١١

74 11 0
                                    

#امــــل
.
#الحلقة 11
.
بعد ذهاب ايات جلست حوراء في الحديقة و غرقت في تأملاتها فكرت بكلام رفيقتها كثيراً وقررت ان الوقت قد حان لتتعالى على جراحها وان تؤدي ما يتوجب عليها فلا سبيل سوى التوكل على الله والرضا بقضائه وقدره ، قطع حبل تأملاتها صوت اخيها :
_ اراك جالسةٌ هنا ، مابك ياعزيزتي .
جلس على الكرسي فنظرت اليه متأملةً ذلك العنفوان الطاغي على محياه لم يكن وسيماً جداً ولكن مسحة الهيبة والجهاد التي كست وجهه جعلته يبدو وسيماً كان جمال روحه منعكساً في عينيه :
_ ما بك ياحوراء اطلت النظر اليَّ ياعزيزتي ؟!
ابتسمت واجابته :
_ الا يحق للاخت ان تتأمل اخاها ؟! عامر لا ارى امامي اخي ، ارى امامي مجاهداً تطفح ملامحه عزةً واباء .
اغرورقت عيناه لجميل كلامها :
_ بارعةٌ انت في الكلام ايتها الصغيرة الجميلة .
ضحكا معاً ثم اردف قائلاً :
_ اريد ان احدثك بموضوع مهم .
_ كلي اذان صاغية .
_ حسناً ، الا تظنين انه آن اوان عودتك للجامعة ؟
اطرقت الى الارض هنيهة ثم رفعت رأسها وملامحها تنبض بالارادة والاصرار :
_ اجل آن الاوان .
اعجبته نبرة العزم في صوتها :
_ واقعاً ترددت قليلاً في فتح هذا الموضوع معك ياحوراء فانا لااريد ان احملك المزيد من الضغوطات ولكني اراك عازمةٌ على العودة !
_ قبل قليل حدثتني ايات بنفس الموضوع .
اخبرته عما دار بينها وبين ايات من حديث ، صمتت فجاءة واخذت تتأمل اخيها مرةً اخرى فتعجب منها :
_ حوراء مابالك تتأمليني بغرابة ماذا يحدث ؟! قبل قليل امي والان انت ما بالكما ؟!
قال عبارته هذه وغادرها قبل ان تجيبه
ابتسمت ابتسامةً معبرة وتبعته الى الداخل .
في تلك الليلة صعدت حوراء الى حجرة امها وطرقت الباب ، كانت امها تستعد للنوم :
_ ادخلي ياحبيبتي .
_ امي اريد ان احدثك بأمرٍ مهم .
كانت مبتسمة ونظرة المرح تملأ عينها :
_ تعالي ياحوراء اجلسي تعالي انا ايضاً اريد ان احدثك بأمرٍ مهم .
ضحكتا بهدوء فقد بدا جلياً انهما تفكران بنفس الموضوع .
اما عامر فقد كان في غرفته يتأمل السقف ويفكر في جهاد ومايحدث الان هناك بينما هو متمدد في سريره ، سقطت دمعة من جانب عينه ودعا الله ان يتماثل للشفاء بسرعة حتى يتمكن من العودة الى الساتر هنالك حيث ترك روحه ، فجاءة قفزت ايات امام ناظريه واخذ يفكر بحديثها مع حوراء ومدى نضج تفكيرها ووعيها بالقضية الجهادية ، فاغلق عيناه وراح في سباتٍ عميق والابتسامة مرسومةٌ على شفتيه .
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن