٨

66 10 0
                                    

#امــــل

#الحلقة 8

اخذ عامر يتمتم  بكلماتٍ غير مفهومة فارهفت حوراء السمع :
_ جهاد اياكم والتراجع ، تقدموا يرحمكم الله .
كان يتحدث بصعوبة بالغة ولكنها علمت ان عقله الباطن لايزال يعيش ساعات الهجوم ، همست له بهدوء :

_عامر انا حوراء يا عزيزي سيكون كل شيء على مايرام حاول ان تهدأ قليلاً يانور عيني .

كانت كلماتها بمثابة المهدئ حيث ما لبث ان اغمض عيناه وسكنت انفاسه المضطربة .

لم تخبر حوراء الطبيب بما حدث فقد خشيت ان يتهمها بالجنون فمنذ لحظة كان عامر من الناحية الطبية ميت سريرياً لذا قررت عدم اخبارهم و سارعت الى الحمام  فاسبغت وضوئها و افترشت سجادتها قرب السرير واخذت تلهج بالدعاء والاستغاثة بمحمد وال محمد من اجل شفاء اخيها ومع حلول الفجر و حال انتهائها من الصلاة سمعت صوته بوضوح اكبر هذه المرة :

_ حوراء اين انت ؟

لملمت سجادتها بسرعة :

_ انا هنا ياعزيزي بقربك .
اسرعت اليه ونظرت الى عينيه الذابلتين :
_ حمداً لله على سلامتك يا ابي .

ترقرق الدمع في عينيه :

_ ياروح اخيك وابيك اشتقتك يا اخيتي شكراً لدعواتك التي كانت تتناهى الى مسامعي طيلة الليلة الماضية فاعادت الى قلبي الخامل القوة و جرى صوتك الملائكي كالدماء في عروقي ، صمت قليلاً ليلتقط انفاسه فقد كان الحديث مرهقا وهو بحالته هذه :

_ لا تتحدث كثيراً ارجوك لازلت متعباً و
لم تتم كلامها فقد فتح باب الحجرة ودخلت الممرضة حيث بدأت جولة تفقد المرضى الصباحية اقتربت من السرير وعندما شاهدت عامر صاحياً هتفت :

_ يارباه لقد استيقظ من غيبوبته ، منذ متى ؟

نظرت صوب حوراء الباكية :

_ بالامس اخبرت الطبيب ان اخي حرك يداه ولكنه لم يصدقني وبعد خروجه ببضعة دقائق فتح عيناه وحدثني قليلاً و هاهو الان كما ترين .

ضغطت الممرضة على زر الطورائ فوق سرير عامر فحضر الطبيب على الفور وتفاجأ ايضاً برؤية عامر مستيقظاً ، تم فحصه بدقة  واعلن عن زوال مرحلة الخطر وانه يحتاج الى فترة نقاهة ليست بالقصيرة ولكنه سيتماثل للشفاء قريباً .


بعد مرور اسبوعين في المشفى اعلن الطبيب انه باستطاعة عامر المغادرة الى المنزل و لكنه حذره من التعرض لاي جهد عضلي او عصبي لانه لايزال ضعيفاً ويحتاج الى المزيد من الراحة والهدوء .

كانت فرحة والدته واخته لا توصف فقد اخذ اليأس منهما ما اخذ ولم تظنا انه سيعود يوماً الى المنزل ولكن لطف الله والدعاء الصادق فعلا فعلهما .

اما جهاد الذي كان لايزال في الجبهة فقد اضناه الشوق لرفيقه عامر ولزوجته
وقضى معظم لياليه باكياً على سجادته تحت السماء المضاءة بالنجوم اللامعة يلهج بالدعاء لشفاء عامر ، رن هاتفه بينما هو ساجدٌ لله فتجاهله ولكن عندما رن مرة ثانية رفع رأسه من سجوده وكان اسم حوراء على شاشة الهاتف بمثابة عودة الروح اليه :

_ عزيزي جهاد السلام عليكم .
لم يتمكن من الرد حالاً فقد اعترته موجة بكاء عندما تناهى صوتها الى مسامعه .
_ عزيزي هل تسمعني انا حوراء .

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن