#امــــل
.
#الحلقة 14
.
نظرت حوراء الى جهاد و قد اتسعت حدقتاها والذي كان بدوره مرتبكاً مما يجري وكأن حديثاً خفياً كان يدور بينهما ولكن بلغة العيون :_ جهاد هل يُعقل انه سيطلبها للزواج الان ؟
_ لا ادري ياعزيزتي لاادري .
اما ايات التي اخذ قلبها يخفق بقوة حينما سمعت صوت عامر يطرق مسامعها الفتية فقد كان جوابها اقرب للهمس :
_ تفضلوا انا بخدمتكم .
كانت حوراء تراقب اخيها وتنتظر بلهفة كاد قلبها ان يتوقف وهي تنظر اليه وقد
نظر الى حيث تجلس ايات نظرة صارمة وخاطبها بهيبة المجاهد وكأنه يخاطب جندياً :
_ اخبرتني حوراء عن الحديث الذي دار بينكما عند زيارتكم لمنزلنا ، واقعاً اعجبني نضج افكاركم فيما يخص القضية الجهادية و دار في رأسي سؤالاً ، هل ياترى جنابكم نشأتم في وسط جهادي ساعدكم على تبني هكذا مبادئ عميقة ؟شعرت حوراء بالاحباط ونظرت الى جهاد الذي كاد ان ينفجر ضاحكاً لحال حوراء المسكينة والتي سرح بها خيالها العاطفي وتخيلت اموراً اقرب للخيال منها للواقع فنظر اليها وكأنه يخاطبها بعينه :
_ انه عامر ياحوراء ما الجديد في الامر ، كل حياته جهاد في جهاد ما عساه يسألها غير اسئلة جهادية .
صوبت ايات نظرها نحو البعيد والتقطت انفاسها وبدأت حديثها بصوتٍ فاق صوت عامر صرامةً :
_ لم انشأ في وسط جهادي ، بل على العكس من ذلك لقد نشأت في بيئة بعيدة عن هذه الامور ولم اكن اعلم ماهية هذا العالم النوراني المقدس حتى منَّ الله عليَّ بحوراء وحينما تعرفت عليها واخبرتني عن عائلتكم فتحتْ لي الافاق وبدأت اتابع هذا الخط واسعى بجدية لان أُكون نظرة واضحة عنه ، ولجتُ الى عالم الجهاد واخذت ابحث في ازقته ودروبه فوجدت ضالتي فيه واشعر الان بأني ارتقي من خلاله ارتقي الى حيث السماء الى حيث الحرية الى حيث التحرر من قيود هذه الدنيا الزائفة .
نست ايات نفسها ولم تعد تشعر بوجود الاخرين اما عامر فقد تبدلت ملامحه الصارمة وحلت محلها ملامح الانصهار في كلمات ايات الصادقة لم تسمع حوراء كلمة مما قالته رفيقتها فقد انشغلت بمراقبة اخيها الذي اخذت ملامحه تلين شيئاً فشيئاً ، و لكنه سرعان ماالتفت الى نفسه وشعر بأن شيئاً ما غريباً عنه لم يعرف ماهيته يحتل روحه ويستولي على قلبه فهب واقفاً وكأنه يهرب من شيء ما فجفلت ايات من حركته وعادت الى ارض الواقع وادركت حينها انها اسهبت في التعبير فوقفت بدورها واستأذنت الجميع بالانصراف بعد ان سلمت عليهم بسرعة .
اما حوراء وجهاد المدهوشينِ مما يحصل فقد حثا خطاهما ليلحقا بعامر الذي استقر في السيارة وهو مقطب الجبين وقد ساءه ماشعر به لتوه من مشاعرٍ غريبة عنه لم يألفها سابقاً .
.
.
أنت تقرأ
امــــل
General Fictionتحكي قصة التضحية والجهاد والتوكل على الله والتوبة والانابة اليه.. امل قصة بزوغ فجر الامل بعد ليالي العتمة الطويلة .. تابعونا فبكم نستمر ونمضي .. للكاتبة ندى يعرب