21

61 8 0
                                    

#امــــل
.
#
.
.
كانت ايات شاردة الذهن سارحة الخيال عندما خاطبها عامر بصوته الحنون :
_ عزيزتي ، اراك شاردة اين سرح بك الفكر ؟
ابتسمت له بلطف :
_ افكر كم كان ارتباطنا سريعاً وكأن يد القدر اعدت كل شيء ، لا اصدق اننا نجلس الان في حديقة منزلكم ونتحادث ، عندما طرقت هذا الباب ( واشارت بيدها لباب منزلهم ) ذات يوم واتيت لزيارة حوراء لم يخطر في بالي لحظة واحدة بأني سأجلس هنا يوماً كزوجةٍ لك .
لم يستغرق عامر الكثير من الوقت ليتخذ قراره في الارتباط بايات بعد لقائهما في المطعم ، كان متيقناً بعد سماعه لحديثها انها الزوجة المناسبة له وتم الاعداد لكل شيء بسرعة اذهلت الجميع كانت الامور تتيسر من تلقاء نفسها من تحضيرات الخطوبة وعقد القران وها هي اليوم تجلس امامه وقد اصبحت خطيبته رسمياً .
_ انا ايضاً يا ايات لم يخطر في بالي يوماً بأني سافتح هذا الباب لاجدك هناك تقفين بحياء وبأنك ستصبحين زوجتي وبأن الله سيعوضني بك بلسماً لجراح قلبي .
ابتسما لبعضهما وغرقا في نظرة وعود تعد بالكثير ، قطع تأملهما رنين هاتف عامر لم يشأ الرد كانت ايات تشغل فكره ووجوده ولم يرد قطع هذه اللحظات التي لامست قلبه بحنان :
_ عزيزي يتوجب عليك الرد لعله امراً مهماً.
اجاب باستسلام :
_ حسناً .
نظر الى شاشة هاتفه فتغيرت ملامحه ثم نظر الى ايات بنظرات مضطربة جعلت قلبها يخفق خوفاً :
_مابك ياعزيزي لم لا ترد ؟
.
.
رد عامر بصوت اقرب الى الهمس :
_انه مسؤولي في العمل
تأمل وجهها منتظراً ردة فعلها وعادت به ذاكرته الى حيث تلك الايام عندما كان يرحل ويترك خطيبته السابقة وهي منهارة باكية واخذت المخاوف تنهش قلبه نهشاً ، خاف كثيراً من ردة فعل ايات رغم معرفته انها مختلفة وصاحبة عقيدة ومبدأ ولكن تظل سلعة الحقيقة مختلفة عن ساعة الكلام .
اجابته بهدوء وقد احست به بعد ان قرأت مخاوفه  تتراقص في عينيه وعلمت ان هذه اللحظات حاسمة في جعله يتجاوز هذه المخاوف ويثق بها كسندٍ له :
_اتصل به ياعزيزي اتصل لا تخف يا عامر ارجوك .
كان رنين هاتفه قد توقف دون ان يجيب على الاتصال فأتصل بعد ان طمئنته ايات بصوتها الحنون الهادئ .
_السلام عليكم اعتذر عن عدم الرد كنت مشغولاً قليلاً تفضل ياسيدي انا بخدمتكم .
كان يصغي بانتباه لمسؤوله والابتسامة اخذت ترسم خطوطها بهدوء على شفتيه المضطربتين ، فعلمت ايات انه سيغادرها قريباً فنظرة العزم التي تراقصت في عينه اخبرتها انها نظرة رحيل مجاهدٍ الى سواتر الحرب .
اعتصر قلبها وخافت ان تستسلم لحزنها وان تعيد عليه مأساته فاخذت تستغيث بداخلها ان يلهمها بقية الله الصبر على فراق عامر فهي رغم قصر مدة تعارفهما الا انه استقر في قلبها وتربع على عرشه معلناً ملكيته الخاصة لم تنظر اليه كزوج كانت مكانته المعنوية كمجاهدٍ مؤمن اقوى من مكانته المادية كشريك حياة فقط فقد احبت جهاده وحماسه للنضال في سبيل الله .
لم تدري بأنه اتم المكالمة واخذ يتأملها بصمت لعله يسبر اغوارها ويعلم ماتفكر به فقد كانت غارقة في تأملاتها .
.
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن