12

70 10 0
                                    

#امــــل
.
#الحلقة 12
.
.
كان اسبوعاً دراسياً حافلاً بالنسبة لحوراء جاهدت كي تعيد تنظيم امورها الدراسية فقد فاتها الكثير لم تصدق ان يوم الخميس قد اقبل وستبدأ عطلة نهاية الاسبوع ، عند عودتها ظهراً سارعت الى الدخول من باب المطبخ :

_ امي ، لقد عدت اين انت ؟
شربت كأساً من الماء ووضعت عبائتها جانباً وسارعت الى الصالة وكانت المفاجاءة التي جعلتها تشهق بقوة وتساقط دمعها مدراراً عندما شاهدت جهاد يجلس مع امها واخيها :
_ يارباه ، يارباه .

رددت كلماتها وسجدت على الارض شكراً لله على سلامة زوجها
اسرع جهاد اليها وساعدها لتقف كانت الدموع سيدة الموقف ومناجاة العيون ابلغ من الكلام :

_ انا لا اصدق عيناي ياجهاد بالامس حادثتك ولم تخبرني بأنك ستعود ؟!!

_ منذ الامس وانا اقطع الطريق ولكني لم اخبرك ياعزيزتي لاني اعلم بأنك ستظلين قلقة .
قطع مناجاتهما مزاح عامر :
_ ياقوم نحن هنا كفاكما دموعاً الان فقد اغرقتمونا .

كفكف جهاد دموعه وابتسم لعامر :
_ حسناً ايها الغريق المازح حسناً .
ابتسم عامر بمكر :

_ والان هيا الى الغداء فانا جائع جداً .
عندما حلَّ المساء وبعد الفراغ من الصلاة انفردت حوراء بجهاد في الصالة واطلعته على مخططها :

_ امي أُعجبت برفيقتي ايات عندما اتت لزيارتي واخبرتني بأنها مناسبة لعامر كزوجة ولكني بحاجة لمساعدتك ياعزيزي ، حتى الان لم نفاتحه بالامر انت تعلم بأنه الان على اعتاب الثلاثين مايزعجني كثيراً هو عدم تفكيره بتاتاً بأمر الارتباط والزواج وامي المسكينة تنتظر بلهفة ان تراه متزوجاً ومستقراً وترى ذريته تصول وتجول في ارجاء هذا البيت .
اطرقت برأسها ارضاً عندما قالت عبارتها الاخيرة فعلم جهاد بأنها في اعماقها لاتزال متألمة من فكرة عدم الانجاب ولكنها تواري هذا الالم :
_ حوراء انظري اليَّ .

رفعت رأسها فقرئت في عينيه رسائل المودة والرحمة وتجسدت فيهما الطمأنينة والراحة لقلبها المتعب :

_ انا احبك ياحوراء كيفما كنتِ واينما كنتِ ، صدقيني اشعر ان قلبي كان ارضاً خالية وقد انبتك الله فيها فأزهرت واضحت واحةً خضراء بوجودك المبارك ، انت ابنة شهيد ياحوراء لاتتخيلي ان هذا امراً هيناً تجري في عروقك دماء ثائر اشترى الاخرة بدمه فهنيئاً لي بك ايتها الغالية .

بكت حوراء لطيب كلامه وشعرت بأن الله رؤوف بها جداً ان بعث لها زوجاً مجاهداً يخشى ربه فيها .

ابتسم لها ابتسامة المتواطئ :
_ والان دعينا نخطط لاصطياد الاسد الهارب من قفص الزوجية .

قهقها بصمت والتمعت الاثارة في عينيهما .
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن