#امــــل
#الحلقة 9
تمالك جهاد نفسه بصعوبة :
_ وعليكم السلام عزيزتي حوراء معك يانور قلبي اسمعك .هتفت حوراء بفرح :
_ جهاد لقد استعاد عامر عافيته وهو الان بصحة جيدة وقد عاد الى المنزل .لم يصدق جهاد اذنيه :
_ حقاً ياحوراء حقاً ؟!!_ اجل يا جهاد اليوم سمح لنا الطبيب باخراجه من المشفى ، اكاد لا اصدق انه هنا بيننا في المنزل من جديد .
صمتت قليلاً فقد آلمها ان يكون جهاد بعيداً جداً عنها ثم همست بصوت غالبه الدمع :
_ افتقدك ياجهاد هل من عودةٍ قريبة لقد اطلت المكوث هذه المرة ._ و انا ايضاً افتقدك كثيراً يا عزيزتي ، ولكن واجبي يحتم عليَّ البقاء فالمعارك لا تزال مستمرة وبشراسة و لابد من فرض السيطرة على المنطقة من اجل ان يستعيد الاهالي حياتهم الطبيعية ، لقد خسرنا الكثير بسبب اصابة عامر واستشهاد سيد حسن ياحوراء كان يوماً مرعباً بالنسبة اليَّ وانا اشاهد من بعيد انفجار العبوات التي زرعها العدو بوجه السرية التي يقودها عامر لا استطيع نسيان سيد حسن عندما سارع الى مواجهتهم بكل شجاعة لقد اذهلتنا شجاعته ياحوراء لم يبالي بالموت لم يرف له جفن رمى بنفسه في قلب الهجوم ولم يعبأ بالنيران التي تحيط به حتى قضى شهيداً كان الذهول سيد الموقف وعندما شاهدت عامر يسقط ارضاً احسست بقلبي يكاد يتوقف ياحوراء ظننت اني فقدته الى الابد ، الوضع صعب الان ويتطلب وجودي كما اخبرتك ياعزيزتي .
استرسل جهاد في شرح الوضع لحوراء واخبرها عن مدى معاناة السكان المحليين بعد ان اضطروا لمغادرة مناطق سكناهم والنزوح لأماكن اكثر اماناً واصبحت اوضاعهم يرثى لها في مخيمات النازحين ولم يعد باستطاعة اولادهم الذهاب الى المدارس وتوقفت الحياة بشكل كامل ، كانت حوراء تصغي بانتباه لكل كلمة يقولها جهاد فقد كان حديثه يقطر الماً لما يراه من اوضاع مأساوية نالت من حياة الناس بسبب اعداء الاسلام وطغاة العالم .
صمت جهاد ليلتقط انفاسه فاستغلت حوراء صمته لتهدئ من روعه :
_ لابأس ياعزيزي لابأس عليك دعواتنا مستمرة لكم بالنصر ، ونحن بانتظار عودتك سالماً غانماً بالنصر المؤزر ياضياء القلب .
_ ان شاء الله ياعزيزتي ، حوراء ارجوك كوني بخير لاجلي و عديني ان تعودي الى الجامعة ._ اعدك ياعزيزي ، وانت ايضاً كن بخير لاجلي وعد لي سريعاً ارجوك .
ساد الصمت الذي يحكي مافي قلبيهما وكأنهما يتناجيان عبر الاثير ويبثان لبعضهما لوعة الحنين والاشتياق .
بعد مرور اسبوع على وجود عامر في المنزل وبينما حوراء ووالدتها تعدان الشاي عصراً قرع جرس المنزل ، كانت حوراء تريد لعامر ان يستعيد نشاطه فنادته من المطبخ :
_ عزيزي هل تتفضل بفتح الباب ؟لم يجبها ولكنه سار ببطء الى الخارج وفتح الباب واذا بفتاةٍ كأنها الشمس بضيائها تقف بحياءٍ عند عتبة منزله .
.
أنت تقرأ
امــــل
General Fictionتحكي قصة التضحية والجهاد والتوكل على الله والتوبة والانابة اليه.. امل قصة بزوغ فجر الامل بعد ليالي العتمة الطويلة .. تابعونا فبكم نستمر ونمضي .. للكاتبة ندى يعرب