٥

85 13 1
                                    

#امــــل

#الحلقة 5

كان عامر يراقب جهاد فقد غرق في صمته مذ ركبا السيارة كانت تعابير وجهه تتقلب بين فرحٍ و حزن وكأن افكاره ترسم على وجهه بريشة الذكريات :

_ جهاد ، هل استطيع التحدث معك قليلاً يا عزيزي ؟

اعاده همس عامر في اذنه الى الواقع :
_ اجل اجل استميحك عذراً يا حبيبي ، لقد شرد فكري قليلاً .

ابتسم عامر بلطف :

_ لم يشرد فكرك قليلاً يا جهاد لقد كنتَ غارقاً في بئر افكارك ، لقد كنتُ اراقبك ياعزيزي لم تسكن ملامحك لحظة واحدة ، جهاد هذا ليس في صالحك حوراء اختي قبل ان تكون زوجتك ولكن يتوجب علينا ان نكون دائماً في حالة ذهنية صافية نحن ذاهبان لملاقاة عدو شرس حاقد مجرم ظالم لاينبغي ان ندع شيئاً يسيطر على افكارنا سوى الانتصار والغلبة على هذا العدو ونيل الشهادة .

كانت عيون جهاد تتلألأ :

_ اعلم يا عامر صدقني اعلم ، ولكن حوراء بالامس قطّعت نياط قلبي بسبب ماتشعر به من وحدة والم ليس سهلاً ماتمر به صغيرتي ياعامر امتحانها ليس هيناً ويحتاج الى قوة ايمان وتوكل واستعانة لتقبل امر الله ، اخشى عليها كثيراً .

انحدرت دموعه فاشاح بوجهه نحو النافذة واطلق العنان لها :

_ جهاد ، صدقني يا اخي حوراء بعين الله والذي اوجدها احن عليها منك ومني فتوكل على الله واطلب منه ان يقوي ايمانها ويكتبها من الصابرات المحتسبات .
احاطه عامر بذراعه وهمس في أذنه بصوته العذب :

_ لاتقلق ايها البطل المجاهد اطمئن نحن عائلة مجاهدة و ثائرة منذ نعومة اظفارنا ، لاتقلق على حوراء فهي ابنة مجاهد شهيد واخت مجاهد وزوجة مجاهد .

نشأ عامر وسط الثورة والجهاد كان والده الحاج احمد ثائراً من الطراز الاول ، لم يمنعه زواجه و ولادة طفله البكر عن القعود عن مقاومة النظام الظالم و رغم توسلات زوجته ليكف عن عمله الجهادي بعد انجابها لعامر الا انه اوضح لها وبكل صرامة انه لن يتنازل عن مبادئه لذا رضخت لرغبته واصبحت بعد مدة ثائرة مقاومة كزوجها الحبيب الى ان انجبت حوراء وعندها قضى زوجها شهيداً بعد ان اعتقلته السلطات الجائرة واعدمته و لم يكتب لطفلتها التي لم تتجاوز عامها الاول ان ترى والدها وتحظى بحنانه او ان تنطق بكلمة أبي
واصبح عامر  الذي كان يكبرها بسبع سنوات الاب الذي لم تره ابداً .

#يتبع  ..

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن