقدم لك رفيقتي ايات ،
ايات انه اخي المجاهد عامر .
قالت عبارتها الاخيرة بفخرٍ واعتزاز مما جعل عامر يتبسم خفيةٍ من لهجة اخته الواثقة والفخورة لم يرفع نظره اليهما :
_ اهلاً وسهلاً بكم اخت ايات يشرفنا حضوركم .
_ شكراً جزيلاً لكم .
كانت حوراء تبتسم وتكتم ضحكتها بسبب احمرار وجه ايات وجدية عامر وهيبته التي تجعل من يراه يخشاه كثيراً ، ولكنها سارعت الى ادخالها الى حجرة الاستقبال .
وقف عامر عند باب المطبخ :
_ رائحة الشاي تملأ الارجاء ياامي .
ضحكت امه :
_ حسناً ياعزيزي سأحضره لك في الحال هل تريد الجلوس هنا ام في الاستقبال ؟
_ لا ، دعينا هنا حوراء لديها ضيفة لايمكننا الجلوس هناك .
جلس على الكرسي امام منضدة الطعام تسائلت والدته باستغراب :
_ ضيفة ؟! من تكون ؟
_ انها رفيقتها في الجامعة جاءت للاطمئنان عليها ، فكرَّ قليلاً ثم اردف :
_ امي يتوجب على حوراء العودة الى الجامعة لقد اهملت دراستها كثيراً علينا حثها على العودة .
_ ان شاء الله ، والان سأذهب لالقاء التحية واعود على الفور لنتناول الشاي .
غرقت الفتاتان في الحديث ولم تشعرا بدخول ام عامر :
_ السلام عليكم .
صمتت ايات على الفور ونهضت من الاريكة :
_ وعليكم السلام .
_ امي انها ايات رفيقتي التي حدثتك عنها .
انبهرت الام بالفتاة فقد كانت هالة من النور تحيط بها وانعكس نقاء روحها في عينيها الصافيتين اما حيائها فقد بدا واضحاً جلياً من تورد وجنتيها :
_ اهلاً و سهلاً بكِ يا عزيزتي انرتِ منزلنا .
تلعثمت ايات بسبب الخجل ولطف ام حوراء:
_ شكراً ، شكراً ياخالة وانا سعيدة بوجودي بينكم اليوم .
غادرت ام عامر الحجرة بعد تبادل حديث قصير معهما .
ضحكت حوراء :
_ ما بكِ يا ايات اراك محمرة الوَجْه .
وضعت يدها على وجهها المشتعل حياءاً :
_ ارجوك بالكاد اتنفس انا خجلة من لطف والدتك .
_ حسناً ، حسناً لابأس .
ضحكتا معاً ثم استغلت ايات الفرصة وبادرت الى الحديث :
_ حوراء ، متى ستعودين الى الجامعة ياعزيزتي لقد فاتك الكثير من المواد والامتحانات على الابواب .
انقلب مزاج حوراء كلياً واختفت الابتسامة من محياها :
_ لستُ على مايرام ياايات افتقد جهاد كثيراً وافكر به كثيراً واخشى ان لا يعود لي ، اغرورقت عيناها بالدموع وصمتت .
مدت ايات يدها واحتضنت كف رفيقتها :
_ حبيبتي زوجك يجاهد في الجبهة ويتوجب عليك ان تجاهدي في الجامعة بأن تكملي دراستك وان تثابري فهذا واجبنا وكلٌّ يجاهد من موضعه ايتها الغالية ، انت تجاهدين بحجابك بعفافك بعلمك وتقدمك ، حوراء نحن بارتدائنا العباءة في الجامعة نثبت للجميع ان المرأة المسلمة المؤمنة بأمكانها الحصول على العلم وان الاسلام لم يظلم المرأة كما صور اعداء الدين للعالم وشوه صورة الحجاب والمرأة ونظرة الاسلام لها،  هذا جهادنا ياعزيزتي وهذا تكليفنا ومثلما زوجك حريصاً  على اداء تكليفه انت ايضاً يجب ان تكوني حريصة على اداء واجبك وعدم الاستسلام للحزن والبكاء على الذات .
احتضنت حوراء صديقتها بقوة وبكت لكلماتها المؤثرة :
_ اشكرك يا ايات اشكرك من اعماقي ممتنة لكلماتك ولحضورك اليوم انا فعلاً ممتنة لك يا اخيتي .
تأمل عامر والدته عندما جلست امامه على الطاولة لتناول الشاي :
_اراك مبتسمة ياامي مابك ؟
_ لا شيء فقط سرني مارأيته من رفيقة حوراء .
_ مابها ؟
_ لاادري ابهرتني هالة النور التي تحيط بها .
نظرت لولدها نظرةً غامضة واتسعت ابتسامتها فسألها بتعجب :
_ امي مابك لم تنظرين اليَّ هكذا ؟!!
نهضت من كرسيها مرددة :
_ لا شيء لاشيء .

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن