امــــل

٦

#امــــل

#الحلقة 6

لم يمضِ سوى ايام قلائل على وصول كل من عامر و جهاد الى سوريا حتى أُعلن عن هجوم عاجل على العدو من اجل توسعة محاور المقاومة حيث تم تسليم أمرة سرية ابو الفضل لعامر اما جهاد فقد تولى أمرة سرية القائم .

كانت الليالي التي تسبق هكذا معارك من احب الاوقات لنفس عامر ففي مثل هذه الليلة يتوجب على آمر السرية ان يجمع جنود سريته بعد اداء صلاة العشائين ويُعقد مجلس عزاء ليتجسد لهم جميعاً ليلة عاشوراء وما صاحبها
من ثبات وتضحية وايثار .

كان صوت القارئ شجياً و ما ان بدأ بأفتتاح العزاء حتى تعالت الاصوات بالبكاء والنحيب ، كان لصوت نشيجهم في المعسكر دويٌّ تقشعر له الابدان وعندما اوشك المجلس على الانتهاء تعالت اصوات التلبية المقدسة :

لبيكِ يازينب .. لبيكَ يامهدي .
وقف عامر في المنتصف و خاطب الجنود بصوت مرتفع :

_ ايها الابطال ايها الانصار لن أُطيل عليكم لانه لم يتبقَ الكثير من الوقت حتى حلول الفجر ولكن فليحتفظ كل منكم بهذه الاية في قلبه وعقله : بسم الله الرحمن الرحيم ( يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) وكذلك اذكر نفسي واذكركم بقوله تعالى
( قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) .. اسأل الله لي ولكم المغفرة والرحمة والتوفيق وان يثبت اقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين .. لبيكِ يازينب .

تعالى هتاف الجنود مرة اخرى بالتلبية والصلوات و بعد تبادل تحية المساء انصرف الجميع لاخذ قسط من الراحة ، اما عامر وجهاد فقد قضيا ليلتهما على سجادةٍ مشتركة تشاركا فيها لاداء صلاة الليل وقراءة القران حتى حلول الفجر .

تحول المعسكر الى خلية نحل وقبل شروق الشمس كان الجميع على اهبة الاستعداد من اجل الزحف نحو مكامن العدو بحذرٍ و هدوء فعنصر المباغتة وسيلة مهمة في تحقيق النصر .

احرزت سرية ابو الفضل بقيادة عامر تقدماً سريعاً اما سرية القائم فكانت قوة ساندة احاط جنودها محاور الهجوم وطوقوا جميع المنافذ التي يحتمل ان تشكل مهرباً لفلول العدو .
كان عامر يتقدم جنوده ببسالة وشجاعة فذة وفجاءة ملئ دخان اسود الطريق امامهم ولم يعد عامر يشعر بشيء سوى الظلام الدامس .

#يتبع