17

61 7 0
                                    

#امــــل
.
#الحلقة 17
.
ظلت حوراء مع جهاد في الحديقة حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة فقد جلست تقص عليه ماحدث مع اخيها :
_ لِمَ لم تخبريني عن كل هذا ياحوراء ؟
نظرت اليه بحزن :
_ لقد طلبت امي منا ان ننسى الامر ولا نتحدث فيه ابداً لقد عانت لشهورٍ طوال وهي ترى عامر يذبل ويذوي من الحزن
الى ان شاءت الاقدار والتقى بك يا جهاد فشعرنا حينها انه بدأ يستعيد ثقته بنفسه شيئاً فشيئاً .
تأملها جهاد هنيهة :
_ حوراء لا الوم عامر في عزوفه عن الزواج ، ما مرَّ به ليس بالهين يا عزيزتي .
_ اعلم يا جهاد ولكن ايات تختلف ، لقد كانت خطيبة عامر رحمها الله لا ترغب بعمله وتريده ان يظل بجانبها لم تستطع  التعود على نمط حياته .
_ ولكن يا حوراء ماالذي يجعلك متأكدة من ان ايات ستحتمل نمط حياته وترضى به .
_ جهاد لطالما تناقشنا انا وهي في هذا الامر ، هل تدري كم ساعدتني على تخطي المي في غيابك لقد حثتني كثيراً على الاستمرار وجعلتني اشعر بأن دراستي هي جهادي وان الجامعة ساحةً لهذا الجهاد .
ابتسم لها بحنان :
_ حوراء فلنصبر قليلاً و نفكر في حل مناسب ، نهض من كرسيه وحمل الصينية :
_ والان هيا الى الداخل فقد تأخر الوقت كثيرا يا عزيزتي .
في تلك الليلة لم يغمض لعامر جفن فبعد وصولهم الى المنزل اسبغ وضوئه واستأذن من والدته وصعد الى غرفته وظل يقطعها ذهاباً واياباً حتى تعبت ساقاه فرمى بنفسه على السرير واخذ يحدق بالسقف وفكره شارد لا يقوى على استجماع افكاره ، كان الالم اكبر من ان يحتويه قلبه المفجوع ، نهض من سريره
وسارع الى فرش سجادته وتناول القران واخذ يتلو اياته حتى ساعات الفجر وعندما صدح صوت المؤذن بالاذان كان عامر قد افرغ كل ما في قلبه من وجع بحضرة الملكوت ، فأدى الصلاة وقد اطمئن قلبه بذكر الله .
.
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن