#امــــل
.
#الحلقة 20
.
.
نادت ام عامر من اسفل الدرج :
_ عامر ، جهاد هيا انزلا لقد اعددت لكما الغداء .
نزلا الى المطبخ فلاحظتْ ان ملامح ولدها تضج بالراحة وبنظرةٍ لم تألفها قبلاً بدا لها يافعاً جداً :
_ هل هذا ما تفعله زيارة جهاد بك ، تبدو مختلفاً يا عزيزي .
ضحكا سويةً وتبادلا النظرات التي تحكي الكثير :
_ امي جهاد ليس مجرد رفيق او زوج اختي جهاد اخي وتؤام روحي .
ترقرق الدمع في عينيها :_ نِعمَ الاخ والرفيق والزوج انت يا جهاد احمدُ الله ان رزق حوراء بزوجٍ مثلك يا خير السند والمعين .
_ شكراً لك على هذا الثناء يا خالتي .
ما ان انهى جهاد طعامه حتى رن هاتفه وكانت حوراء من يتصل :
_ عزيزي جهاد اين انت ، هل بامكانك الحضور الان ؟
_ اجل يا عزيزتي سأحضر في الحال ، انا في بيت اهلك الان لقد انهيت غدائي للتو .
_ حسناً نحن بأنتظارك ، بلغ تحياتي لامي واخي .بعد ان اغلق الخط نظر الى عامر :
_ مارأيك ان تأتي برفقتي سأذهب لأُقل حوراء و رفيقتها .ابتسمت والدته :
_ اذهب يا عزيزي ستفرح حوراء برؤيتك انا متأكدة بأنها قلقة عليك منذ ليلة امس .اومأ برأسه و رضخ لرغبتهما :
_ حسناً ، لا بأس من الذهاب فقط امهلني دقائق لاغير ملابسي .اتسعت ابتسامة جهاد حتى طالت عيناه :
_ حسناً يا عزيزي سأنتظرك .نهض من كرسيه مسرعاً و غادر المطبخ فأثارت حركته انتباه والدته فأبتسمت ونظرت لجهاد :
_ والان اخبرني بما يحصل ما الذي اصاب ولدي يبدو مختلفاً ماذا فعلت به ياعزيزي .
ضحك بلطف :_ لم افعل شيئا يا خالة ولكن هو لطف الله به وبركة دعائك له ورضاك عنه .
كان عامر ينظر لنفسه في المرآة وكأنه يراها لاول مرة لا يدري ما الذي دفعه للاعتناء بمظهره بهذا الشكل ، فهمس لانعكاسه فيها:
_ لابأس عليك يا عامر لقد حان الوقت للخروج من قوقعة الحزن ورؤية العالم من جديد ، انها لطائف الله فلا تكن جاحداً لأنعُمِهِ .
ابتسم لنفسه و نزل الدرج مسرعاً :
_ انا جاهز ايها المجاهد العاشق هيا بنا ، و لوح لوالدته :_ الى اللقاء يا امي .
اجابته والفرحة تغمر كيانها :
_ الى اللقاء يا قرة عيني .ودعها جهاد بدوره و لحق به الى السيارة :
_ جهاد اعطني مفاتيحك اريد ان اقود اشعر بالحماسة تملئني .ناوله المفاتيح وقلبه يلهج بالحمد والثناء لله تعالى ان وفقه ليرشد عامر اخيراً الى جادة الصواب بعد ان تاه في اروقة الحزن المظلمة لمدةٍ طويلة .
وصلا الى المطعم حيث حوراء وايات وما ان شاهدت حوراء عامر عند باب المطعم احست بأنها تكاد تطير فرحاً :
_ انظري يا ايات انه عامر لقد جاء برفقة جهاد .التفتت ايات ناحية الباب فالتقت عيناها بعيني عامر الذي كان يبدو مختلفاً تماماً…
.
.
.
ارادت حوراء استغلال الفرصة لذا طلبت من ايات ان تنتقلا الى الطاولة المجاورة ولوحت لعامر وجهاد لينضما اليهم بعد تبادل التحية جلس الجميع لتناول القهوة وبادرهم جهاد بالحديث :
_ كيف حالكم اخت ايات ، ارجو ان تكونوا بخير .
_ الحمد لله بخير شكراً لسؤالكم
كان عامر يصغي لها وكأنه يسمعها لاول مرة ، حانت منه التفاتة الى موضع جلوسها فشعر انه ينظر لملاك زادتها عبائتها رغم سوادها نوراً وهيبةً ، وطغى النقاء على حضورها وكأنها زهرة بيضاء ازهرت وسط مرج اخضر
كانت حوراء فرحة بما تشاهده فقد كانت تراقب اخيها خلسةً ورأت انه مختلف تماماً عن ليلة الامس فنظرت الى جهاد وخاطبته بعينيها :
_ ماذا يجري ، يبدو مختلفاً !
ابتسم جهاد ابتسامته ذات المغزى واكتفى بالايماء لها .
فكر عامر بسرعة ورأى انه من المناسب استغلال وجود ايات ليسألها بعض الاسئلة فقد عزم على التقدم لخطبتها و لابد ان يعرف عنها المزيد :
_ اخت ايات هل لي ان اسئلك بعض الاسئلة ؟
خفق قلبها بنبضاته المتراشقة وشعرت ان رأسها اصبح مركز الدماء لا قلبها .
حاولت ان تبدو طبيعية قدر الامكان فاجابت بهدوء:
_ بخدمتكم .
_ مارأيك بمن ترتبط بمجاهد هل ستكون سعيدة برفقته ؟
فغرت حوراء فمها تعجباً ولم تصدق ماسمعته من اخيها ولكن جهاد اشار اليها بعينه ان تهدأ .
لم تجب بسرعة كان عليها ايصال ما تعتقده بشكلٍ مفهوم وبأقل العبارات الممكنة :
_ الامر نسبي ولا يمكننا التعميم ، قد يكون الارتباط بمجاهد مصدراً للسعادة لبعض الفتيات و قد يكون مصدراً للتعاسة لغيرهن ان الامر منوطٌ بما تعتقده الفتاة نفسها ، اذا كانت مؤمنة بالجهاد والشهادة في سبيل الله فبالتأكيد ستكون سعيدة اما اذا لم تكن كذلك فأنها دون شك ستعاني من هذا الارتباط فحياة المجاهد تتطلب زوجة متفهمة تعينه في جهاده ولا تقف عقبة امام نيله الشهادة ، اذكر اني قرأت مرة عن زوجة الشهيد الايراني همت حينما طلب منها ان تدعو له ان يُخرج الله حبها من قلبه ليتمكن من نيل الشهادة حيث ان هذا الحب كان هو السبب في حرمانه من العروج الى السماء ، ولم تتورع لحظة واحدة عن الاستجابة لمطلبه رغم حبها وتعلقها به وظلت تدعو له حتى نال سعادته الابدية والتحق بركب الشهداء .
كانت تنظر الى يديها المكورتين في حجرها وتتحدث بهدوء ولكنها صمتت حينما شعرت انهم يراقبونها رفعت عينها لتجد انهم غارقون في دموعهم وقد احمرت اجفانهم تأثراً بكلامها .
أنت تقرأ
امــــل
General Fictionتحكي قصة التضحية والجهاد والتوكل على الله والتوبة والانابة اليه.. امل قصة بزوغ فجر الامل بعد ليالي العتمة الطويلة .. تابعونا فبكم نستمر ونمضي .. للكاتبة ندى يعرب