13

60 10 0
                                    

#امــــل
.
#الحلقة 13
.
دخل مخطط حوراء حيز التنفيذ مع بداية الاسبوع وبالتحديد عند ظهيرة الاحد عندما اتصل جهاد بعامر :
_ السلام عليكم ، كيف الحال ؟
كان عامر لايزال مفترشاً سجادته بعد ان  انهى فريضة الظهرين :
_ وعليكم السلام ، بخير الحمد لله كيف حالكم ما أخبار حوراء ؟
اتسعت ابتسامة جهاد الماكرة وشعر بالاثارة وهو يجيب :
_ عامر سأمر بك لاصطحبك معي .
نظرة استغراب تراقصت في عيني عامر قبل ان يجيب :
_ الى اين ؟
_ الى الجامعة ، سأذهب لاحضار حوراء وفكرت ان تأتي معي ، فأنت جليس البيت منذ فترة طويلة  صمت قليلاً ثم اردف :
ستفرح حوراء برؤيتك كثيراً ، لن اتأخر عليك اريدك ان تكون جاهزاً خلال نصف ساعة .
لم يعطه الوقت للتفكير والاجابة فأنهى المكالمة بسرعة واخذ يضحك بقوة بعد ان تراءى له وجه عامر وهو مقطب الجبين .
كان عامر ينظر من خلال نافذة السيارة والهواء يداعب وجهه بنسماتٍ لطيفة لم تعجبه الجامعة واخذ ينظر شَزَراً
الى تلك المظاهر الخادعة التي سادت اجوائها ، التفت الى جهاد :
_ لم اكن اتوقع ان تكون الاجواء هنا هكذا ، اعان الله اخيتي .
ابتسم جهاد بلطف واجاب بهدوء :
_ حوراء ليست هنا لاجل الدراسة فقط .
_ماذا تعني ؟
_ انها تؤدي دورها الرسالي يا عامر في ايضاح وتصحيح الفكرة العامة عما يجب ان يكون عليه حجاب المرأة المسلمة ، لقد اثبتت عزيزتنا حوراء وامثالها من الفتيات وجودهن وبقوة في هكذا محيط فأنار ضياء سوادهن الحالك المتمثل بالعباءة ظلمات الاجواء المبهرجة المحيطة بهذا المكان ، فأضحين كالقمر ينير عتمة السماء الحالكة .
ابتسم عامر بود لرفيقه :
_ جهاد كلماتك منيرة كوجهك ياعزيزي .
ضحك جهاد بصوت مرتفع :
_ كفاك غزلاً بي لقد وَصَلنا هيا فلننزل .
كانا قد وصلا الى باحة القسم الذي تدرس فيه حوراء .
تمشيا قليلاً ولمحا حوراء وايات عند الباب ، اخذ جهاد يراقب وجه عامر خفيةً عنه فقد اراد ان يرى ردة فعله لرؤية ايات :
_ هاهي تقف هناك لوح لها يا عامر لترانا .
_ جهاد لِمَ الوح لها ؟! انها تقف برفقة صديقتها اتصل عليها ولنرحل بسرعة هيا .
_ حسناً حسناً فقط ارتحْ قليلاً مابالك متوتراً هكذا ؟!
قطب جبينه واجاب بهدوء :
_ لا ادري اشعر بالضيق في هذا المكان ، هيا يا جهاد اريد العودة الى السيارة ، لم يكد ينهي حديثه واذا بحوراء تقترب منهما فسمعت قول اخيها :
_ لِمَ انت مستعجلٌ هكذا يا مجاهدي الحبيب .
ابتسمت لهما مخاطبةً اخيها بود وسلمت عليهما :
_ السلام عليكما ايها المجاهدان يا اروع ما املك في هذه الحياة ، اشعر بالفرح لرؤيتكما ها هنا .
ابتسم جهاد وتبادل معها نظرات ماكرة لم يتلفت اليها عامر فقد شعر بتوتر خفي يسري في عروقه :
_ وعليكم السلام  عزيزتي ، عامر يشعر بالضيق لوجوده هنا .
نظر اليه عامر بطرف عينه واجاب اخته بهدوء :
_ وعليكم السلام يا نور عيني ، دعك من كلام زوجك ياحوراء ودعينا نذهب الان .
_ ليس بهذه السرعة فلنذهب لتناول بعض المرطبات ، سأعود حالاً .
لم تدع لهما فرصة للرفض تركتهما وعادت الى حيث تقف ايات تحدثت معها قليلاً ، وماهي الا لحظات وعادت برفقتها :
_ جهاد عزيزي انها رفيقتي ايات .
_ السلام عليكم اهلاً وسهلاً بكم اخت ايات .
اجابت ايات بهدوء وحياء :
_ وعليكم السلام والرحمة
كان التوتر سيد الموقف ولكن جهاد وحوراء كانا يتبادلات الابتسامات الماكرة بين لحظة ولحظة اكملت حوارء بلطف :
_ اما عامر فلا داعي لان اعرفكما فقد التقيتما سابقاً ، فردد عامر ونظره مصوبٌ الى الارض :
_ السلام عليكم
فاجابته بهدوء ووقار :
_ وعليكم السلام .
وعندها اعلنت حوراء بفرح :
_ هيا الان دعونا نذهب الى النادي 
جلس الجميع حول الطاولة و احتل موضوع الجهاد معظم الحديث ، كانت حوراء تريد لعامر ان يتحدث ولكنه فضل الصمت والجلوس بتلك الهيبة والعنفوان اما ايات فقد اكتفت بالنظر الى حجرها بارتباك الى ان جاءها صوت عامر مخاطباً :
_ اخت ايات هل لي ان اسألكم سؤالاً
اتجهت ناحيته ثلاثة ازواج من العيون الذاهلة فقد كسر صمته بسؤالٍ لم يتوقعه احد .
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن