#امــــل
..
مضى اسبوع على مكوث جهاد في المشفى بعدها قررَّ الاطباء انه اصبح في حالةٍ تسمح له بالعودة الى منزله .كان جهاد يخشى العودة الى مايسمى بمنزله ويخشى من المدعوة حوراء هو لايعرفها ولا يعرف احداً من اهلها فكيف سيحيا معها تحت سقفٍ واحد ، كان يحدق الى السقف ويفكر بالقادم المجهول اصابه التوتر وهو يحاول جاهداً ان يتذكر ما حدث له ولكن دون جدوى .
كانت مع كل محاولة تذكر يمارسها ينال منه الاضطراب ويجعله ساخطاً لذا قرر التوقف عن المحاولة واستسلم للضباب الذي يحيط بذاكرته المعتمة .
حوراء هي الاخرى كانت تشعر بالخوف من حياتها المقبلة التي بدت لها وكأنها ليست حياتها لا تدري كيف ستواجه جهاد الجديد الذي لايذكرها ولايشعر تجاهها بأيِّ شيء كيف ستكون حياتهما معاً ، الكثير من الاسئلة دارت كدوامةٍ اصابتها بالصداع بأنتظار عودته الى المنزل .
كانت في الغرفة تُعد السرير لجهاد اما امها وايات فقد تولتا اعداد طعام الغداء رن جرس الباب معلناً عن وصولهم فشعرت بقلبها ينبض في حنجرتها ، أسرعت الى الاسفل فتحت باب الصالة واستقبلتهم بابتسامة رسمتها على شفاهٍ مرتجفة رغماً عنها :
_ اهلاً و سهلاً بعودتك ياعزيزي .ارادت ان تكسر الحاجز الذي ارتفع بينهما ولكن رده حطمَّ آمالها فقد اكتفى بكلمة شكراً باردة اخترقت مسامعها فأصابتها بالجمود .
أما تناول الغداء فقد كان كارثياً ، اكتفى الجميع بالصمت وتبادل نظرات القلق بين الحين وآلاخر ، شعر جهاد بالتوتر يُعاوده وخاف من ردة فعله تجاه هذه الوجوه الغريبة المحيطة به ثم فجاءة و دون سابق انذار هبَّ واقفاً من كرسيه واعلن ببرود :
_ انا متعب جداً اين سأنام ؟الدهشة التي علت وجوههم جعلته عصبياً جداً فصرخ :
_ ما بكم تحدقون بي هكذا ؟تقاطر دمع حوراء بصمت نهضت من مكانها بهدوء :
_ دعني أُريك حجرتك .
نظرت الى اهلها بأنكسار واردفت :
_ استميحكم عذراً .خطت رجلاها الارض خطاً وهي تسير نحو الطابق العلوي يتبعها جهاد بتثاقل .
وضع عامر رأسه بين يديه وظل يحدق الى الطعام الذي امامه شعر بالحزن الشديد فقد آلمه ان يحادثهم جهاد بهذا الشكل الفظيع جهاد الحنون الخلوق :
_ يا الهي ماهذا الاختبار وهل سيطول الحال هكذا ، يارب أرحم قلب أخيتي الرقيق لاطاقة لها على حزنٍ جديد .
كانت امه تبكي فقد شعرت بالمهانة بسبب اسلوب جهاد الفظ :
_ عامر اريد العودة الى منزلي في الحال .
وضعت آيات يدها على يد ام عامر :_ امي لا تنزعجي ارجوك ، جهاد لايفقه مايفعل لقد قرأت مقالاً عن المصابين بفقدان الذاكرة ، بسبب محاولاتهم الحثيثة للبحث في ظلام ذاكرتهم عن ذكرياتهم الضائعة يصابون بالتوتر والاضطراب ويشعرون بالسخط الشديد ويفقدون رغبتهم في الحديث الى اي احد ، زاد بكاء ام عامر :
أنت تقرأ
امــــل
General Fictionتحكي قصة التضحية والجهاد والتوكل على الله والتوبة والانابة اليه.. امل قصة بزوغ فجر الامل بعد ليالي العتمة الطويلة .. تابعونا فبكم نستمر ونمضي .. للكاتبة ندى يعرب